سوسة النخيل تتراجع في القطيف.. والقضاء على 65 ألف حشرة في 2018 فحص 2251473 نخلة.. وعلاج 6110 نخلات.. وإزالة 205 مصابات
إعداد: مالك العلقم
تصوير: أنور الأحمد
واس
تحرير: صُبرة
لا تتعدى نسبة إصابة النخيل في محافظة القطيف بآفة سوسة النخيل الحمراء 0.28% في العام الماضي (2018).. هذه النسبة، جاءت في ثنايا إحصائية، كشف عنها فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، وتخص محافظة القطيف، في إطار جهود الفرع في مكافحة سوسة النخيل الحمراء، لما تشكله من تهديد لأشجار النخيل وإنتاجها من التمور، وذلك من خلال برنامجي “مكافحة سوسة النخيل الحمراء بالقطيف والأحساء ” و”قسمي المكافحة في القرية العليا وحفر الباطن”. وتقول الإحصائية أن البرنامج قام بفحص 2251473 نخلة في محافظة القطيف، عالج منها 6110 نخلات، وأزال 205 نخلات مصابة، وقام بأعمال رش لـ 334463 نخلة بالمبيد الحشري، ونصب 2767 مصيدة ، فيما جرى التقاط 65761 حشرة.
ويتميز برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء في القطيف، بمجموعة من الخِدْمات المجانية للمزارعين والمهتمين بزراعة النخيل في المنازل والحدائق والجهات الحكومية والشركات والمنتجعات الواقعة ضمن محافظة القطيف، إضافة إلى المساحات المنحصرة من الخفجي شمالًا إلى شاطئ نصف القمر جنوبًا ومن جزيرة تاروت شرقًا إلى 100 كيلو متر على طريق الرياض غربًا.
تهديد النخيل
وسعيًا في المحافظة على الغطاء النباتي والبيئة الزراعية ومكافحة الآفات المضرة بها، يبذل فرع الوزارة بالشرقية جهودًا في مكافحة آفة سوسة النخيل الحمراء لما تشكله من تهديد لأشجار النخيل وإنتاجها من التمور في القطيف، وبقية مناطق الشرقية. وتتضافر الجهود الوطنية، منضوية تحت برنامج وزارة البيئة والمياه والزراعة “مكافحة سوسة النخيل الحمراء”، الذي رصد له مليار و766 مليون ريال، بهدف الحفاظ على سلامة النخيل بالمملكة، وَفْق خطة متكاملة للقضاء على هذه الحشرة الفتاكة تضمنت زيارة المزارع وفحص الأشجار وعلاج المريض منها، إلى جانب إقامة تدريبات عملية للمزارعين لتثقيفهم بأضرار هذه الحشرة وكيفية التعامل معها .
وتأتي الجهود متوازية في المنطقة الشرقية التي تشتهر بعض محافظاتها ـ وعلى رأسها القطيف ـ بزراعة النخيل وإنتاج التمور، في سبيل القضاء على هذه الآفة، التي تهاجم ما يقارب 40 نوعًا من أشجار النخيل، إلا أن النوع المفضل لديها هو شجرة “نخيل التمر”، وبخاصة الأشجار التي تقل أعمارها عن 15 عامًا، وأكثر أجزائها عرضة للإصابة هي الرواكيب والفسائل ومنطقة قطع الفسائل والتكريب ورأس النخلة.
رحلة نمو سوسة النخيل
ووَفْقًا لمدير عام فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية المهندس عامر المطيري، فإن وتيرة العمل الوقائي والعلاجي للنخيل متصاعد، بقدر خطورة هذه الحشرة “سوسة النخيل الحمراء”، لشراهتها في التغذية وقدرتها التكاثرية العالية، إذ تضع ما بين 200 إلى 500 بيضة خلال فترة حياتها، وتغطيها بمادة صمغية، ومن ثم يفقس البيض، وتصبح يرقات فشرنقات إلى أن تصل عذارى فحشرة كاملة.
وبحسب الأبحاث العلمية، فإن طور اليرقات يعد المرحلة الأكثر ضررًا على الأنسجة الحية لجذع النخلة خاصة الأنسجة الوعائية من خلال نخرها في جميع الاتجاهات ، مما يؤدي إلى تهتك الجذع وتجويفه ، وتمايله الملحوظ بفعل الهواء القوي والرياح، وفي حالة الإصابة الشديدة خاصة في منطقة الرأس ” الجمارة ” تسقط النخلة وتموت، في عملية تستغرف 6 إلى 12 شهرا.
إزالة النخيل
من جانبه أفاد المشرف على برنامج ” مكافحة سوسة النخيل الحمراء ” بالمنطقة المهندس محمد القلاف، أن برنامجي المكافحة في القطيف والأحساء وقسمي المكافحة في حفر الباطن والقرية العليا يعملان على التصدي لهذه الآفة؛ عبر قيام فرقها الميدانية بأنشطة متعددة تشمل الكشف والفحص، ورشَّ المبيدات والمعالجة، وإزالة النخيل ذات الإصابة البالغة ، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الوقائية ، والتوعية بخطر هذه الآفة وأهمية الوقاية منها.
وأبان أن أعمال المكافحة خلال شهر يوليو الماضي التي يباشرها 535 موظفًا وفنياً مدعومين بـ 215 سيارة ، و 5 آليات ، شملت فحص 843235 نخلة ، تبين إصابة 1628 منها ، وجرى معالجة 1302 نخلة ، وأزيلت 326 نخلة مصابة ، و 1170 أخرى مهملة ، إلى جانب أعمال الرش لـ 9499 نخلة بالمبيدات ، واستخدام 8467 مصيدة فرمونية .
آلية عمل البرنامج
وعن آلية عمل البرنامج ، بين مسؤول البرنامج عماد بن صالح آل مطر ، أنها تعتمد على ثلاثة طرق، الأولى بتلقي بلاغات المزارعين أو عبر المنصة الجديدة “بلغ” ، وقراءة المصايد الفرمونية ، والزيارات الدورية لفحص النخيل، واكتشاف الإصابة، والثانية عبر توزيع المصايد الفرمونية وهي وعاء بلاستيكي سعته خمسة لترات له فتحات من الجوانب ومغطى بالليف أو الخيش وبه ماء ومبيد، ومعلق بغطائه من الداخل فيرمون تجميعي وقطع من جذع النخيل يعمل على جذب السوسة ويكون توزيعها على شكل شبكة تغطي كامل المنطقة، وتدل هذه المصايد على وجود إصابات حولها أم لا ، فإذا وجدت إصابات فإن فرقة العلاج والفحص تتوجه مباشرة لتمسح المنطقة الواقعة حول المصيدة وتعمل على رش النخيل بالمبيدات وعلاجه من الإصابة ، وإزالته إذا كانت نسبة الإصابة عالية ، أما الطريقة الثالثة فهي الزيارات الدورية التي تنفذ بشكل دوري لإجراء الكشف.
توزيع المطبوعات
وأضاف المهندس آل مطر أن أعمال البرنامج تتضمن أيضا إرشاد المزارعين ميدانيا وتعريفهم بأخطار السوسة وطرق علاجها والوقاية منها ، وإقامة الندوات والمحاضرات والتدريبات للتعريف بالحشرة وخطرها ، واستقبال وفود المدارس والمعاهد التي تضم طلابًا ومعلمين وإداريين وإلقاء محاضرات حول الحشرة عليهم ، والتعاون المشترك مع مراكز الأبحاث المتخصصة والجامعات ، والمشاركة في الفعاليات والمعارض التي تعنى بالنخلة والثروة النباتية في المنطقة ، وتدريب طلاب كليات الزراعة على كيفية التعامل مع الإصابة بسوسة النخيل الحمراء وطرق مكافحتها والوقاية منها ، بالإضافة إلى توزيع المطبوعات التعريفية والتوعوية ، وإنتاج أفلام وثائقية تعريفية بالآفة وطرق العلاج والوقاية منها.
وأوضح أن الفرق الميدانية العاملة بالبرنامج مقسمة حسب التخصص والمهام إلى عدة فرق ؛ فرق الفحص والعلاج ، وتتكون من مهندس وعمال زراعيين وسائقين ، وعددها 18 فرقة ، وفرق الرش ، وتتكون من مهندس وعمال زراعيين وسائقين ، وعددها 15 فرقة ، وفرق المصايد ، وتتألف من عمال زراعيين وسائقين ، وعددها 17 فرقة ، وفرقة للإزالة النخلات المصابة بالسوسة ، مشيرا إلى أن عدد المصايد الفرومونية الموزعة بلغ 3204 مصايد ، لافتا إلى أن البرنامج قسم المساحة التي يغطيها إلى 16 منطقة ؛ وذلك لترتيب وتنظيم العمل وتوزيعه بشكل تسلسلي.