لا تمييز بين خطاطي القطيف وخطاطاتها في “همس القلم” 63 عملاً تصطف على جدران خيرية القطيف بقصبات 27 محترفاً

لقطيف: فاطمة المحسن

نثر 27 خطاطاً وخطاطة، حبر إبداعاتهم، في 63 عملاً، تنوعت بين الخطوط العربية الأصيلة، وذلك ضمن فعاليات المعرض الخامس لجماعة الخط العربي بالقطيف (همس القلم)، الذي افتتحه أمس الفنان عبدالله الغانم، في صالة جمعية القطيف الخيرية بحي البحر. ويستمر المعرض 10 أيام. ويفتح المعرض أبوابه للزوار في الرابعة مساءً حتى الساعة العاشرة، ويتخلله أنشطة مفتوحة للجنسين. وقال خطاطون مشاركون في المعرض إن قلة معارض الخط العربي في محافظة القطيف، روجت للأعمال واللوحات الابداعية، ولفتت الأنظار أكثر إلي المعارض التي تقام.

 ويُقدم الخطاط سيد مصطفى العرب اليوم (السبت) محاضرة جماليات الخط الديواني في صالة جمعية القطيف الخيرية، وورشة نسائية بعد غد (الاثنين) تقدمها الخطاطات زينب حمادة وناهد الحيراني وحواء المغيزل، فيما يكشف حسن الرضوان يوم الثلاثاء  عن مقارنات في فن الخط العربي، ومشوار الاجازة، يرويها علي السواري يوم الأربعاء، وتُقام حوارية في الخط يوم الخميس، بمشاركة ناصر الميمون، وورشة فهد المجحدي، وجلسة نقدية لنافع التحيفاء، وابراهيم الزاير يوم الجمعة، ويختتم يوم الأحد 3 من  ذي الحجة بتكريم المشاركين في المعرض.

احتواء الخطاطين

  وأبدى الغانم اعجابه بالمخطوطات التي زينت صالة جمعية القطيف، وأشاد بجهود ادارة جماعة الخط العربي بالقطيف وقدرتهم على احتواء الخطاطين والخطاطات، ليعرضوا أعمالهم بأكثر من المستوى المنشود لهم. وأضاف أن “القطيف تعيش حالة طفرة فنية ثقافية على كل أصعدتها، وفيما يخص الخط العربي، فهو مختلف تماماً عما كان في بداياته قبل 50 سنة، قبل أن يؤسَس جماعة خاصة به، فمن ديوانية في منزله جمعت المهتمين بالخط العربي، جمعوا خبرتهم من خلال زيارتهم للأماكن المقدسة، ورؤية النقوشات الاسلامية تزين الخطوط العربية ومتابعتهم، وتعلمهم القواعد الأساسية له، عبر جهود شخصية، انتهت بتأسيس رسمي للجماعة عام 2000م يضم المهتمين في هذا المجال، وتأخذ بيد محبيه، ليرتقوا بالخط العربي، على مستوى القطيف، ليكون تحت مظلة مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف.

ويرى الغانم أن المعرض هو نتاج جهد، يقارب سنوات من التدريب، ليرتقي بالمستوى المطلوب، بالرغم من أن المشاركين والمشاركات لديهم حس فني مميز، تشهد به وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بهم، ومما لا شك فيه، أن القطيف ولاّدة بالفنانين على كل الأصعدة، ويكفي أن تضم الجمعية السعودية للخط العربي 115 عضواً قطيفياً، ويحتل 6 أعضاء من القطيف، على ما مجموعه 10من أعضاء الهيئة الادارية للجمعية، وإن دل هذا على شيء، فهو يدل على قوة الخط العربي لديهم، ووجود هذا العدد من المهتمين في المعرض من الزوار، الذي فاق عددهم 200 زائر، هو دليل واضح على جماهيريته في القطيف، كما طالب الغانم بأن تلتفت وزارة الثقافة والفنون لهذه الفئة عبر دعمهم وادارج أنشطتهم، ضمن خطة مدروسة، ليستمر العطاء.

اختيار الأعمال

وعن آلية اختيار الأعمال، قال رئيس جماعة الخط العربي وأحد المؤسسين لها علي السواري إن “اختيار الأعمال جاء عبر تطابقها للشروط المطلوبة في اللوحة الخطية، ومن أهمها أن تتوافق مع قواعد الخط العربي والخطوط العربية، كالثلث والنسخ والرقعة والديواني، وأن تكون الأعمال غير معروضة مسبقاً قدر الإمكان، وأن تكون من ابتكار الخطاط، وليست منسوخة، وأخيراً الحرص على نظافة العمل وجمال التكوين”.

وأكد السواري أن المشاركة كانت مفتوحة لأعضاء الجماعة، تاركاً لهم مساحة إبداع على حد وصفه.

اجحاف بحق الخط العربي

واستشهد السواري على الاجحاف بحق الخط العربي، بأن يكون للجماعة منذ تأسيسها عام 2000م، معرض خامس بعد مضي 19 عاماً. وقال: “هذا الأمر كان وفق أسباب متفق عليها، حيث لم تكن هناك فرص سانحة لإقامة معرض في السنوات السابقة، وحيث يعتبر الخط العربي فن النخبة، إلا أننا نعاني من قلة في عدد الخطاطين المحترفين، والذي يعكس قلة في عدد الاعمال الفنية، ومنذ تأسيس جماعة الخط بالقطيف، كان من ضمن أهدافها نشر ثقافة الخط العربي بين المجتمع، عبر التعريف بهذا الفن، وتبادل المعلومات والخبرات فيه، ولقد حققت جزءاً كبيراً من أهدافها، ويأمل رئيس الجماعة أن تتوالى المعارض الفنية الخاصة بالخط، في ضوء التطور الذي تشهده الجماعة وقوة العزم التي تتحلى بها في الوقت الراهن.

ولم يكن ذلك وحده العقبة حِيال عدم تأخر إقامة معارض خاصة بالخط العربي، في محافظة القطيف، فقد رافقها عدم توفر صالة عرض مناسبة، وقلّة الدعم والرعاة المهتمين لرعاية مثل هذه الفعاليات.

ويتابع “بالرغم من ذلك، فالمجتمع القطيفي مجتمع لديه ذائقة جمالية عالية، لكنه يحتاج ان يكون أكثر اتساعاً في زيارة المعارض الفنية والاطلاع على الثقافة الخطية، للتعرف على المزيد منها”، وعليه فإن الشراكة المجتمعية التي تعقدها جماعة الخط العربي مع المجتمع هو مشروع قائم من خلال العديد من المبادرات، حيث تقوم بعمل دورات مستمرة وورش ومحاضرات يقارب عدد المشاركين والمنظمين لها 300 مشترك، كما ان لديها نشاطاً أسبوعياً طوال أيام السنة، يحضره العديد من المهتمين بهذا الفن وتكون الدعوة عامة للجميع .

تطور مستمر

“يُعرف عن القطيف بأن الحركة الفنية فيها في تطور مستمر”، هذا ما يؤكده الخطاط حسن الرضوان المعروف بـ”عابد”، عضو ومؤسس جماعة الخط العربي بالقطيف، ومشارك في معرض “همس القلم”، وعلى مستوى المعارض، يرى العبد بأن عدد المعارض قليل في المنطقة، ورغم ذلك هناك حراك مميز لا يمكن اغفاله، فالدورات الكثيرة التي تقام على يد الخطاطين والخطاطات في المنطقة، هي علامة من العلامات التي توضح الحركة الفنية في القطيف، وكذلك صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، توضح موقعهم في الخارطة الفنية، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى المملكة والخليج”.

وعن المعرض قال “عابد” إن “قلة المعارض المقامة في المنطقة للخط العربي، يجعل الأمر له انتشار كبير جداً خصوصاُ بأنها آيات قرآنية وأحاديث شريفة وحكم أصيلة، وعبارات طيبة الطيبة، تركز على القيم الانسانية والدينية بشكل خاص، مما يدعو الزوار لإطالة الإمعان فيها، وتلّمس جماليتها في كل النواحي”.

وختم عابد حديثه بأن “جماعة الخط العربي بالقطيف، تأخذ على عاتقها  نشر ثقافة الخط العربي على مستوى المنطقة ونشر الجانب الثقافي والحرص على جذب الناس لهذا الفن ودعمه والحرص عليه وحضور فعالياته، ودعا لإيجاد حل لما يعانيه الفنانون بشكل عام، وليس فقط الخطاطين، كالتصوير والفن التشكيلي والمسرح الذي كان يضمهم مركز الخدمة الاجتماعية في مقرّه في نادي الفنون”، مؤكداً أن “الموقع كان له أثر كبير من لملمة هذا الشتات، لما يتميز به المركز السابق لعدة مرافق، يمكن استخدامها لأنشطة الجماعة والاستفادة منها في الدورات، وهو ما شكّل نقصاً في الدعم المقدم للجماعات، بالإضافة لعقبة أخيرة، هي انعدام ثقافة اقتناء الأعمال الفنية من قِبل المتذوقين لها من المحبين وأصحاب الأعمال، وهو ما يؤخر انتاج معارض للخط العربي، لما يكون فيه تكلفة مادية عالية، لتظهر الأعمال بشكل نهائي تحفة فنية تستحق الاقتناء.

حضور المرأة

“أينما يكون هناك جماليات في الفن، تجد المرأة حاضرة، وإن بدأت جماعة الخط العربي بالقطيف بيد رجالية، فالعنصر النسائي مكمل لها أينما حل”. وهو ما أكدته سكرتيرة الجماعة أديبة علي آل غنام، فلا تمييز بين النساء والرجال في اطلاق الفن بداخلهم، ومد يد العون والمساعدة من المدربين، بخبرتهم، فهو حاضر باختلاف أعمار المشاركين والمشاركات وتباين مستوياتهم. وأضافت بأن “نجاح المعرض يظهره ويؤكده عدد الحضور واشادتهم وقدرته على جذبهم والنقاشات المتوالدة عند كل عمل فني بحضور أصحابها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×