سرّ كلمة “أرَايِلْ” في لهجة القطيف…!

بين كلمة “رَجُل” وكلمة “رِجْل” ـ في اللغة ـ فرقٌ فونيميٌّ لا يُستهان به دلالياً. الحروف نفسها، إلا أن لكل حرفٍ حركةَ صوتٍ إضافية. اختلاف الحركة غيّر الدلالة. وهذا هو المقصود بـ “الفرق الفونيمي”.

الـ “فونيم” هو الصوت الذي يُغيّر المعنى. مثل: عِلْم وعَلَم، ظلّ وضلّ، أنتَ وأنتِ، بِر وبَر وبُر. حتى الحركة الواحدة في التشكيل يمكن أن تُغير المعنى تغييراً تاماً.

وأسلافنا اللغويون؛ أثبتوا “أراجل” جمعاً لـ “رَجُل”. ولم يُقدّموا شيئاً مماثلاً جمعاً لـ “رِجْل”. بيد أن كلمة “أراجل” موجودة في بعض البلاد الخليجية بإبدال الجيم ياءً “أرايل”، جمعاً لـ “رِيْل ـ رِجْل”.
والخليجيون لا يجمعون “رَجُل” على “أراجل”. بل يقولون “رجّال، رَيّالْ” للمفرد. ويقولون “ارْجال، اريَال، رجاجيل، رياييل” للجمع.، وهذا يعني ـ لسانياً ـ أن الفرق الفونيمي لم يعد موجوداً بين الجمع “أراجل ـ رجال” وبين الجمع “أرايِل ـ أرجُل”. وإبدال الجيم ياءً؛ ليس فرقاً “فونيمياً” يؤثّر في المعنى بل “ألوفونياً” لا يؤثر في المعنى. 

الألوفون هو الصوت الذي لا يُغيّر المعنى. كلمة “شِعْر” لا يتغيّر معناها حين تُنطق “شـِعِر” في بعض اللهجات. وكذلك كلمة “حجَرة” حين تُنطق “حَيَرة”، وكلمة “قَريب” حين تُنطق “جِريب”، وهكذا.

هذا الوضع “الصوتي” حصر “الدلالة” في “الأرجُل”، دون “الرِّجَال”. وهذه الدلالة لم أجد لها نظيراً خارج المنطقة الخليجية. وعليه؛ فإن النتيجة تصل إلى احتمال انقطاع الدلالة المعجمية عند الوصول إلى البيئة الخليجية. وهذا مبحث طويلٌ.

الحالات الألوفونية لكلمة “رِجْل” في اللهجات الخليجية

مفرد: رِجْلْ، رِجِلْ، ـ رِيْلْ،  ارْجُولْ،  أريُولْ.

مثنى وجمع: رِجْلينْ، ريلين، رَجايلْ، روايل،  أرايِلْ.

حبيب محمود

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×