فيديو] زينب اللباد.. علاج الـ “سيكلسل” بالتشكيل بدأت بورقة كرتون.. ووجدت في الفعّاليات جوّاً للتعبير عن طاقتها
القطيف: فيء السنونة
من رحم المعاناة يولد الأمل، حكمة وجدت طريقها لتنطبق على حالة زينب محمد آل لباد، التي تحدت مرضها المتمثل في فقر الدم المنجلي “السكلسل”، وتظهر موهبتها الفنية التي كادت تندثر.
لمرضها قصة ولموهبتها قصة أخرى، أما عن بداية مرضها فقالت زينب “لم أكن أمارس حياتي بشكل طبيعي كباقي الناس الذين لا يعانون من هذا المرض، في طفولتي كنت أحب اللعب كثيراً والركض والسباحة في المسابح؛ ثم بعدها مباشرة أحتاج إلى الرعاية الطبية والتنويم في المستشفيات.”
أضافت زينب “أهلي ومن حولي؛ وبسبب خوفهم وحرصهم الشديد على صحتي كانوا يمنعونني من أي مجهود ويتعاملون معي بشكل مختلف عن باقي إخوتي وصديقاتي”.
الرسم في غرفة التنويم
بدأت معاناة زينب من المرض في سن مبكرة حيث كانت تحتاج إلى نقل دم شهرياً بسبب تكسره، وتبقى طريحة الفراش شهراً أو شهرين في قسم التنويم.
مضاعفات المرض كثيرة بالنسبة لزينب؛ حيث إنها أُدخلت العناية المركزة 4 مرات بسبب تكرر الالتهاب الرئوي ونقص الأوكسجين، وأُجريت لها عدة عمليات جراحية منها استئصال المرارة، وعملية استبدال مفصل الحوض بمفصل صناعي مما أدى إلى اختلاف طول الأطراف السفلية، والضغط على فقرات العمود الفقري والألم المزمن في الظهر والركبة.
في فعاليات يوم التأسيس في وسط العوامية
بدأت زينب باستخدام علاج “الهيدروكسي يوريا” في سن 14، وهذا قلل من عدد نوبات الألم المتكررة شهرياً، ثم أصبحت تمارس حياتها بشكل أفضل ومقارب لأي شخص طبيعي.
مرض زينب جعلها تتحدى مخاوفها بأنها لا تستطيع أن تظهر موهبتها الدفينة عالم الفن التشكيلي كباقي أفراد عائلتها حيث لم تمارس الفن مطلقاً خوفاً من عدم قدرتها بسبب مرضها؛ إلا أنها وبعد تخرجها من المرحلة الثانوية؛ أمسكت بكرتون ورقي ورسمت عليه “بورتريه” لنفسها بقلمها الرصاص ثم عرضته على أهلها لتتأكد من قدراتها؛ فتفاجأت بأن الجميع أُعجب بالبورتريه و دقته وإتقانه؛ ومن هنا كانت انطلاقتها الأولى.
بدأت زينب بالرسم بقلم الرصاص على كراسة وملأتها برسومات كثيرة، ثم أضاعتها، وأثَّر هذا الأمر فيها سلباً وأُحبطت وتوقفت عن الرسم رغم حبها له.
وبعد انقطاع 13 عاماً عن عالم الفن التشكيلي؛ ومع بداية جائحة كورونا 2020 وفي فترة الحجر الصحي بالتحديد؛ كانت انطلاقة زينب الثانية وعودتها للفن بشغف.
اهتمت بالفعاليات فخرجت من أجواء المرض
بدأت زينب خلال تلك الفترة بتطوير مهاراتها بالاشتراك في دورات تدريب لمختلف الفنون، وبالتواصل مع الفنانين والفنانات للاستفادة من خبراتهم، ثم انضمت كعضو في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وعضو في جماعة فن القطيف، وشاركت في معارض ومهرجانات وفعاليات وطنية مختلفة في القطيف، والدمام، والخبر، والظهران، والأحساء، كما شاركت أيضاً في ملتقى شرم الشيخ بمصر.
زينب ترى أن الفن أثر تأثيراً إيجابياً في وضعها الصحي، فبعد انغماسها فيه وحضورها الفعاليات لمدة سنتين متتاليتين؛ لم تكن بحاجة إلى الرعاية الطبية بأقسام التنويم؛ وهذا شيء غريب بالنسب لها، وبدأت تنظر إلى الحياة بمنظور وردي وأصبحت أبعد ما تكون عن القلق والاكتئاب المصاحب للمرض.
مهتمة برسومات البورتريه
الجدير بالذكر أن زينب تعمل ممرضة، واختارت هذا التخصص بسبب آلامها ومعاناتها من المرض، ووضعت مساعدة المرضى والوقوف بجانبهم للتخفيف من آلامهم هدفاً سامياً نصب عينيها.
شاهد الفيديو