2238 مصاباً.. “الناعور” في السعودية يفضل الذكور مؤتمر علمي يستعرض تقنيات متطورة للعلاج
المدينة المنورة: صُبرة
كشف مؤتمر أمراض الدم الحميدة الثالث بالمدينة المنورة عن إحصاء جديد للإصابة بمرض “الناعور”. وجاء في الإحصاء أن 2238 شخصاً أصيبوا، في العام 2023، بأمراض النزف الوراثي “الناعور”.
وقد بلغ عدد المصابين من الذكور 1891 شخصاً بنسبة 84%، فيما وصل عدد الإناث إلى 347 مصابة، بنسبة 16% فقط.
واستعرض المؤتمر الذي أقيم أمس الأول لمدة يومين بفندق “أوبروي المدينة” تواكبا مع الشهر العالمي للتوعية بسرطان الدم، ونظمه تجمع المدينة المنورة الصحي ممثلًا بمستشفى الملك فهد أخر ماتوصل له الطب في أمراض الدم وطرق العلاج والأبحاث العلمية بمجال علاج أمراض الدم الحميدة والوراثية، بمشاركة 25 متحدثا من الأطباء والاستشاريين المختصين من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج قدموا 17 جلسة تعليمية.
نسب الشفاء
وأوضحت رئيسة المؤتمر الدكتورة إنشراح برناوي رئيسة قسم أمراض الدم في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة أن المؤتمر يهدف لتعزيز رعاية للمرضى ورفع نسب الشفاء من أمراض الدم، حيث ناقش أحدث الدراسات العلمية في تشخيص وعلاج أمراض الدم من خلال محتوى علمي وطبي كبير سواء من الأوراق العلمية المقدمة أو المحاضرات المتنوعة وورش العمل، مبينة أن المؤتمر تطرق إلى إحصائيات دقيقة حول تطورات الإصابة بمرض النزف الوراثي في المملكة خلال العام الماضي.
وكشفت الإحصائيات إصابة 2238 شخصا، حيث أصيب 1281 بـ (هيموفيليا A) بينهم 21 من الإناث، كما أصيب بـ (هيموفيليا B) 206 شخص بينهم 11 من الإناث، بينما أصيب بمرض خلل عمل الصفائح الوراثي ) VWD) 651 شخصا بينهم 315 من الإناث.
بروتوكولات الوقاية
وأوضح استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم والعلاج الخلوي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجده الدكتور باسم البيروتي رئيس الجمعية السعودية لطب وخدمات نقل الدم، أن منظمة الصحة العالمية ألزمت القطاعات الصحية حول العالم بتطبيق بروتوكولات “الوقاية من الجلطات الوريدية”، حيث أصبح هذا الأمر ممارسة، مؤكداً في الوقت نفسه أن منظمة الصحة العالمية بصدد اقرار ممارسة طبية تعتمد على استخدام بدائل نقل الدم بدلا من الاعتماد على نقل الدم، بمعنى عدم إجراء نقل الدم للمرضى إلا بعد التأكد من أسباب نقص الدم أولاً ثم يتناول المريض بدائل نقص الدم مثل الحديد و فيتامين ب 12 وحمض الفوليك والعلاجات الأخرى التي تمنع النزيف كدواء ترانيكسيميك اسيد، مشيراً إلى أن هذا الاجراء الإلزامي سيبدأ تطبيقه من شهر أكتوبر المقبل عالمياً للحد من نقل الدم واستخدام بدائل نقل الدم ليتم استخدام نقل الدم فقط للمرضى الذين هم بحاجة لنقل الدم كمرضى الاورام الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو مرضى الحوادث المرورية.
ولفت الدكتور البيروتي، أنه تحدث خلال المؤتمر عن موضوع الجلطات الوريدية، حيث كشفت الدراسات التشريحية والتي تجرى على المرضى المتوفين داخل المستشفى أن 50٪ من الوفيات داخل المستشفيات على مستوى العالم كانت بسبب الجلطات الوريدية التي تبدأ من القدم لتصل الى الرئة، وهذا يعني بأن أي شخص يتم تنويمه في المستشفى معرض للجلطة لذلك لابد من ممارسة بروتوكولات الوقاية من الجلطات الوريدية.
وكشف أن الجلطات هي الأكثر شيوعاً بين النساء ولكنها مميته للرجال -بناء على دراسات سابقة- مقابل أن جلطات الشرايين في القلب والمخ هي الأكثر شيوعاً بين الرجال وترتفع لدى النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية.
فقر الدم
بينما أرجع الدكتور زكريا الهوساوى، استشاري أمراض الدم والأورام لدى الاطفال بمستشفى الولادة والأطفال بمدينة الملك سلمان ورئيس مركز أمراض الدم بالمدينة المنورة سابقا، أسباب انعقاد المؤتمر في المدينة المنورة، إلى ارتفاع نسبة أمراض الدم الوراثية، ومنها الأنيميا المنجلية في بعض محافظات المنطقة قبل إقرار برنامج الفحص قبل الزواج بالمملكة، مشيرا إلى دراسة علميه بالمدينة المنورة سابقاً أكدت أن 49٪ من الأطفال من عمر ستة أشهر إلى سنتين لديهم فقر نقص الحديد بسبب عدم استخدام الجرعة الوقائية لعقار الحديد من العمر شهرين وحتى سنة، متوقعا انخفاض هذه النسبة بسبب التوعية من برامج طب الأسرة.
النزيف المفرط
من جهته قال الدكتور زياد الشيباني، رئيس قسم أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية والعلاج الخلوي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالمدينة المنورة، أن النزيف المفرط شائع نسبيًا بين المرضى البالغين المقيمين في المستشفيات، سواء كسبب رئيسي للدخول أو كحدث يتطور خلال فترة الإقامة في المستشفى. وتشمل الأسباب الشائعة للمشكلة القضايا الهيكلية، وتأثيرات الأدوية، والأمراض النظامية؛ وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحدث النزيف غير المتوقع نتيجة لاضطراب نزيف لم يتم تشخيصه أو تم اكتسابه حديثًا.