سابقة قطيفية.. صاحب “عادة” يكرّم “مُـلّا” بعد 30 سنة من “القراءة”…! آل حيّان يحتفي بـ "أبي سيبويه" ويجمع الخطباء لمديحه
القديح: صُبرة
على غير المعتاد؛ كسر “صاحب عادة” القاعدة؛ وابتكر فكرة تكريم خاص بـ “المُلّا” الذي “يقرأ” في مجلسه منذ أكثر من 30 سنة. هذا ما حدث مساء البارحة في بلدة القديح، حين أقام الحاج حسين آل حيّان حفل تكريم للخطيب محمد علي آل ناصر، المعروف بـ “أبي سيبويه”، في الليلة نفسها التي يقرأ فيها عنده.
وبدلاً عن إقامة المجلس المعتاد؛ اكتفى صاحب “العادة” بأن يقرأ المُلّا أبيات مديحٍ في النبي وأهل البيت، ثم صُرِف وقت المساء للاحتفال.
في الحفل؛ حضر آخرون للمشاركة. حضر الملا محمد عبدالنبي، والملا سعيد عبيدان، وفضلاً عن صاحب المجلس، آل حيّان الذي تحدث بعفوية عن الخطيب آل ناصر، تحدث الدكتور محمد جعفر آل حيّان.
عادة أسبوعية
بدأ المُلّا الناصر قراءة “العادة الأسبوعية” في مجلس آل حيان قبل 3 عقود. ومساء كل خميسٍ؛ يحضر، ويصعد منبر المجلس، ويخطبُ في الناس على الطريقة المتوارثة في محافظة القطيف. وتُعرف هذه الطريقة بـ “العادة” لأنها تُقام أسبوعياً.
وبعض “العادات” تُقام في الصباح الباكر، أو العصر، أو المساء. وتستمرُّ طيلة السنة بلا توقف، باستثناء أيام عاشوراء وشهر رمضان. هذا الاستثناء يُعامَل معاملة أخرى في “القراءة”، وتًسمّى “عادة عاشورية” و “عادة رمضانية”. وهي تختلف عن “العادة الأسبوعية” التي يلتزمها الخطيب/ المُلّا وصاحب المجلس معاً، بحيث “يقرأ” الخطيب لقاء أجرٍ يُصرف له في نهاية السنة.
على مدار الأسبوع
وتنتشر “العادات” في القطيف وقراها على مدار الأسبوع. وتكاد لا تتوقف في بعض القرى التي لديها ما يُشبه الأجندات اليومية، بحيث يمكن لأيّ فرد أن يُمضي وقت يومه متنقلاً بين مجالس “العادات”. وفي القديح؛ تبرز هذه الظاهرة بوضوحٍ شديد جداً.
وعادة “آل حيّان”؛ المسائية؛ واحدة من “عادات” البلدة النشطة. وغالباً ما يلتزم صاحب “العادة” إطعام الخطيب والضيوف الذين يحضرون لاستماع الخطبة. وبمجرد فراغ “الخطيب” من “القراءة” يحضر العشاءُ. يحدث ذلك مساء كل جمعة في منزل “آل حيان”.
وفي العادات الصباحية يحضر إفطارٌ، لكنّ هذه العادة قليلة الحضور، وتكاد محصورة في كبار السن والمتقاعدين، على العكس من العادات المسائية التي يحضرها ضيوفٌ “مستمعة” مختلفون ومتفاوتون في الأعمار والثقافات.
معاملة راقية
وقال أبو سيبويه لـ “صُبرة” إنه يؤدّي دوره الأسبوعي في مجلس “الحاج حسين” منذ 31 سنة، بلا توقف أو انقطاع، ضمن عادات في مجالس وحسينيات أخرى في البلدة.
وعلاوة على ذلك؛ هو يقرأ “العادة الرمضانية” عند الرجل. ووصف آل حيّان بأنه رجل “ملتزمٌ جداً”، و “خلوق معي”، و “طيلة هذه السنوات حرص على المعاملة الراقية، بحيث يحرص شخصياً على إكرامي بنفسه، حتى أنه يقدّم إليّ الحليب الساخن الممزوج بالعسل الطبيعي بعد فراغ كل خطبة”.
فوق ذلك ـ يقول الملّا أبو سيبويه “هو ملتزم أيضاً في دفع أجرة القراءة.. قبل نهاية السنة يسلّمني إياها، وفي عادة رمضان يسلّمني الأجر في بداية العشر الأواخر”. وحول شعوره بتكريم البارحة قال أبو سيبويه “شعور ممتاز، لم يسبق لأحد في القطيف أن كرّم الخطيب الذي يقرأ عنده بهذه الطريقة”. وأضاف “أرى ما حدث البارحة لمسة وفاءً من الرجل، وأنا أشكره على ذلك”.
(مصدر الصور: مجتبى حيان، عن الدكتور محمد حيان)
اقرأ أيضاً
سابقة قطيفية في تكريم “صاحب عادة” لـ “الملا” الذي “يقرأ عنده” بعد 30 سنة.
شي جميل ان يتم تكريم مثل هذه الرجالات ، خصوصا شخص مثل الخطيب الاستاذ العزيز أبو سيبوية.. يستاهل لتميزه وطرحه المفيد الراقي . رجل ينثر علما وفائدة..
وفق الله الجميع
تكريم من يستحق التكريم أمر ممتاز ، والخطيب الكبير أبو سيبويه أهل لأن يكرم ويحتفى به لكثير ما قدم ويقدم ..
وملحوظة بسيطة على الخبر :
كونه ( سابقة ) قطيفية فهذا أمر يفتقد الدقة ، حيث سبق وأن قرأنا خبراً لتكريم خطيب مجلس في الجش قبل سنيتين تقريباً ، كما اشتهر تكريم الشيخ عبدالحميد المرهون من قبل مجلسين في أم الحمام ، كل مجلس على حدة …
فللجميع الشكر والدعاء .. ولناشر الخبر شكرنا وتقديرنا