أقلام في دائرة النسيان

عدنان السيد محمد العوامي

تمهيد

يعود تاريخ الصحافة في جزيرة العرب إلى العهد العثماني، وكانت بدايتها من مكة المكرمة، وأول جريدة صدرت فيها هي (حجاز ولايتي سالنامه([1])) سنة 1301هـ([2])، وهي عبارة عن دورية سنوية، ثم جريدة (حجاز) وهي أول جريدة عثمانية. صدر العدد منها بتاريخ: 8/ 10 / 1326هـ/ الموافق 3 / 11 / 1908م، وكانت أسبوعية في 4 صفحات، تصدر باللغتين العربية والتركية، وتطبع في مطبعة الولاية الرسمية التي أنشأتها الحكومة العثمانية.

ثم تلتها جرائد أخرى هي جريدة شمس الحقيقة في مكة المكرمة، وجريدة الإصلاح الحجازي، وجريدة صفاء الحجاز، وقد صدرتا من جدة، وجريدة المدينة المنورة من المدينة المنورة([3](، وفي العهد الهاشمي: جريدة القبلة، صدرت من مكة المكرمة، وصدر عددها الأول بتاريخ 15 /10/1334هـ، وجريدة الفلاح صدرت عام 1338هـ، وجريدة الحجاز صدرت عام 1334هـ، ومجلة مدرسة جرول الزراعية صدرت عام 1338هـ وبريد الحجاز صدرت بجدة عام 1343هـ([4](.

أردت بهذا التمهيد مجرد توجيه الإضاءة إلى بداية نشأة الصحف، وإلا فهذه لم تكن تصلنا، وإنما كان مسرح  أقلام كتابنا جهات أخر، وسأتناول منها تلك الأقلام المنسية التي كانت لها فيها جولات وصولات، منهم سلمان بن صالح الصفواني من بلدة صفوى بالقطيف، ولِد عام 1317هـ/ 1899م في بلدة (صفوى) بالقطيف، وبها نشأ, تعلم القراءة والكتابة، وحصل على الابتدائية من البحرين، ثم سافر إلى النجف الأشرف، وشارك في الحركة الوطنية والأدبية واتسعت، فشارك في ثورة العشرين التي أنهت الاحتلال البريطاني، وأقامت الحكم الوطني. والتحق بالعلامة الشيخ مهدي الخالصي الكبير (F)([5]) ، فأفردَ له مكانًا في مدرسته، ورعاه كأحد أولاده، وحين قرَّر الإنجليز نفيَ الإمام الخالصي، واثنين من أولاده وأحد أقاربه – ومعهم سلمان – إلى الحجاز، فحلوا ضيوفًا على الملك الحسين بن علي، وصادف موسمُ الحج، فأدَّوا فريضة الحج، وزيارة مسجد الرسول الأعظم في المدينة المنورة، وبعد ذلك غادر الإمام الخالصي الحجاز بالباخرة إلى إيران، بناء على طلب الشاه، وفيها توفي (F).

لم يكن سلمان بين من طلبهم الشاه، من مرافقي الإمام الخالصي، فقرَّر السفر إلى المحمرة واللجوء إلى أميرها الشيخ خَزْعَل، وفيما كانت الباخرة على وشْك الرسو في ميناء المحمرة – عرف ميل الشيخ خزعل إلى الإنجليز، فتسلل إلى البصرة، وركب القطار إلى بغداد ليلًا، وبعد وصوله الكاظمية بساعات علم أن خبر عودته قد شاع، وأن الأوامر صدرت بالقبض عليه، فتوجه فجرًا إلى كربلاء متنكِّرا بزي أعرابي، ومنها إلى النجف، ومن النجف تسلل إلى عشيرته آل إبراهيم في المشخاب.

أقام في المشخاب فترة، ثم عاد للكاظمية واستقر بها، وتقلب في وظائف ونشاطات متعددة، وبعد فترة قصيرة، وتحديدًا في 31 تشرين الثاني، نوفمبر 1924م أصدر العدد الأول من جريدة (اليقَظة) التي اقترن اسمها باسمه؛ لكنها عُطِّلت بعد صدور العدد (13) بأمر من الوزارة العسكرية الأولى، ثم استأنف إصدارها عام 1929م، وصدر عدد واحد منها، واحتجبت، وظهرت سنة 1945م، واستمرت حتى سنة 1959م([6]). وفي محاولة للإلتفاف على أمر تعطيلها أصدر جريدة أخرى باسم (صدى اليقَظة) في 11 مايو 1953م([7]) لكنها لم تعمر أيضًا، وخلال فترات تعطيل جريدته الأساسية (اليقظة) أصدر (المنبر العام)، وأخرى باسم (المعارف)([8])، ولكنها عطلت أيضًا.

محمد حسن بن ناصر النمر

شاعر وصحفيّ وقاص، له ديوان نشرته دار الخليج العربي في بيروت سنة 1425هـ، 2004م، وكتب له إبراهيم محمد جواد (كاتب شاعر سوري) مقدمة استوفت سيرته، واشتملت على  ما كتبه عن نفسه بنفسه، والطريف أنني شخصيًّا صُرت طرفًا في موضوعه، فقد أوكلت إليَّ مراجعة ديوانه، وتصحيحه، وإعداده للطباعة، وما زلت أحتفظ بالمسودَّة الأصلية، وعليها التصويبات التي أجريتها على المقدمة والديوان، لكن حين أعيدت طباعته سنة 1434هـ، 2013م، بدار الخليج العربي نفسها في بيروت، ظهر باسم مدقق غيري، وإعداد شخص آخر، ومقدمة باسم شخص ثالث غير إبراهيم محمد جواد، مقدم طبعة 1425هـ، مع أنها نسخت منها بطريقة القص واللصق.

نبذة من حياته

ولد محمد بن حسن بن ناصر النمر في بلدة العوامية في القطيف عام 1300 هـ 1883م، وتعلم القراءة والكتابة في كنف والده، وبعد وفاة والده كفله عمه الشيخ محمد، وقام بإرساله إلى النجف الأشرف لتلقي العلوم الدينية([9]). ذكر الأستاذ محمد سعيد المسلم أنه “أول رائد قطيفي للقصة، وقد أصدر جريدة سياسية في العراق، ونشرت له مجموعات قصصية”([10])، لكنها فقدت.

عبد الله بن علي بن منصور اخوان

هو عبد الله بن علي بن منصور اخوان، شغل والده منصب رئيس بلدية القطيف في  آخر العهد التركي، تدل على ذلك وثائق مراسلاته، كان يستجلب الجرائد والمجلات، كالمقطم والهلال، من البحرين. تضمنت ذلك رسالة من الطبيب المبشر الأمريكاني ﭘـول هاريسن مؤرخة في عام 1915م أحد الشخصيات البارزة. أسرته – آل إخوان – تقطن بلدة الدبَبية إحدى ضواحي القلعة – حاضرة القطيف، إلأ أن عليًّا بن منصور ابتنى له بيتًا في القلعة وسكنه، وهكذا ظل ابنه عبد الله ساكنًا في هذا البيت، وأولاده بعده حتى أزيلت القلعة.

ميلاده، ونشأته:

 ولد عبد الله اخوان في عام 1321هـ 1903 م، وتوفي في محرم 1390 هـ، مارْس 1970م، وقد تعلم في الكتاب، ولكنه واصل تثقيف نفسه بالقراءة حتى أصبح أحد الأفراد المثقفين، والأدباء البارزين.

وفي عام 1355هـ 1936م هاجر هو وعائلته للعراق، وسكن في الكاظمية، ويعود صيف كل عام ليجمع غلات نخيله وأملاكه التي خلفها له والده، ويعود للعراق، وخلال إقامته بالعراق صار يكتب في بعض الصحف هناك، ومنها جريدة اسمها “السجل” كانت تصدر بالبصرة لصاحبها (طه فياض العاني)، وكان يكتب فيها باسم مستعار هو: (ابن الساحل)، وبهذا الاسم كان يوقِّع ما ينشره في مجلة صوت البحرين([11]).

كتَّابنا؛ أين كان مسرح أقلامهم؟

قبل أن تعرف المنطقة الشرقية الصحف، كان مسرحُها العراق، حيث مجلة الغري، والاعتدال، والهاتف، ثم بيروت حيث العرفان والأديب والآداب، والألواح والنهج، والأحد، وفيها كتب عبد العزيز الشيخ علي آل حسان: أقتلوا هذا الرجل إن كنتم قادرين. وفي البحرين، مجلة صوت البحرين، وفيها كتب السيد علي العوامي (المستبدل العادل خيال لا أصل له)، ومحمد سعيد المسلم له عدة مقالات وقصائد، وكان مراسلا لها من مقر إقامته في العراق، هؤلاء من المذكورين، وعبد العزيز الشيخ علي آل حسان من المنسيين صاحب الحكمة العظيمة (أمي تعشق وأنا أتزوج)له فيها سلسلة (مؤتمر الحيوانات، ومقالا أخرى)، وعبد الله بن علي بن منصور إخوانيكتب فيها باسم مستعار هو (ابن الساحل)، وحين بدأت الصحف السعودية تعرف طريقها إلى المنطقة الشرقية، فأصدر الشيخ عبد الملحوق جريدة الظهران، يعاونه الشيخ عبد الكريم الجيهمان، ثم أبدل اسمها إلى أخبار الظهران، واستقل برئاسة تحريرها الشيخ الجهيمان صارت وطيس معارك للأقلام القطيفية المنسية بدأها قطيفي من الظهران، فكتب تحت عنوان: (أبعدوا هذا الجهار المتأخر من بلدية القطيف([12])، فيتصدى له ابن رشد من القطيف مدافعًا عن البلدية([13])، ولكن الجريدة تظهر ميلاً واضحًا ضده فتقدم له بهذه الفقرة: [إنَّ نشرَنا لهذا المقال لا يعني أننا نؤمن بصحة ما جاء فيه، ولكننا ننشره عملاً بحريَّة النشر، أولا، وإفساح المجال أمام جميع المواطنين لإبداء آرائهم ثانيًا. وقد علمنا – من مصدرٍ مطَّلع جدًّا – أنَّ واردات البلديات في كل من الدمام والخبر والقطيف والأحساء تكاد تكون متساويةً، وسننشر كلَّ ما يردنا من آراء وتعليقات صالحة للنشر في هذا الشأن.   أخبار الظهران]، وسرعان ما يظهر ابن العاصمة شاهرًا رايته مزدانة ببيت المعلم الأستاذ الملا علي بن رمضان:

فذي البلدية لا بوركت

وضل المدير وخاب النفر

مناصر قطيفي بالظهران.

لكن ليس كل ما نقرأه فيها سائرًا على هذا المنوال، فالشاعر حسن ابن الشيخ فرج العمران رحمه الله) ينزع من يكتب قاطف الزهر فيكتب:

لم أر فردًا في الورى آثمًا

مثل الذي يقتطف الزهرا

جاء إلى الزهرة في كمها

فأبرزت من كمها العطرا

وزوَّدنه بالذي يشتهي

ولم يزل يرمقها شزرا

فابتسمت في وجهه واغتدت

وجنتها ضاحكةً حمرا

قالت له إن كان ذنب بدا

مني، فإني أطلب العذرا

قال لها لا ذنب لكنني

أعمل في إهلاكك العذرا

فقهقهت من عزمه وارتمت

مبهوتة، والهةً حيرى

لكنها ما يئست من وفا

قاطفها، أعلنت البشرى

وعبَّقته بأريج الشذا

وأودعت في قلبه سرَّا

من يعمل المعروف في أحمق

ليس غريبًا إن جنى سرَّا([14])

واليمامة منذ تحولت إلى جريدة أول ما يطالعنا فيها هذا الخبر (إنشاء مكتبة عامة بالقطيف – طلب بعض الشباب المثقف في مدينة القطيف من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم السماح بفتح مكتبة ثقافية عامة في مدينتهم، وقد صدرت الموافقة من جلالته الذي يرعى الحركة العلمية والإصلاحية، وقد تم افتتاح هذه المكتبة في بناية الحاج محمدصالح النهاش في سوق الجبلة)([15]).

نصوص مختارة

عبد العزيز أحمد العماني

له على مقالة في اليمامة عنوانها: (هل الجسر أغلى من سكان الجزيرة) يطالب فيها هيئة المشاريع بإنجاز الجسر، ويحكي قصة تعرضه ومجموعة من رفاقه الشباب للغرق، مع العربة والحمار الذي يجرها أثناء اجتيازهم المقطع. يقول: “. . . كنت في العام المنصرم مع ثلاثة أشخاص لا يقل عمر كل واحد منهم عن العشرين سنة كلنا شبان في مقتبل شبابنا، والحمد لله، وما أحلى الشباب ـ تقلُّنا عربة يسحبها حمار، ونحن قاصدون مدينة القطيف؛ لنشتري مواد الغذاء الكفيلة بمعيشتنا، أخذ الحمار يجري بكل همة ونشاط، حتى تعب، وانتهى بنا إلى موضع رقي فيه الحمار على وجه البحر وهو يرسل أنفاسه الأخيرة يخرجها بزفرات شديدة من قلبه حتى مات، انقلبت بنا العربة، فوقعنا في البحر، وكانت الرياح شديدة، والأمواج تضرب، وأقلعت العربة هائمةً في عرض البحر، وبقينا نحن في البحر تقذفنا الأمواج من جهة، وتردُّ بنا إلى جهة أخرى أدهى وأشد، وكان لزامًا علينا أن نسبح حتى نتعب ونعوم في البحر حتى تنقطع أنفاسنا، فنخرج لنجدد الهواء، وهكذا أمضينا أكثر من ساعة ونصف الساعة نبحث عن مرسىً نؤمِّن فيه حياتنا، مع علمنا الأكيد بمصيرنا المحتوم (الغرق) اللهم إلا بقايا أشلاء يمسكها الإيمان بالله. طلبنا النجدة فلا سامع ولا مجيب إلا الله، حيث قدر لنا الحياة. بقينا نحن في العربة تتمايل بنا ذات اليمين وذات الشمال، ونحن واجمون إلا عن طلب النجدة من الله، وقد استولى الخوف على نفوسنا، وكل واحد منا يفكر في أمه وهي تبكي عليه، أو يفكر في اليتامى التي سيخلفها بعد موته ويتصوَّرها مادَّةً يدَها تطلب المعونة على أمرها، فقذفتنا الأمواج على أعمدة من نخل مثبتة في قاع البحر للإرشاد[16]، فتمسكنا بها، ومكثنا أكثر من ثلاث ساعات ننتظر البحر أن يجزر، فهدأت الرياح، وتلاشت قوة الأمواج، فسرنا والبحر بالغ إلى أفواهنا، حتى انتهينا إلى الساحل بعد أن أنهك التعب قوانا، وذهب كل ما خرجنا به من مال وغذاء من بلادنا، وصلنا الساحل ونحن ـ والحمد لله ـ عراة، وذهب كل شيء حتى قوَّة الاتزان<([17]).

إنه أعزب

جعفر عبد المحسن النصر ـ الخبر

يشكو فيه من اشتداد أزمة السكن في الخبر، وخصوصًا على العزاب/ نقرأ: الحصول على سكن تركن فيه لتستريح بعد خروجك من العمل، مرهقًا أصبح اليوم مشكلة بمدينة الخبر، وهو بالطبع – ليس مشكلة بالنسبة للأجانب. فهؤلاء لا يعانون شيئا اسمه (مشكلة سكن)، فإنهم اليوم ـ معظمهم إن لم اقل كلهم ـ يسيطرون على بيوت الإيجار في هذه المدينة الناهضة، والسبب يا أخي في سيطرتهم على بيوت الإيجار أن لديهم طريقة خاصة في سكناهم حيث يتجمعون أكثر من عائلة واحدة في بيت واحد، وبهذه الطريقة يتلافون غلاء المسكن الفاحش، فكأنما هم بهذا الأسلوب قد عقدوا مع الآجر ـ اتفاقية تبادل المصالح ـ فصاحب البيت يفرض الأجر الذي يروق له، أما هم فلا يهتمون أبدًا بالأجر الكبير الذي يفرضه صاحب البيت! إذن.. من الذي يعاني أزمة السكن؟ إنه أنا وأنت يا أخي أبناء هذا البلد فيظل الواحد منا ليالي وأيامًا يفتش عن مسكن يسكنه بايجار يتناسب ودخله المحدود. ولكن الحظ يأبى إلا أن يعرض عنا جانبًا.. فلا يستطيع أحدنا استئجار بيت إلا بثلاثمائة ريال (أو مائتين وخمسين على الأقل) وكذا بالنسبة للشقق في العمارات السامقة.

وحيثما نولي وجوهنا لا نجد سوى عملاق الجشع والاستغلال يقف شامخًا أنفه يباهي بميوله الاستعراضية ـ المادية ـ متحديًا إيانا في سلب مرتباتنا البسيطة وليت شعري لو أن ذلك يكفيه ولكن بوده لو أنه يعض علينا بالنواجذ ليمتص منا كمية الدم التي تسري في عروقنا([18]).

كيف نستفيد من تمور الشرقية..؟

جعفر سنبل

ما اجتمعت بفلاَّح أو مالكِ نخيل في المنطقة الشرقية إلا وشكا لي من رخص التمور في السنوات الأخيرة، ولقد كتب الناس الشيء الكثير عن التمور، وعن سبب إهمال الناس للنخيل، وكذلك كتبوا عن صناعة السكر، ولكني سأحاول – في هذه المقالة – أن أبين الفائدة التي يمكننا – بموجبها – تحسين حالة الفلاحين وملاكي النخيل وزيادة إنتاجيتهم ودعم ما أقوله بالأرقام.

في عام 1960 قامت إدارة التنمية العربية في أرامكو بدراسة إنتاج التمور في المنطقة الشرقية فتوصلت إلى أن منطقة الأحساء تنتج ما يقارب 32 ألف طن، والقطيف ما يقارب 11 ألف طن، وتؤكد لنا هذه الدراسة أن أنواع التمور في المملكة العربية السعودية تقارب المائة. وتختلف النسبة السكرية في كل منها، أما معدل النسبة السكرية في تمور المنطقة الشرقية فيتراوح ما بين 75 إلى 80 في المائة، والعشرين في المائة الباقية يمكن استعمالها علفًا للحيوانات، وأجود أنواع التمور هي الخلاص والرزير والخنيزي والغراء.

وحتى يدرك القارئ أهمية التمور للبلاد ينبغي أن نُشَخِّص السوق التمرية وعلاقتها بالسوق السكرية.

إن الوحدة التمرية المتداولة في المنطقة الشرقية هي القلَّة، وقلة الأحساء تزيد وزنا على قلَّة القطيف، أما قلة القطيف فتتكون من منين، والمن يساوي 36 رطلًا، فالقلة إذن تساوي 72 رطلًا بينما تبلغ قلة الأحساء 144 رطلًا، ومعدل ثمن القلة في القطيف يساوي خمسة ريالات ونصف؛ لذلك يبلغ ثمن رطل التمر قرشًا ونصف قرش، بينما يبلغ سعر رطل السكر سبعة قروش ونصف، فلو أنشأنا مصنعين للسكر واحدًا في القطيف وواحدًا في الهفوف لاستفدنا اقتصاديًّا، ولقد اخترت القطيف والهفوف لموقعهما الجغرافي الهام من الناحية الاقتصادية؛ ولأن هذين المصنعين سيشيدان قرب المادة الخام والطاقة المحركة. أضف إلى ذلك سهولة نقل إنتاجهما إلى المستهلك([19]).

الحاج أحمد المصطفى

أهنيك يا مولاي بالصوم والفطر

فأنت منار الخلق في السر والجهر

ويا مصدر الأحكام وارث جده

بكم يهتدي من كان في البر والبحر

ويا قدوة الإسلام أحييت أمة

وعلمتها، والعلم يدرك بالصبر

ففي كل قطر كان صيتك دائما

وحكمك حكم الله في النهي والأمر

إذا قيل للأخلاق أين محلها

فعنوانها قد سجلت لك في سفر

هنيئًا لشعب فيه أنت زعيمه

إلى الخير تدعوه وتأمر بالبِرِّ

فو الله فيك اليوم حفظ كياننا

إذا اشتدت البلوى كشفت عن الضر

ستبقى على مر العصور مخلدًا

لأنك في التاريخ تشرق كالبدر

أماجد إن الشعر يقصر باعه

فماذا يقول المادحون من الشعر؟

فذاتك أسمى أن أنادي بفضلها

هي الفرع من أجدادك الأنجم الزهر

لقد جاء في الذكر الحكيم مفصَّلاً

بما خصكم بالمدح من طيب الذكر

فيا بحر علم لا يجف معينه

وفي قعره أغلى من التبر والدر

فيا خلف الماضين تبقى مؤيَّدًا

فذكرك باق في الزمان إلى الحشر

قريضي أهديه إليك وإنه

شعوري، فخذه قد تمثل في شعري([20])

الراحل العظيم

عبد الغني السنان

نوحوا على المجد الخطير

وابكوه بالدمع الغزير

فلقد غدا شعب القطيـ

ـف على شفا جرف خطير

رن النعي به فأمـ

ـسى الكل في أمر عسير

أفهل صحيح مات ما

جد هاشم مأوى الفقير؟

علم تشيعه البلا

د بلهفة يوم المسير

نجم تشيعه القلو

بُ بلوعة الصادي الكسير

أواهِ، ليت الخط قد

شهدته يحمل في السرير!

لتشيع الروح التي

كانت منار المستنير

يا ماجد الآباء وا

لأجداد في كل العصور

طف بالبلاد وغذّها

من علمك الصافي النمير

هي ظلمة سوداء دا

جية على أفق الشعور

لا تمَّحي إلا بنو

ر من ضيائك مستطير

فاطلع على هذا الظلا

مِ كطلعة الصبح المنير

* * *

رباه هذا الشعب في

موج التقهقر والدثور

دب الخريف إلى زهو

ر العلم في الروض النضير

فتنارت درر الأما

ني ذابلات كالزهور

أين الوجوه المشرقا

تُ تشع دومًا كالبدور؟

قد حجبتها الحادثا

تُ وراء هاتيك الستور

صبرًا بني وطني فهـ

ـذي سنة الله القدير([21])

————-

[1]))السالنامه: فارسية مركبة من: سال، وتعني: سنة، ونامه وتعني: كتاب، والسالنامه تعني الكتاب السنوي الذي تدون فيه الدولة أهم الوقائع العلمية والإدارية والعسكرية. المعجم الذهبي، د. محمد التونجي، والمعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية، د. سهيل صابان، مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية السلسلة الثالثة (43)، 1421هـ، 2000م، ص: 131.

[2]))صحافة الأفراد، د. حمود بن عبد العزيز البدر، نشر مؤسسة المفردات، الرياض، الطبعة الأولى، 1429هـ 2008م، ص: 7.

([3])ظروف نشأة الصحافة في المملكة، فهد بن عبدالعزيز العسكر، (بحوث مؤتمر المملكة العربية السعودية في مائة عام)، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، ص: 18-19، وأوائل الأعداد من الصحف والمجلات السعودية، كتاب العربية،  الريادة (1)، محمد باجودة،  الرياض، 143، ص: 8.

([4])لصحافة في المملكة العربية السعودية، وزارة الإعلام، الرياض، الطبعة الأولى، 1413هـ/1993م، ص6-8.

([5])توفى العلامة الشيخ مهدي الخالصي في خراسان ليلة الاثنين 12 رمضان 1343هـ/1925م ، ودفن في غرفة قريبة من مرقد الإمام الرضا. انظر: أعيان الشيعة، جـ10/157. عدنان

( ([6]المصدر صورة لمقال في صحيفة عراقية زودني به ابن أخت المترجًم الأخ الصديق علي سلمان عبد الهادي آل حبيب، والمقال للأستاذ إبراهيم القيسي، و هو مقابلة أجراها مع سلمان .

( ([7]نفس المصدر .

(([8]  نفس المصدر .

([9])  أعلام العوامية في القطيف، سعيد الشيخ علي آل أبي المكارم، مطبعة النجف، النجف، 1381هـ، ق 2، جـ1/83.

([10]) ساحل الذهب الأسود، محمد سعيد المسلم، نشر دار مكتبة الحياة، بيروت، الطبعة الثانية، 1962م، ص: 269 .

([11])انظر: مقالة (القطيف)، زاوية: (القراء يكتبون)، العدد العاشر ، السنة الثانية، شهر شوال 1371هـ، ص: 35).

([12])العدد 14 ذي الحجة، 1374هـ، 19 آب أغسطس، 1955م، ص: 2.

([13])العدد 17 15 صفر، 1375هـ، 3 تشرين الأول، أكتوبر، 1955م، ص: 3.

([14])العدد 28 الجمعة 27 جمادى الثانية، 1375هـ، 10 فبراير  19556م، ص: 2.

([15])العدد الأول غرة، صفر، 1375هـ، 18 سبتمبر، 1955م، ص: 2.

[16] هذه الأعمدة مقامة على طريق في البحر يسمى المقطع، وهو عبارة عن مجاز ينحسر عنه الماء أثناء الجزر، فيعبر منه المشاة والدواب، بين جزيرة تاروت والقطيف، وهذا المجاز على حافة خور عميق والغرض منها تحديد مسار المجاز؛ لكيلا ينحرف المارة إلى الخور، وكانت مبنية من الجص والحجر، لكنها تهدمت بفعل الإهمال فاستعيض عنها بجذوع النخل، مع أنها موقوف على ترميمها بساتين في تاروت والقطيف.

([17])اليمامة، العدد191، الصادر بتاريخ 9/4/ 1379هـ، 11 أكنبر 1959 ص:3.

([18])اليمامة العدد 214 الصادر بتاريخ 16/9/1379هـ، 13/3/1960م،ص: 5..

([19])اليمامة، العدد 272 الصادر في15/11/1380هـ، 30/4/1961م، ص4..

([20])ذكرى السيد ماجد العوامي جمعها وألفها الخطيب السيد محمد حسن الشخص، المطبعة الحيدرية في النجف، 1369هـ 1950م، ص37.

([21])المصدر نفسه ص: 107..

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×