ساقي السينمائيين جعفر الجارودي: لستُ مجرد مُقدم شاي في مهرجان الأفلام موجود بعدته الشعبية منذ الدورة الثالثة.. ويبدأ نشاطه بعد الـ 10 مساءً
القطيف: معصومة المقرقش
“علاقتي بمهرجان أفلام السعودية” بشكلٍ عام وبمديره أحمد الملا علاقة حب بدأت فصولها تتكون منذ دورته الثالثة وما زالت إلى اليوم، ولم أكن يوماً مجرد مقدم شاي وقهوة لزوار المهرجان ومحبيه. ومن هنا انطلقت فكرة فيلم “شاي جعفر” برؤيته وتحت إشرافه “..
بهذه العبارات بدأ جعفر الجارودي حديثه في توصيف علاقته بالمهرجان والفيلم الموازي الذي سيعرض في المهرجان ضمن الأفلام الموازية.
وقال الجارودي لـ” صُبرة” إن الفيلم هو الثاني الذي سيعرضه المهرجان بعد عرض الفيلم الأول في الدورة التاسعة من العام الماضي، وهو عبارة عن فيلم وثائقي تدور أحداثه حول علاقة الشاي الذي أقدمه في الفندق المخصص لإقامة ضيوف المهرجان من فنانين وممثلين ومنتجين وصانعي أفلام، وهو أيضاً عبارة عن حوارات قصيرة جرت على ألسنة الضيوف وكل من شرب من شاي جعفر وستأنس بحديثه ومجالسته.
فيلم مجاني
ولفت الجارودي إلى أن انتاج فيلم يوثق يومياته مع الضيوف لم يكن وليد صدفة؛ بل جاء بعد عدة توصيات كبيرة من أحد الشخصيات الكبيرة وكذلك من مدير المهرجان ذاته أحمد الملا، الذي كان حريصاً على أن يخرج الفيلم للضوء في هذه الدورة كذلك، منوهاً بأن من أنتج الفيلم وجميع من عمل عليه لم يأخذوا ريالاً واحداً وكان مجانياً تكريماً لي، مشكورين.
حتى 7 صباحاً
الجارودي الذي وثق الملا فيه ووثق هو في الملا كثيراً، جاء إلى فندق ضيوف المهرجان يحمل عدة خيمته الشعبية كاملةً دون نقصان من شاي مخدر معدّ بعنايةٍ تامة، وقهوة عربية تملأ رائحتها بهو الفندق مخلوطة بالهيل والزعفران. إضافة إلى شاي الكرك، وشاي الليمون كما تعده النساء في القطيف. إضافة إلى شراب الدارسين، وأنواع من الحلويات الأخرى.
تبدأ دورة عمله من العاشرة مساءً حتى السابعة صباحاً، يُلبي طلبات الفنانين وكبار المنتجين والمخرجين، ولا يُنهي عمله إلا بعد خروج آخر ضيف من القهوة.
أحبوني قبل قهوتي
وعن سبب تقديمه للقهوة في فندق الضيوف، يوضح الجارودي أن الشاعر أحمد الملا رأى أن يكون موجوداً في هذا المكان بالذات، لأنه ملتقى الفن والفنانين وكتاب نصوص وعقد الصفقات وتوقيع العقود وطرح الأفكار وتوليدها للأعوام المقبلة، بعيداً عن الرسميات على أرض المهرجان، لهذا حرص أن أكون متواجداً، مضيفاً: عرفني هذا المكان على شخصيات كبيرة ومتنوعة من داخل وخارج الوطن جميعهم أحبوا جعفر قبل أن يرتشفوا أكواب قهوته المعدّة لهم بعنايةٍ.
عشق السينما
وتابع: لأني أعشق السينما وأفلامها رحبت بالفكرة كثيراً، وتطورت علاقتي بالضيوف كل عام حتى أن أغلب الفنانين يسألون إدارة المهرجان فيما إذا كان جعفر متواجد هذا العام أم لا، وهذا أيضاً مما شجع إدارة المهرجان على عمل الفيلم ومشاركة ضيوفه فيه نتيجة هذا الحب والاحترام المتبادل بيني وبينهم.
الابتسامة والكلمة الطيبة
ويستقبل الجارودي يومياً في خيمته الشعبية من 800 إلى 1000 زائر يُلبي طلبات الجميع من أصغرهم إلى أكبرهم بروح طيبة وابتسامة لا تفارقه أبداً، وعلى الرغم من بعض الطلبات المكررة لنفس الزبائن فإنه يستقبلها بروحٍ تجعلهم يطلبونها منه تكراراً ليقفوا يحادثونه ويسامرونه ويسألونه عن أحواله وانطباعه ويشكرونه؛ فألفهم والفوه، وفهمهم وفهموه، فبمجرد أن ينظر لعين الشخص فيهم يفهم طلبه فوراً ويقدمه أحياناً دون طلب.
فريق عمل واحد
ويبدو أن جعفر لم يكن يوماً مجرد مقدم شاي وقهوة فقط لضيوف مهرجان أفلام السعودية؛ بل أنه أحد أعضاء الفريق المهمين الذي يجعل مديره العام أحمد الملا أن يرفض كتابة عقوده مع أكبر الفنادق في المنطقة التي لا تقبل باستضافة خيمة الجارودي في بهوها، قائلاً كلمته المشهورة: إما كلنا أو لا.
23 مخرجاً
ويتسابق 23 مخرجاً ضمن مسابقات الدورة العاشرة للمهرجان المقررة إقامته مطلع مايو المقبل، حيث يقدم المخرجون المشاركون 24 فيلماً تنوعت ما بين توثيق الأحداث والشخصيات والتجارب في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والرياضية. فيما يُعرض 3 أفلام وثائقية في مسار الأفلام الموازية.
اقرأ أيضاً