كندا] سجّاد آل جعفر.. حلم والدين اخترمه الموت في سانت كاثرين خرج إلى عمله يوم الجمعة.. وتلقّت أسرته الخبر يوم الأحد

القطيف، سانت كاثرين ـ هاتفياً: جمال أبو الرحي

“ما أقصر عمره”.. ما أقصر حلم والديه.. ما أقسى الألم في غربة.. هكذا هجم رباعي موجع دفعة واحدة على أسرة سعودية صغيرة، فقد شاب، فقد حلم، ألم، غربة، في مدينة سانت كاثرينز التابعة لمحافظة اونتاريو الكندية St.Catharines, Ontario.

صبيحة الأحد تلقّت الأسرة اتصالاً من أحد مستشفيات المدينة يُخبرها بأن ابنها “سجّاد” توفي في حادث مرور، يوم الجمعة..!

“الحمد لله”.. بنبرة الأب الفاقد المفجوع، كرّرها الوالد ميثم علي آل جعفر، في رسالة صوتية تلقّتها “صُبرة”. وقال “إنه اختبار من الله” في إشارة إلى مصيبته بفقد ابنه ذي الـ 21 عاماً، وهو يسرد قصة ما حدث يوم الجمعة الماضي، وما عرفته يوم الأحد..!

الطالب المنتج

صباح الجمعة؛ خرج الشاب سجاد إلى مقرّ عمله في بريد المدينة الكندية. الشاب اليافع يدرس الصيدلة، لكنّه أصرّ على استغلال وقت فراغه ليكون منتجاً. التحق بوظيفة جزئية في البريد. إذا كانت الدراسة الجامعية علماً؛ فإن العمل نافذة على حياة الشعوب وخبرة الناس والمجتمع.

وفي ذلك اليوم؛ انهارٌ حلم كبير بدأت الأسرة في بنائه منذ عام 2019. وقتها كان “سجاد” في الـ 15 من العمر؛ وقد سافر والداه إلى كندا، برفقته ورفقة شقيقه الأصغر “هادي” ذي الـ 10 سنوات وقتها.

اختار الوالدان أكبر مدينة في منطقة نياجرا، في كندا وسادس أكبر منطقة حضرية في أونتاريو، على بعد 19 كيلومترا (12 ميل) من الحدود الدولية مع الولايات المتحدة على طول نهر نياغارا. وهي المدخل الشمالي لقناة ويلاند. المدينة جميلة، بل ساحرة، وتُعرف بـ “مدينة الحدائق” بسبب وجود 1000 فدان) من الحدائق والمتنزهات والممرات.

بداية الحلم

بدأ بناء حلم الوالدين، في مدينة صفوى، حين قرر الوالد التقاعد من العمل في شركة الكهرباء السعودية، وقررت الوالدة التقاعد من التمريض. الحلم هو تركيز اهتمامهما على الابنين، والسفر معهما إلى كندا من أجل الدراسة. والده التحق بعمل قريب من عمله في وطنه، في الكهرباء. أما والدته فلم تكن شهادة التمريض التي حصلت عليها في المملكة مؤهلة لها لتلتحق بالتمريض. لذلك قرّرت دراسة التمريض من جديد في كندا.

أكمل “سجاد” الثانوية، والتحق بدراسة الصيدلة، فيما ما زال شقيقه طالب ثانوية. وبدا الأمر وكأن الأسرة الصغيرة تبني حلماً وردياً معاً، في مدينة جميلة وهادئة. أسرة تبني حلماً معاً، تنظيم حياة، عناية بالدراسة والعمل، انسجام مع الطبيعة والمجتمع الجديد.

ولم يعد

يذهب “سجاد” إلى الجامعة ليدرس، كما يذهب إلى مكتب البريد ليعمل. وصبيحة الجمعة الماضي؛ خرج “سجاد” ولم يعد، ليبدأ القلق في الأسرة الصغيرة التي بقيت على ذلك القلق حتى جاءها الخبر الصاعق.. “سجاد” في حادث مرور.. قبل ذلك بيومين..!

يا كوكباً ما كان أقصر عمره

وكذا تكون كواكب الأسحار

لله الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×