مدمن عرض زوجته وابنته على رجال الأمن مقابل “إبرة” مخدرات الدكتور خالد الحليبي يفتح ملفّ علاقة العائلة بمشكلة الإدمان

القطيف: ليلى العوامي

على منصة جمعية القطيف الخيرية؛ فتح الدكتور خالد بن سعود الحليبي؛ ملفّ تورط الشباب بالمخدرات، مركزاً على الأسباب التي تقف فيها العائلة وراءها.

جاء ذلك خلال محاضرة دور الأسرة في حماية النشء من آفة المخدرات، التي أقيمت على مسرح جمعية القطيف الخيرية، مساء أمس الخميس، ضمن مبادرة برنامج “إقلاع”.

ووجه الحليبي للوالدين رسالة قال فيها “لا تظنا أن منزلكما قد يكون في منأى عن هذه الآفة، لا بد من الحذر والخوف على كل فرد من أفراد الأسرة، فهناك فخاخ غير عادية، فالدخول للأبناء وإقناعهم بهذا السم الزعاف أمر عادي، بل هو سهل “حلوى جرب فيبدأ بالتجربة وإذا بدء خسر نفسه”.

التربية مجالسة

وأشار إلى أنهما سبباً في دفع الولد للخروج عن إطار الأسرة ليتلقاه مروجو المخدرات، سواء كانا متعلمان أم لا، فهما يفجعان إذا سمعا بإدمان أبناءهما أو أحدهما، ولكن يجهلان بأنهما قد يكونا هما السبب.

وأضاف الحليبي “خرج ليكد على عياله غاب 75% من وقته عنهم فضاعوا بسبب الإهمال والبعد عن التربية، فالتربية مجالسة، وبدونها ليست تربية، فتسأله أين أبناءك، يرد عليهم هم في المنزل، لكنهم مع أسرة الظلام في الواقع الافتراضي، يتحدث مع الغرباء فينحرف”.

وتابع “أكثر الذين يدخلون الإصلاحيات ويرتكبون جرائم وهم صغار هم من بيوت مفككة، فالأيتام لا يضيعون، بل يضيع من لديه أم وأب، وهم منشغلون عنهم، كذلك الأعمار التي تقع في فخ المخدرات تتراوح من الـ 20 إلى 51 سنة، أي أن المخدرات المخدرات شباب البلد وروحها والفئة العاملة فيها، والأطفال أيضاً من خلال الحلوى، واستهداف الشباب يكون أكثر فهم منبع للمال أكثر من الصغار”.

وأكد أن المخدرات لها أبعاداً أخرى غير الأبعاد التجارية، ويقصد منها مع الأسف النيل من شباب المملكة، لأن هذه الكميات يراد بها إغراق المجتمع السعودي وتوفير السموم بأسعار زهيدة، بحسب ما صرح به مسؤول باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.

بداية الإدمان

وأشار إلى أن الخطوات الأولى في التعاطي تبدأ بمرحلة يمكن أن نسميها المرحلة التجريبية، وهي حب الشباب للتجربة، يجربها بفضول المغامرة مرة أو بضع مرات مع قرناء السوء ولو بنصف حبة كما يقول أحد التائبين، ثم يواصل التعاطي منهم أكثر من النصف، وكثير من متعاطي المخدرات أقدموا عن قصد وعلم واختيار وبإرادة كاملة، لا ينتقص منها أن يكون قد تأثر بعوامل نفسية أو اجتماعية.

وقال الحليبي “إذا كان الكبتاجون هو الاختيار الأكثر انتشاراً بين الشباب، فقد كشفت المديرية العامة لمكافحة المخدرات، أن هناك عصابات عمدت إلى إضافة مواد كيميائية لهذه الحبوب المخدرة، من شأنها تدمير خلايا المخ، وهو ما يضاعف أخطار هذا النوع من المخدرات، فضلاً عن مستوى الضرر الذي تسببه أصلاً قبل إضافة مواد تدمير الخلايا لمكوناتها.”

السم الزعاف

وحول سبب التعاطي يفسر الحليبي “يبحثون عن السعادة الموهومة، والإحساس بالرضا والسرور والتعالي، وهي التي تزيدهم هماً واكتئابا، ويبحثون عن تخفيض التوتر والقلق، وهي التي تعيشهم في أجواء الخوف والرهبة والانزعاج الدائم، ويبحثون عن الإحساس بموقف اجتماعي متميز، وهي التي تفصلهم عن المجتمع كله، بل حتى عن زوجاتهم، وأولادهم، وآبائهم، وأمهاتهم، ويحثون عن الوصول إلى حياة مفهومة، وهي التي تجعلهم لغزاً من الألغاز، كما يبحثون عن الإحساس بالقوة والفحولة، وهي التي تحيلهم إلى رماد من الضعف، وعن إشباع الفضول والتطلع، وهي التي تجعلهم يدخلون دائرة الإدمان الموحش بعد أول عملية استطلاع، وعن الإحساس بالانتماء إلى غير أسرهم وبيئتهم، وهي التي تجعلهم ينتمون إلى مجرمين يبيعون ذممهم وأعراضهم وأحاسيسهم، والمغامرة التي قد تجر رقبته للسيف، وشبابه”.

مواقف حقيقية

روى الحليبي قصصاً متنوعة، مشيراً إلى أن أحد الأمهات أغلقت غرفتها الخاصة خوفاً من ابنها المدمن بعد أن قام بسرقة أشياء خاصة بها.

وعرض الدكتور مقطع فيديو لأحد رجال الأمن وهو يتحدث عن موقف صعب واجهه أثناء القبض على مدمن هيروين قال فيه “حدث لنا موقف مع متعاطي أثناء ضبطه وهو من دول خليجية، تزامن وقت دخولنا مع وقت تجهيز الإبرة، أخذنا منه الإبرة فنظر إلينا ولم يهتم، وهمه أن يأخذ الإبرة من الضابط، والمفاجأة التي تدمى القلوب أنه عرض علي زوجته وقال أعطني الإبرة وأذهب لزوجتي فهي بالداخل، لم يهدأ فعاد وقال إذا كنت لا تريد زوجتي لديك ابنتي، هذا هو المدمن يبيع شرف أهله من أجل المخدرات”.

وأورد مقولة لأحد التائبين جاء فيها “بدأت مع رفقاء السوء بالقات، ثم وصلت إلى حبوب الكبتاجون، ثم الخمر والحشيش، إلى أن قبض علي في نقطة تفتيش في أحد الطرق ثم بدأت أتذكر، وأيقنت أني لست بحاجة إلى هذه السموم التي أوصلتني إلى السجن”.

الأب المتسلط خطر

وأشار إلى أن قسوة الأب على أبنائه طريق للهلاك، وهذا ما كشف عنه 80 سجيناً خلال محاضرة قدمها في أحد السجون، أن والدهم كان متسلطاً وحازماً، بالإضافة إلى تعرضهم للتعنيف.

وأضاف الحليبي، أن نسبة التحرش في المجتمعات العربية تصل إلى 80% منها 1% من الآباء تجاه أطفالهم وبناتهن، والسبب في ذلك هو المخدرات.

أمهات مؤثرات

وأكد أن القاعدة التربوية تقول 85% من شخصية الأم تنتقل إلى الأولاد، فالأم لها تأثير عجيب، لأنها تمتلك الكثير من سمات أبناءها وبناتها.

حضر المحاضرة لجان من جمعيات محافظة القطيف، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، ولجنة السلامة المجتمعية “تعافي” بجمعية مضر الخيرية، والهاتف الاستشاري بجمعية أم الحمام الخيرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×