[سيهات].. خريطة طريق شاملة للتعامل مع الأبناء المراهقين

سيهات: صُبرة

رسمت الاختصاصية النفسية خلود الدبيسي، مشهداً عاماً لفترة المرهقة، بجميع متغيراتها الشكلية والنفسية والاجتماعية، موضحة آلية تعامل الآباء الصحيحة مع أبنائهم في هذه الفترة بمراحلها المختلفة. وحرصت الدبيسي على تصحيح بعض الأفكار والمعتقدات حول “المراهقة”، ترى أنها ترسخت في العقول منذ القدم، دون أن يكون لها دليل علمي يؤكدها، مشددة على أهمية الإلمام بالمعلومات العامة، والإرشادات الصحية والنفسية حول “المراهقة”، حتى تمر بسلام على الأبناء، دون أن تترك عليهم أثاراً سلبية.

وقسمت الدبيسي، أمام عشرات الأمهات، اللائي حضرن لها ورشة عمل بعنوان “سمفونية المراهقة”، نظمتها جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية، المراهقة إلى ثلاث مراحل، وهي “مراهقة مبكرة تبدأ من 12 لـ 15″، و”مراهقة وسطى تبدأ من 15 لـ 18″، وأخيراً “مراهقة متأخرة تبدأ من 18 لـ 21”.

وأشارت إلى أن “المراهقة تأتي بتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والعقلي للطفل”، موضحة أن “هدف الورشة هو تعريف الأمهات بكيفية ضبط أمور المراهق، ليعيش الانطلاقة، ويصل لمرحلة الرشد بصورة سليمة، دون أن يترك أي أثر على نفسه يمتد للمستقبل”.

وأبانت أن “مؤشرات المراهقة تظهر في نمو المراهق العقلي، ولجوئه لتحليل أي موقف قديم أو حديث، يصل به لنتيجة يستخدمها، إما لتطوير نفسه، أو يستخدمها ضد أهله، بتقليد سلوكياتهم، وبمقارنة حياته بحياة الكبار، باستخدام أساليبهم، كما أنه يميل للتعبير عن نفسه، بتسجيل أفكاره وذكرياته في مذكرات وشعر وقصص قصيرة”، لافتة إلى أن “الوراثة تلعب دورها في الفروق الفردية، فيما يتعلق بالذكاء والقدرات العقلية، كما تؤثر التسهيلات البيئية والتدريب والخبرة في تنمية ودرجة استثمارها”، مبينة أن “النمو العقلي يبدو ظاهراً كذلك في العوامل الانفعالية كالخمول، والتمرد، كما يؤثر نموه الجسماني في التحصيل الدراسي وفي شخصيته، فيما يكون التأثير الأكبر ظاهراً بمشاهداته في وسائل التواصل الاجتماعي وطريقة تعاطيه معها”.

وتطرقت الدبيسي للفروقات بين القديم والحديث، وقالت: “اعتماد الأهل حالياً يكون على التكنولوجيا كملهيات لأطفالهم لابعادهم عن العالم الخارجي، فيما هم في الحقيقة يضعون الشر بين أيديهم، بانفتاحهم على العالم كله، وهو خطأ جسيم يفقه له الكثيرون، لكنهم يعجزون عن السيطرة عليه”.

واستعرضت الدبيسي خصائص النمو الانفعالي الذي يبدو بها المراهق سعيدا، لشعوره بالقبول والتوافق الاجتماعي، فيما يظل التناقض الانفعالي محتمل الظهور. وقالت: “قد يتعرض المراهقون لحالات اكتئاب وقلق ويأس وانطواء نتيجة لما يلاقونه من صراعات واحباطات، يلاحظ معها مشاعر الغضب والثورة والتمرد نحو مصادر السلطة في الأسرة والمدرسة والمجتمع خاصة تلك التي تحول بينه وبين التحرر والاستقلال حسب مفهومه”.

وعن نمو المراهق الاجتماعي، أوضحت الدبيسي “مظاهره تتجلى بتأكيد الذات والميل لمسايرة الجماعة، وشعوره بالمسؤولية الاجتماعية ومناقشة المشكلات، والميل لمساعدة الآخرين، واختياره الأصدقا،ء والميل للزعامة، فيميل لتحقيق ذاته، وتقييم العادات والتقاليد، كما أن وعيه يزداد بالميل للنقد والرغبة في الاصلاح”.

وشددت الدبيسي على دور الأهل والتربويين تجاه المراهقين بـ”ضرورة إشعارهم بأنهم أهل للمسؤولية، واحترامهم واحترام عقليتهم بوضع قواعد سهلة وبسيطة ومريحة، ومساندتهم فيما يرغبون به، واحتوائهم، دون الضغط عليهم واجبارهم ومنعهم، لأنها أساليب قد تزيد من حدة العناد وتأخذ بهم لطرق غير محمودة العواقب”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×