سيرة طالب 89] قصتي مع الجلطة الدماغية الولادة قبل الإصابة
الشيخ علي الفرج
في تاريخ ٢٢/ ١/ ١٤٢٢هـ أصبت بالمرض العضال، الذي يسمّى بالجلطة الدماغية المفاجئة، وهي حالة ضعف حاد لتروية الدماغ الذي يؤدي إلى موت خلايا الدماغ. والنتيجة مشكلة تصيب شرايين الدماغ فتعيق تروية الدماغ وتمنع وصول الأكسجين.
وقد تزامن وقت مرضي مع ولادة ابني المؤمن (محمد)، وكان وقت الولادة يوم ٢١ محرم، وفي مستشفى القطيف الطبي، وبعد الولادة زرت زوجتي مع الطفل، وأخذته وأذنت في أذنه اليمنى، وأقمت في أذنه اليسرى.
نمت هذه الليلة وأنا منهك غاية الإنهاك، وفي الصباح تحدّثت إلى زوجتي بواسطة الجوال، وقلت لها:
سوف أزورك عند الساعة الثالثة عصرًا، فقد أذن المستشفى لك بالخروج.
الإصابة
بعد ساعة وفي صبيحة ذلك اليوم خرجت من منزلنا، وهو منزل أبي، وكنت أقود السيارة، وفي جسمي بصيص من الإعياء.. السيارة اقتربت من منزل خالتي، (أم زوجتي)، بدأت تضعف أطراف يدي تدريجيًا.. وصلت إلى منزل الخالة وأنا أنزل من السيارة بثقل شديد، لكنّي لم أستطع إطفاء محرك السيارة، ولا حتى إغلاق بابها.
كنت أترنح ترنح السُّكر وأنا أمسك أطراف السيارة من الخارج، ثم باب البيت، ثم جدران الرواق، ثم باب الشقة، ثم غرفة المخدع، وسقطت في أرض الغرفة وأنا أقول لخالتي: تعبان.. تعبان، أريد ماءً.
وهي فزعة تقول: ماذا أصابك؟ فتحت الثلاجة وجاءت بماءٍ تريد أن آخذه، ولكن لا أستطيع الإمساك به، وقبل أن أشرب دخلت في حالة غيبوبة.
تروي خالتي
وتكمل خالتي القصة قائلة: ذهبت إلى بيت الجيران، وقبل أن أصل إليه، ذهبت إلى جهة أخرى مفزوعة، ذهبت إلى (مدرسة الفتح) وهي ملاصقة لمنزلها، فدخلت مذهولة إلى الفصول المغلقة، فضربت كلّ الفصول، سمع جميع الأساتذة، ففتحوا الأبواب، فقلت: تعالوا معي.
فقال بعضهم: هل يوجد حريق؟
فقلت: عندي مريض.
حضر اثنان من الأساتذة، فشاهدا المريض مغمًى عليه كأنما هو ميت، فحملاه، وذهبا إلى طوارئ مستوصف جمعية مضر، ومن هناك نقل المسؤولون المريض إلى مستشفى القطيف الطبي.
أقول: الشيء الملفت للنظر أن زوجتي الراقدة في المستشفى لم تعلم أنني أرقد في نفس المستشفى في ذلك اليوم.
يقول حسن:
يقول لي أخي (حسن أبو علي):
رقدتَ يومًا كاملًا في مستشفى القطيف الطبي، وبعدها نقلناك في الإسعاف إلى المستشفى التعليمي في الخبر.
فقلت له: أنا فتحت عيني وأنا في الإسعاف وأحسست بوجودك معي، لكن بعد ثانيتين أو ثلاث غبت وطرت مرة أخرى في الغيبوبة، وظننت منذ غيبوبتي الأولى إلى أن فتحت عيني وأنا بجنبك مدّة ساعة فقط، وتعجّبت منك أنك قلت لي إنها مدة يوم أو يوم وبعض الساعات.