فقد الجنبي خسارة للوطن

عبدالله حسين اليوسف

 

يقف الإنسان مذهولاً، خصوصا عندما يفقد صديقا وأخا وشخصا له أثر كبير وخطوات في نشر العلم والمعرفة، ووضع لك نقاطا لتسير عليها وجلست معه وتناولت معه كل ما يدور من تاريخ المنطقة، ولا يبخل عليك. ولقد نسقت معه واستضفته في أنشطة عدة وكأننا نعيش في كوكب واحد. نختلف في الاتجاه ونتقاطع في خطوط الطول والعرض وخصوصا عندما تكلم وكتب عن هجر الأحساء الحبيبة، كنت مستمعا وقارئا بعين فاحصة وكأني واقف على كنز ثمين أحاول أن أفتح الأقفال التي تبعدني عنه.

حاولت أن استفيد منه عندما كان يعمل في مستشفى الدمام المركزي، وبعد أن انتقل إلى القطيف المركزي فقدنا التواصل معه قليلا حتى اختفى عن ناظري وسمعي ولكن روحه تعيش في قلبي.

نحن من محبيه ومريديه وكنا نراقب ما يصدر عنه ويكتب عنه حتى عندما أصيب بالمرض الأخير له كنا نرسل إلى بعض لطلب الدعاء والشفاء له.

زيارته في بيته كانت صعبة الوصول ولم تتحقق، والآن انتقل إلى رحمة الله وكأنه حلم جميل، وإنسان مر على هذه الأرض ببسمة وروح الدعابة وقلب مفعم بالنشاط وكأنه يتحدى الإعاقة ويقول: لا تنظر إلى جسدي استمع واقرأ وحلل ما يصدر مني وعليك النقاش علميا وطرح أفكارك بين دفتي كتاب وقدمها للمجتمع وسوف يصمد العلم والمعرفة المبنية على يقين ومصادر معتبرة.

وأخيراً نقول خسارة أمثاله تعد صعبة علينا لكن أمر الله والموت لا مفر منه.

رحمه الله وحشره مع محمد وآل محمد.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×