مكتبة التلميذ

عبد الله حسين اليوسف

مع مجلة “هجر” من التراث والعدد الأول السنة الأولى محرم 1376هجري أغسطس 1956م، وهي مجلة أدبية اجتماعية يصدرها النادي الأدبي بمعهد الأحساء العلمي.

تمت طباعتها من جديد من قبل نادي المنطقة الشرقية الادبي 30 عاما.

مقال جميل تحت عنوان مكتبة التلميذ .

طليعة وعي جديد انبثقت بذورها بين طلاب المعهد العلمي وهم يتزاحمون لتدعيم مشروع المكتبة مسجلا كل منهم اسمه في قائمة الشرف التي وضعها أعضاء النادى للتبرع لهذا المشروع الجديد الذي استطاع طلاب المعهد تحقيقه دون أن يفكر أحدهم في تلقي كلمة شكر أو بسمة استحسان من معلمه أو زميله لعلمه أنه حينها يمد يده لهذا العمل فهو لا يعدوا القيام بالواجب، خصوصاً وأن المكتبة للتلميذ أهم من الرغيف للجائع، إذ أن الطالب مهما كان ذكياً ونشيطاً فلا بد له من البحث والاستقصاء والجري وراء المعلومات التي ليست في كتب الدراسة . وقد يكون بعض الطلاب قادراً على تحقيق هدفه باقتناء الكتب من المكتبات أو جلبها من الخارج ولكن كثيراً من الطلاب لا يستطيعون ذلك.

 فإذا فتش الطالب في مدرسته فلم يجد بها كتباً وليس لديه من المال ما يعينه على شراء الكتب فهذا يعني أن يظل محجوزاً عما يدور حوله . لا يعدو تفكيره ما في كتب الدراسة التي قلب أوراقها وصفحاتها مئات المرات. وعندما فكر أساتذة المعهد الأجلاء في تحقيق هذا المشروع لم يقفوا موقف المرشد الموجه فقط بل شاركوا في القيام بالقسم الأكبر منه فتقدم بعضهم بكثير من الكتب النافعة المفيدة وسجلها في سجل المكتبة، هدية منه وقدم البعض . الآخر جزءاً كبيراً من رواتبهم للمساعدة في هذا المشروع والسير به إلى الأمام، إلى أن حدثت المعجزة ، فظهرت المكتبة خلال أسبوعين فقط حافلة بأنواع الكتب العلمية والتاريخية والأدبية المفيدة التي يرجع اليها المعلم والطالب في وقت الحاجة ومن ثم كان لطلاب المعهد أن يفخروا لأنهم سجلوا حسنة أخرى.

ونقول حسنة أخرى لأنهم هم أول من استنكر الاعتداء البريطاني على راحة البريمي من الطلاب فلاقوا من جلالة الملك الشكر والتقدير . وهم أول من استطاع تكوين ناد أدبي بارز له أثر فعال في حياتهم . وهم أول من بادر بإصدار صحيفة أدبية مدرسية، ومجلة كهذه التي بين أيدينا ثم هم أول من بادر لأنشاء مكتبة الطالب . نقول هذا ولا نفخر وإنما ننادي إخواننا في المدارس والمعاهد لأن ينزلوا من حياتهم منزل التباري والتنافس لنرى النشاط العلمي يتغلغل في عقولهم ويسيطر على تفكيرهم فهم اليوم في مرحلتهم الدراسية احوج ما يكونون الى النشاط الحي الذي ينمي فيهم ملكة التعبير عن اغراضهم وآمالهم وآلامهم في المستقبل القريب .

و يستطيعون أن يشفّوا عما وراء الشهادات المدرسية عندما يقفون على أبواب الحياة العملية. ولئن كان التلميذ مرآة أستاذه فإن الفضل راجع للأساتذة الكرام الذين شاطروا تلاميذهم السراء والضراء.

هذا وقد تبرع حضرات الأساتذة الكرام بعدد من الكتب القيمة التي سدت فراغاً كبيراً بالمكتبة بل على الأصح أن الكتب التي تبرع بها الأساتذة وعلى رأسهم المدير هي النواة الأولى للمكتبة وكل ما يرجو الطلاب هو أن يحفظ الله أساتذتهم ويجزيهم خير الجزاء على ما يبذلونه في سبيلهم ونسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×