من “دوم” أبو عريش إلى “خوص” القطيف.. ثقافات سعودية تتقاطع في “صنعتي” 320 أسرة تعرض منتجاتها و20 جهة حاضنة تحت سقف واحد

الظهران: أمل سعيد

تحت سقف واحد، تجتمع ثقافات سعودية وتتقاطع. من أقصى “أبو عريش” في جازان، إلى أقصى القطيف في الشرقية. المكان في الظهران، والعنوان معرض الأسر المنتجة “صنعتي 2018″، والفعّالية 5 أيام تُنظمها غرفة الشرقية، برعاية أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف الذي افتتحها هذا اليوم.

فكرة المشروع عمرها 4 سنوات، وهدفها إتاحة الفرصة للأسر المنتجة المشاركة بالمعرض للتواصل المباشر مع المستهلكين والجمعيات ورجال الأعمال من زوار المعرض، فضلاً عن تشجيع ثقافة ريادة الأعمال وتحفيز الأسرة السعودية بشكل عام على تأسيس الاستثمارات المنزلية.

لكنّ الفكرة تتخطّى عرض الأعمال المنزلية، وتحت سقف المعرض أكثر من 320 أسرة منتجة، تحت مظلة 20 جهة حاضنة من الجمعيات واللجان الخيرية والأهلية. تتخطّى شكل “الدكاكين” المرتّبة في المعرض، لتتّسع إلى احتضان ثقافات المجتمعات السعودية المتنوعة: الريفية والبحرية والصحراوية والجبلية والمدنية، لتظهر المملكة العربية السعودية في صورة وطن واحد متعدد الثقافات.

خُوص ودُوم

في واحدة من “كبائن” المعرض؛ جلس منصور آل مدن عارضاً خوصيّاته القطيفية. وآل مدن هو واحد اثنين من الإخوة المعروفين في القطيف باهتماماتهم بالخوص ومسفوفاته الريفية. ولديه في نخل “المعقورة” الجارودي مكان يكاد يكون أكاديمية لتدريب الأجيال الجديدة على سف الخوص. وفي المعرض أوجد مكاناً لمسفوفاته.

وعلى مسافة أمتار؛ جلست فوزية حبيب لتعرض مسفوفات من ثقافة أخرى. مسفوفات نبات “الدُّوم”. تعيش السيدة فوزية في الشرقية، وتجلب خام عملها من مسقط رأس في “أبو عريش”، وتسفُّها، وتعدّ منها أواني تُشبه الخوصيات، وتشارك في الفعاليات التراثية.

فن قصيمي

وفي وسط المعرض؛ كان فتاة تلتقط صوراً للوحات تشكيلية. الفتاة ترسم، لكنّها لم تكن تصوّر لوحاتها، بل لوحات والدتها التشكيلية فاطمة الفرحان.. ذات الأصول القصيمية. رسّامة تحمل طيبة سكان رياض الخبراء، وبمودّة؛ شرحت لـ “صُبرة” موضوع اهتمامها بالتشكيل، كهوايةٍ قديمة، وذكرت أنها تدربت، في 2009، على يد التشكيلية حميدة السنان.

عطر صفواني

وفي الممرّ الشرقي؛ جلست السيدة سميرة قرين بعطوراتها التي تخلطها بنفسها. جاءت السيدة قرين من صفوى إلى الظهران، بمعية ابنها حسن حبيب وزوجته جنان سعيد وطفلهما. بدا الأربعة أسرة منتجةً لها اهتمام خاص. السيدة لديها هواية قديمة في خلط العطور، ووضع لمساتها عليها، وبيعها على زبائن لديهم شغف بهذه النوعية من العطور.

رسّامة شابة

تمتدّ العروض، وتجلس الشابّة سحر آل مستنير لترسم بالحرق على الخشب ارتجالاً حسب الطلب. وتبيع سيدة أُخرى أنواعاً خاصة من القهوة، أو العسل، أو خلطات البهار الخاصة. تتنوّع الأصناف والأنواع والوجوه والمنتجات في ذلك المكان المتّسع لكل الناس.

نزيلات السجون

حتى نزيلات السجون لهنّ مكانٌ في المعرض.. إنهنّ نساء لهنّ وضع خاص، وعلى الرغم من إقامتهنّ في إصلاحية؛ احترم المجتمع مهاراتهنّ، وأتاحت إدارة سجون المنطقة الشرقية لأعمالهنّ أن ترى النور، وتُعرض على الناس. وهي أشغال يدوية بارعة.

سقف واحد

تحت سقف “صنعتي 2018″؛ حياة تعبّر عن الناس، وعن الأسر، وعن أفكار المجتمع المنتج. قد تبدو الفكرة اقتصادية بشكل عام، لكنها ثقافية جداً، وتجتمع فيها أنماط الحياة والطموحات الصغيرة التي سوف يكبر كثيرٌ منها، لتتحوّل كثيرٌ من الأسر إلى خطوط إنتاج مشاركة في السوق المحلي.

اقرأ أيضاً

أمير الشرقية يدشن النسخة الرابعة من “صنعتي 2018”.. ويكرم الرعاة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×