في عمر 14 سنة.. دارين الدوسري هزمت فقر الدم المناعي.. بريشة

سيهات: معصومة المقرقش

روت الشابة دارين الدوسري، تفاصيل إصابتها بمرض فقر الدم المناعي، أثناء جائحة كورونا، بعد ظهور أعراض المرض عليها، مؤكدة أن فقر الدم المناعي الذي باغتها فجأة استطاعت أن تتغلب عليه بعزيمتها.

وقالت دارين صاحبة الـ 14 عاماً “ظهرت عليّ أعراض فقر الدم المناعي خلال فترة الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا (كوفيد-19) 2019، عندها كنت أتجنب الضوضاء والأصوات حتى لو كانت منخفضة، وأشعر بخمول شديد لا أستطيع النهوض بسرعة من الفراش، وفضلت الاعتزال في غرفتي وعدم مخالطة أفراد أسرتي”.

هيموغلوبين 4

وأضافت دارين “لاحظ أهلي تراجع حالتي الصحية، وبعد الحجر  الصحي توجهوا بي إلى مركز صحي ثم إلى مستشفى الولادة والأطفال، وهناك ظهر انخفاض مستوى الهيموغلوبين إلى 4، وصرف لي علاج كورتيزون، ونقلت إلى مستشفى الأمير محمد بن فهد لأمراض الدم، تحت رعاية الدكتورة إسراء آل محميد، والدكتور محمد الدرويش.”

ولفتت دارين، إلى أن هذا المرض غيرها تماماً، أفقدها حيويتها، ومرحها وحياتها التي كانت تعيشها وهواياتها المفضلة وهي الرسم والألوان، فضلاً أنه عزلها عن المحيطين بها، وفقدت إلى جانب ذلك وزنها بشكلٍ سريع.”

ارتفاع تدريجي للوزن

دارين التي لم تعهد حياتها بهذا النحو المتغير، استجابت إلى العلاج الجديد الذي اتبعه معها الفريق الطبي الذي تولى علاجها والعناية بها، حتى ارتفع وزنها تدريجياً، ونسبة الهيموغلوبين، وعادت حيوتها كما كانت فذهبت تلعب مع إخوتها، وتساعد والدتها أحياناً، وكلما شعرت بالخمول فتحت كراساتها لترسم بألوان تعج بالحياة والحيوية، ويزيد من حسها الجمالي الذي فقدته خلال مرضها.

مرض جديد في العائلة

من جانبه، أوضح والد دارين إبراهيم الدوسري، أن “ابنته أُصيبت بمرض فقر الدم المناعي، وهي في الصف الخامس الابتدائي، وأصبنا بالدهشة الكبيرة خاصة أننا لا نعلم شيئاً عنه أبداً؛ فلم يسبق أن سمعنا به، ولم يصب به أي فرد من أفراد عائلتنا لا من جهتي ولا جهة والدتها، ولا توجد قرابة مباشرة بيني وبين زوجتي، ما عدا قرابة بعيدة تجمع بين أمي وأمها.”

اكتشاف الحالة

وبين أن والدته هي من اكتشفت حالة دارين عندما لاحظت شحوب وجهها، وتورد شفاتها بشكل لافت، واصفرار عينيها، خاملة تفقد الكثير من مرحها المعهود، فسارعتُ بها إلى أقرب مركز صحي، ومنه تم تحويل دارين إلى مستشفى الولادة والأطفال بالدمام، وهناك أجريت لها كل التحاليل والفحوصات اللازمة والتنويم.

لا تنويم لا تعب

وتابع “بعد عامين من المتابعة الطبية مع دارين، عادت ابنتي التي أعرفها إلى صحتها وعافيتها، واستجابت للعلاج وفقاً للخطط العلاجية التي وضعتها الدكتورة المتابعة لحالتها، ولم تدخل التنويم خلال هذه الفترة، ما عدا أنها تكتسب بعد الأحيان الفيروسات الموسمية، ولكن بشكلٍ خفيف ليس كالسابق.”

وأما إذا كانت دارين اكتسبت هذا المرض وراثياً، أوضح “الدوسري” أن “الأطباء رجحوا أن المرض ربما اكتسبته ابنتي عن طريقي، ولكن فعلاً لم تسجل عائلتي أي إصابة به، خاصة أن دارين أصيبت به أيضاً بعمر 10 سنوات، فلم تكشف فحوصها الطبية بعمر السنة والسنتين أي إصابة به ولا بغيره من أمراض الدم.”

قصة دارين، جاءت خلال مؤتمر أمراض الدم والنزاف العالمي الذي ينظمه مستشفى الأمير محمد بن فهد، بمشاركة متحدثين من داخل وخارج المملكة، بواقع 3 أيام، وذلك ضمن فقرة أبطال التحديات المخصصة للعوائل والأفراد، الذين استطاعوا تحدى المرض، إما بالخضوع لعملية زراعة الخلايا الجذعية، أو العلاج الجيني، أو الاستمرار في تلقى العلاج بشكل ملتزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×