الراشد يتقمّص حالة جاره السجين “المادح”.. ويكتب: خلاصي بيد أحبّتي

حلة محيش: صُبرة

في حالة تعاطفٍ مع جاره السجين منذ 5 أشهر؛ سجّل محمد حبيب آل راشد خاطرة تقمّص فيها حالة الشاعر علي المادح الذي تحرّكت لصالحه حملة دعم مالي في محافظة القطيف لسداد مديونية مالية عبر نظام “فُرجت” المعمول به في وزارة الداخلية.

الراشد بدا عاطفيّاً في خاطرته التي أرسلها لـ “صُبرة”، عبر الدكتور علي الدمستاني، أحد منسّقي حملة الدعم. ووضع الراشد لها عنوان “لمن لا يبالي فقط”، في إشارة إلى أن المقصود بالكتابة هم الذين لا يبالون بحالة  الشاعر المادح، وليس الذين بادروا إلى الدعم والمساندة.

وعلى مدى الأسابيع الماضية؛ تحرّك الناس في القطيف وغيرها لمؤازرة المادح الذي يواجه مشكلة مالية على خلفية قضية تجارية خاسرة في صفقة تمور من المدينة المنورة.

لِمَن لا يُبَالِي فَقَط

محمد حبيب آل راشد

ماذا لو كنتُ سجيناً الآن، ماذا لو كنتُ مغترباً بعيداً عن ولدي الصغير وابنتي الرقيقة..؟

ماذا لو أنَّ تقلُّبَ الدهرِ  قد رماني بينَ جدرانٍ أربعة ثمَّ لم أجد ما يُخَلِّصُني..؟

ماذا لو أنَّ أخطائي وتعثُّرَاتِي باعَدَتنِي عن أهلي وعن أحبتي؟

حتّى بتُّ أقبعُ خلفَ القضبانِ القاحلةِ ولا أدري كيف َسيكونُ مصيري..؟

ربما حينها سوفَ أندبُ حظِّي، أو ربما سأكتفي بوضعِ رأسي بين ركبَتَيَّ  لعلِّي أتمسكُ ببقايا نبْضِي، وأنا أتذكرُ روعةَ أطفالي وقلقَ أمي.

ولكن أتعرفونَ ما الذي سيقتُلني؟

سيقتلني أن أعرف أن خلاصِي بيدِ أحبتِّي، وأنَّ نجاتي بيدِ أهلِ مَدينتي وبيد أخواني، ثم إنهم… لا يُبَالونَ بذلك.

حينها فقط سوفَ أفقدُ ما بقيَ من عَزْمِي.

حينها لستُ أنا من سيفقدُ ثقتَهُ فقط، بل إنَّ كلَّ إنسانٍ في مجتمعنا سوفَ يفقدُ ثقتَهُ بهذا المجتمعِ، الذي سيكون في عينه مجتمعاً بائساً لا يقوى على إنقاذِ فردٍ واحدٍ هو بأمسِّ الحاجة إليه.

بل سيكون تقديمُ العطاءِ لهذا المجتمعِ شيئٌ لا طائلَ منهُ (دنيوياً على الأقل)إذا كانَ هذا المجتمعُ غيرَ قادرٍ على إنقاذي في لحظةِ ضَعفي.

حينها سوفَ أكرهُ كلَّ تحيةٍ عبرت عليَّ من جاري،وكلَّ ابتسامةٍ قدَّمها  رجلٌ عابر ٌ وكلَّ عناقٍ دافئٍ مع عامةِ معارِفي.

إنها ابتساماتٌ كاذبة وتحياتٌ منافقة تلكَ التي نَتَبَادَلُها إذا لم تكونوا  هنا الآن… مِن أجلي.

إنكم لا تتفضلونَ عليَّ بذلك، إنني أستحقُّ منكم ذلك، وكما تستحقونَ أنتم أيضاً ذالك وإنكم( ولشد ما أتمنى ) قد تكونون في يومٍ من الأيام… مكاني.

ولو كنتم مكانِي قَبلِي لكنتُ أودعتكم ما استطعتُ من مالي.

ولكنكم الآن تتركونني.

اقرأ أيضاً

المادح دخل شهره الخامس في السجن.. وفزعة “فُرجت” تحرّك الناس في القطيف

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×