[كاتب وكتاب] قاسم حداد في “ما أجملك أيها الذئب”: القلق سيد الأخلاق الخيال الجامح شرط الشعرية في الكائن

إعداد: هادي رسول

 

ما أجملك أيها الذئب – قاسم حداد

في العالم العربي وفي الخليج خصوصًا، لايمكن أن نمر على التجربة الحداثية في الشعر العربي دون أن نمر على قاسم حداد، قاسم الذي لم يقتصر على كتابة الشعر، وإنما ذهب منظّرًا لهُ تنظيرًا جماليًا عبر العديد من المؤلفات والمقالات. أحاوره في ثلاثة أجزاء متتالية من خلال مؤلفاته، وبعد “ورشة الأمل”، أتجه لمساورته بالسؤال في كتابه”ما أجملك أيها الذئب”

إلى الله

ــ ما الحالة التي يجب عليها أن يكون الكاتب لحظة الكتابة؟

= وأنت إلى الكتابة كأنك إلى الله.

ولكم أن تتخيلوا كائنًا يتقمص الفراشة ذاهبًا لوصف اللهب.

قلق

ــ قلت ذات نص: ” لا تثق، واسأل الشك، وامشِ على شوكه”، نرى العديد من التجارب الشعرية الحداثية التي تنطلق من صراع ذاتي، يكون فيها القلق سمة بارزة، لماذا هذا الانحياز نحو القلق؟

= لأن القلق سيد الأخلاق .

آفاق

ــ الشاعر رائي، لكن هل من حدود لرؤية الشاعر؟

= على الشاعر أن يرى في أشياء الحياة ما يأخذه إلى الآفاق غير مكتفٍ بالتخوم.

التأويل

ــ على ماذا تعوّل لدى القارئ كي يلج إلى تجربتك؟

= حرية التأويل هي ما يستهويني في قراءة الآخر لكتاباتي. في التأويل مجال جميل لتشغيل المخيلة.

مغامرات إبداعية

ــ المغامرات الابداعية بين التلقائية والافتعال؟ أين تجد نفسك؟

= أذهب إلى المغامرات الإبداعية بجرأة ودون خوف، لكن من دون السعي إلى افتعالها.

يأس

ــ تقول: اليأس ضرب من الحرية، على الأرجح أنه شرط الحرية اللازم. كيف يكون ذلك؟

= أنا يائس لأني. متحرر من هذا الواقع، و قادر على نقضه وتجاوزه .

الكتابة

ــ الكتابة حالة أم حاجة، كيف تراها ؟

= الكتابة طريق جميلة لمقاومة محو ذاكرة المستقبل.

الكتابة انقياد حميم لبهجة المخيلة وهي تتقمص طبيعة تلتبس على الكاتب، لتكون غامضة في حضرة القارئ.

الكتابة شهوة المخيلة، طريق لاكتشافات القلب لا سبيلًا لاستجداء جلافة العقل ومزاعم الوعظ واليقين.

لا تتوقف

ــ متى يمكن أن يعرف الكاتب أن لحظة الكتابة انتهت؟

= الكتابة مثل الوقت لا تتوقف.

اكتشاف

ــ مرة أخرى بخصوص القارئ: كيف يمكن أن يكون القارئ فاعلًا في النص؟

=القارئ لا يأتي إلى النص ليكتسب عملًا، إنما ليشارك في تجربة شعورية تقوم على المخيلة، وهذا يتيح للقارئ حرية الاكتشاف.

القارئ

ــ يبدو أن لديك تصنيفًا للقارئ، من هو القارئ الإيجابي في رأيك؟

= القارئ الإيجابي هو الذي يمتلك استعدادًا لمحاورة النص، لا يقدسه لكن يتكافأ معه بحرية التأويل.

النص اقتراح

ــ مرة أخرى ومن ثنائية النص والقارئ، هل هناك نص يمكن أن يكون محصّن من أسئلة القارئ؟

= النص ليس مادة محصّنة ضد الشك والأسئلة، إنه اقتراح وحسب. وعلى القارئ أن يحاور هذا الاقتراح، يتناقض معه، ويضعه قيد الاستجواب.

المعرفة

ــ لكي يفهم القارئ يحتاج إلى أدواة، ما أداة القارئ الأهم لفهم النص؟

= كي يفهم القارئ رسالة الكاتب، ينبغي أن يمتلك المعرفة، لا أن يعتمد على الظن.

فشل

ــ هل يمكن أن يعرّض الكاتب تجربته للفشل ؟

=الكاتب حين يكتب نصًا متخيلًا قارئًا أقل منه كفاءة في مجالي المعرفة وحق السؤال، سوف يرشح تجربته لفشل محقق.

سؤال

ــ ما هو السؤال الناقد الذي يلحّ عليكَ وأنت تقرأ بعض الأعمال والتجارب؟

=كيف يكون فنًا ذلك الذي لا يرى في الكتابة إلا ضربًا من محاكاة الأسلاف و تقديسهم؟

النص والواقع

ــ هناك اتجاه فنّي أدبي يتبنى “الواقعية” في الأعمال الإبداعية ، في رأيك ما علاقة النص بالواقع؟

= النص هو نقيض الواقع بالمعنى الجمالي العميق للإنسانية.

لذة

ــ يقول رولان بارت: لا يضمن لي الالتذاذ بالكتابة، أنا الكاتب، لذة قارئي. ما رأيك أنت؟

= الشاعر الذي لا يستمتع بلحظة الكتابة ليس من المتوقع أن يمنح قارئ قصيدته المتعة والجمال.

روح شعري

ــ الشاعر يُفتتن بلغته -لغته اللسانية- يذهب للتجريب فيها، يحاول أن يستكشفها من خلال الشعر، كيف تفتنك اللغة العربية شاعرًا؟

=اللغة العربية ليست حروف أبجدية أو كلمات منظومة ومصفوفة ومرتبة، وحتى مموسقة أو موزونة فحسب، اللغة العربية هي الروح الشعري الغامض الذي يستعصي على الوصف المباشر العقلاني، القائم على منطق قياس المادة و فيزياء الدلالات الملموسة.”

بحث

ــ يغيب الشعر عن الشاعر أحيانًا، وأحيانًا يستعصي عليه، كذلك ربما لا يلتفت إليه القارئ، أو ربما لا يجده، أين يمكن أن نبحث عن الشعر؟

=الشعر مثل الشمس، لا يجري البحث عنه في النص، فهو إما يكون موجودًا أو لا يكون.

حياة

ــ هل الشعر ضرورة أم حاجة يمكن الاستغناء عنها؟

= ينبغي التأكد دومًا من وجود الشعر في حياتنا، لأنّ بعض السهو عن ذلك ضرب من الاستهانة بالحياة.

شرط

ــ الشعراء متمردون بطبيعتهم يرفضون الشروط على النص، لكن تجاوزًا، هل ثمة شرط تضعه كحجر أساس لأي شاعر؟

=الخيال الجامح ليس قرينًا للشعر فحسب، بل هو شرط الشعرية في الكائن.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×