أفنان المهدي تقرأ حياة الأئمة في “آفاق معرفية”

صفوى: صُبرة
في الطبعة الأولى من كتابها “آفاق معرفية”؛ تسعى أفنان المهدي إلى إعادة قراءة تاريخ الأئمة قراءة تاريخية معرفية ودينية. وعلى أكثر من نحو تركّز على إبراز زاويةٍ من الزوايا في دراسة مواقف أئمة الشيعة من سيرتهم التاريخية، وواقعهم السياسي والاجتماعي في الأزمنة التي عاشوا فيها.
في الكتاب 25 مقالاً، كلٌّ منها يمثّل نوعاً من البحث التاريخي، خاصاً بواحد من الأئمة. ثمة درس في كل مقال، مستلٌّ من التاريخ ومسرود في سياق ما تحمل المهدي هاجسه. وعلى سبيل التمثّل؛ فإن “الإمامة أمان” كان هاجساً ضرورياً في المقال الذي يحمل هذا العنوان. وتحاول البرهنة على ذلك حتى باستخدام هرم “ماسلو”. هذا المقال كُتِب لمناسبة أول أيام محرم من سنة 1435، وفي مناخ اجتماعي مُفعَم بسيرة الإمام الحسين، لذلك كتبت المهدي جزءاً ثانياً للمقال لتسترسل أكثر في شرح رأيها، حول أمان الإمامة، بوصفها عقيدة إسلامية.
ويبدو أن معظم المقالات مُعدّة في مناخات مماثلة، أي مناخات المناسبات الدينية، ومن تاريخ كلّ مقال تُعرب الإشارة عن المناسبة. في مقال “أسس نجاح القيادة” وضعت المؤلفة الإمام الحسن محوراً للبحث التاريخي، والحديث في ذكرى يوم وفاته في الـ 6 من شهر صفر. وفي مقال “مواصفات المصلح” كان الإمام علي بن أبي طالب بطلاً للموضوع المؤرخ في يوم ذكرى ولادته في الـ 13 من شهر رجب. ومقال “الجانب السياسي في عهد الإمام الرضا” المؤرخ في 11 ذي القعدة.. وهلمّ جرّا.
كلّ مغزى يتبلور في التفاصيل، تفاصيل حياة الشخصية المطروحة على بساط البحث التاريخي والمعرفي والأخلاقي. يمكن القول إن “آفاق معرفية” هو مجموع مقالات، أو دراسات، أُعدَّت أصلاً لمناسبات منبرية، أي لتُلقى أمام جمهور مهتمٍّ بهذا النوع من الطرح. وقد وجدت المهدي في سير الأئمة مادة خصبة لعرض أفكارها الدينية على هذه الطريقة من المقاربات المعرفية.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×