قد تكون أنت واحداً من 1000.. لذلك “احرس كليتيك” مركزي القطيف" يُعايد الناس بـ 3 أيام تثقيف.. ويكلّف متخصصيه
القطيف: ياسمين الدرورة
“شخص من بين ١٠٠٠ شخص معرض للاصابة بمرض تكيس الكلى المتعدد، الذي قد يصل إلى قصور الكلى و فشلها عند سن الخمسين سنة، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة جدًا” هذا ما قاله استشاري باطنية وكلى ورئيس قسم الكلى بمستشفى القطيف المركزي الدكتور أمين محمد أبو الرحي، أمس (الثلاثاء)، في فعالية “احرس كليتك” التي أطلقتها وحدة الكلى بمستشفى القطيف المركزي في القطيف سيتي مول، وتستمر لمدة 3 أيام، بالتعاون مع أقسام التثقيف الصحي، والتغذية العلاجية الخدمة الاجتماعية، والصحة النفسية في شبكة القطيف الصحية.
وأوضح أبو الرحي “أن فعالية احرس كليتك تهدف للتعريف بمسببات أمراض الكلى وطرق الوقاية منها، وقد تم تنفيذ استبيان إلكتروني الهدف منه قياس عوامل الخطورة، حيث سيتم التواصل مع الأشخاص الذين تكون نتائج الاستطلاع لديهم عالية لعمل الفحوصات الطبية اللازمة، خاصة أن التشخيص المبكر وعلاج الأسباب يؤدي إلى تحسين نتائج العلاج والتقليل من خطر الإصابة”.
الدكتور أمين محمد أبو الرحي – استشاري باطنية وكلى
من مسببات المرض
وبيّن أبو الرحي أن “عدم انتظام ضغط الدم وارتفاع السكر في المرضى ذوي الأمراض المزمنة يعتبر أحد أهم مسببات الفشل الكلوي، كما أن الإفراط في استخدام المسكنات لفترات طويلة والمعروفة بـ(مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) أيضاً من العوامل التي تؤدي إلى الفشل الكلوي، في حين أن بعض الأدوية تؤثر على وظائف الكلى حتى لو استخدمت لفترات قصيرة، لذلك نوصي بعمل التحاليل بشكل دوري”.
وأشار إلى أن “تكيّس الكلى المتعدد يعتبر أحد أشهر الأمراض الوراثية التي نحاول اكتشافها بشكل مبكر خاصة أن أعراضه لا تظهر إلا في مراحل متأخرة”، مبيناً أنه نوعان، الأول يصيب البالغين وهو الأكثر انتشارًا والثاني يصيب الأطفال لكنه نادر ويتسبب في فشل الكلى في سن الطفولة، كما أن اكتشاف الأمراض الوراثية والسيطرة عليها من البداية أفضل من علاجها في مراحل متقدمة.
وقال أبو الرحي أن “احتمالية رجوع وظائف الكلى إلى وضعها الطبيعي كبير جداً في حالات الفشل الكلوي الحاد، إذا ما عولج السبب، وأحد أشهر الأسباب هي الأمراض المناعية التي يمكن أن تؤدي إلى إلتهاب الكلى ومن ثم فشلها مثل الذئبة الحمراء ويكون التدخل الطبي المبكر هو الحل”، وأضاف “إن حدوث هبوط حاد في ضغط الدم نتيجة الإصابة بالالتهابات أمر شائع لدى كبار السنّ، وكذلك حالة انحلال العضلات التي قد تكون نتيجة التعرض لضربة الشمس، إذ أن هناك أشخاص معرضين لانحلال العضلات كمرضى السكلسل عند البدأ في نشاط رياضي عالي الشدة وإن كان غير شائع الحدوث،
بالإضافة إلى استخدام العقاقير المخدرة كالميثامفيتامين (الشبو) الذّي يسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ “.
الدكتور محمد أمين سلام- استشاري باطنية وكلى
المكملات البروتينية
من جانب آخر نوه الدكتور محمد أمين سلام استشاري باطنية وكلى بمستشفى القطيف المركزي إلى أن “انتشار الفشل الكلوي بشكل مفاجئ من غير سابق إنذار في الفترة الأخيرة، وأعزى السبب إلى الإفراط في استخدام المكملات البروتينية (البودرة) لأنها منتشرة بشكل كبير في جيل الشباب “، واستدرك سلام “الكمية المسموحة لا تسبب الضرر، حيث أن النسبة التي ينصح بها للأشخاص الأصحاء تتراوح بين 0.8 إلى 1.4 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم بما فيها البروتين المأخوذ من الغذاء، لذلك يجب احتساب الكمية المستهلكة، وهناك برامج تسهل معرفة كمية البروتين وكذلك السعرات الحرارية يمكن تثبيتها على جهاز الجوال والاستفادة منها بشكل مجاني”.
وأكمل “إن كمية البروتين تختلف حسب احتياج الفرد ومستوى نشاطه البدني، في حال الرياضيين المحترفين كالعدائين أو رافعي الأثقال يمكن أن تصل كمية البروتين إلى 1.8 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم، علماً أن تناول كميات زائدة من البروتين يتسبب في الضغط على الكلى، خاصة إذا كان هناك مشاكل موجودة بالفعل، لذا فإن التحاليل المخبرية هامة وكذلك فحص البول لأنه يعطينا دلالة واضحة على كمية الزلال التي تعتبر زيادته ضارة على الكلى”.
فايزة أحمد العلق-اختصاصية نفسي أول
تقبل التشخيص
ذكرت اختصاصية نفسي أول فايزة أحمد العلق ” دورنا في التعامل مع الأمراض المزمنة بشكل عام وأمراض الكلى على وجه خاص يكون بمساعدة المريض في تقبل التشخيص المرضي لحالته الأمر الذي يكون صعب في البداية وينعكس على الحالة النفسية والصحية للمريض”.
وأضافت “يواجه المريض تحديات كثيرة منها التعامل مع الألم والالتزام بالعلاج الدوائي أو غسيل الكلى في بعض الحالات فمن الطبيعي أن يعاني الإجهاد والقلق والاكتئاب والغضب والمشاعر السلبية خاصة في مرحلة بداية التشخيص لذا نقوم بتقديم الدعم المعنوي للمريض وذويه والتعزيز من قدرتهم على التأقلم مع المرض والتعامل مع تحدياته وتقبل العلاج وتغيير نمط الحياة اللازم لتحسن الحالة”.
شروق علي الحواج – منسقة وحدة الكلى
التجميل والأعشاب
ومن جانبها أكدت شروق علي الحواج منسقة وحدة الكلى ومسؤولة الرعاية النموذجية أن عدم انتظام قراءات الضغط أو السكر تعتبر أحد أهم مؤشرات الكشف عن قصور الكلى وقالت “من المسببات التي يجهلها الناس استخدام منتجات تجميلية غير آمنة أو أعشاب لأهداف استطبابية بشكل عشوائي تحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والفضة والزئبق والكادميوم، حيث تؤثر على الكلى وقد تتسبب في فشلها”.
وأضافت “غني عن القول أن التدخين يشكل عاملاً من عوامل الخطورة إذ يتسبب في ارتفاع ضغط الدم مسببًا مشاكل بالكلى بشكل غير مباشر، وأيضا الحصوات الكلوية وعدم معالجتها أو عدم المعرفة بوجودها في كثير من الأحيان”.
وختمت “الحواج توصياتها بـ “يجب التوجه لمراكز الرعاية الصحية وعمل الفحوصات بشكل دوري سنوياً للاطمئنان على وظائف الكلى و عمل فحص البول، في حين أن من يتناول المكملات من بروتينات (صناعية) يفضل أن يعمل التحاليل كل ثلاث أشهر، كما نوصي بعمل الفحوصات لمن يشتبه لديهم وجود عامل وراثي كإصابة أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية بفشل كلوي كالأخ أو العم أو الخال وذلك للتأكد من سلامة وظائف الكلى وعدم وجود أمراض وراثية”.