سابقاً.. “ميكانيكي” يقود الحافلة.. وحالياً.. “الطارة” بيد سائق فقط هذه السيارات أحدثت انقلاباً في وسائل المواصلات للحج
القطيف: واس
تحكي مواسم الحج، عاماً بعد آخر، قصص تطور وسائل المواصلات، وما شهدته من نقلة كبرى، بدءاً من السير على الأقدام، ثم الإبل، مروراً بالسيارات والسفن، فالطائرات، ومع كل وسيلة مواصلات حديثة، يقلص ضيوف الرحمن الوقت والجهد.
وأحدثت السيارات والباصات، التي ظهرت في حقبة الخمسينات والستينات الميلادية، منعطفاً في عالم المواصلات المستخدمة في السفر إلى الأراضي المقدسة. واشتهرت آنذاك موديلات 1948، 1951 ، 1966 م لعدد من الماركات المشهورة وقتها، التي اعتمد عليها مديرو حملات الحج والعمرة.
وتوثق روايات، يدلى بها عدد من كبار السن، قصص “رحلة الحج”، عبر هذه المركبات، التي خلت كنتيجة لبداية تصنيعها عالمياً من وسائل الراحة أو السرعات العالية، إلا أن قوة الأداء ومتانة هيكلها أهلها لأن تكون صامدة في حمل الأوزان، وقطع المسافات وتحمل وعورة الطرق آنذاك .
ويختلف سائق السيارة اليوم، عنه في الأمس، قديماً كان السائق بدرجة “ميكانيكي”، يصلح سيارته بنفسه، متسلحاً بجميع الأدوات والعدد اللازمة للإصلاح، بعكس سائقي اليوم، الذين لا يعرف أكثرهم شيئاً في ميكانيكا السيارات، وتقصر خبراتهم على قيادة السيارة فقط.
وتبقى “توكلنا على الله” عبارة يرددها سائقو الباصات، عندما يديرون محركات سياراتهم، ويعلو صوت هديرها، متوجهة نحو مكة المكرمة، في رحلة تستغرق عدة أيام يقطع الركب خلالها كثبان الرمال، نزولاً بقيعان الوديان، وصعوداً لقمم التلال والجبال، الجميع هنا يد واحدة، فما أن يحل بالسيارة عطل أو تعثر جراء طبيعة الأرض يهب المسافرون في تقديم العون والمساعدة.