عدسة فيصل هجول ترصد فراشات القطيف في مشروع بيئي جديد في السعودية أكثر من 150 نوعاً محلياً

القطيف: صُبرة

تعد الفراشات من أجمل الحشرات الطائرة وأكثرها رقة وهدوءا وسلاما ويكمن سحرها في جمال أجنحتها الرقيقة ذات الألوان المتعددة والجميلة المرسومة بأشكال هندسية بديعة وتغطي أجنحتها حراشف دقيقة مسطحة متداخلة فيما بينها.

وقد سكنت بيئة القطيف عدة أنواع من الفراشات منها التي اعتاد الناس على مشاهدتها بين الأشجار والأزهار واعتاد الناس مشاهدة أناقتها ورشاقتها تختال مستعرضة زهو ألوانها واشكال نقوشها الفريدة، بألوانها الساحرة كأنها معرض طائر متنقل يستعرض لوحات صغيرة تتنقل بين الحقول بخفة ورشاقة، ومنها ما يمثل تهديدا حقيقيا للنباتات والمحاصيل الزراعية التي تؤثر على الاقتصاد المحلي الزراعي بالنظر إلى عدد اليرقات التى تتركها ما لم تكافح.

وفي هذا الصدد يقول الباحث القطيفي فيصل هجول، عن تجربته التي بدأها منذ عام، لاستكشاف وحصر الأنواع الموجودة في محافظة القطيف إن عددها وصل إلى سبعة عشر نوعاً حيث تمكنت من تصوير أغلبها تصويراً مقرباً، وبالتأكيد ليس كل الانواع أعطتني نفس الفرصة للخروج بصورة جيدة حيث أن بعضها لم أتمكن من مشاهدته إلا مرة واحدة وبالتالي كان تصويرها توثيقاً بعدسة (الجوال) والبعض الآخر لم أتمكن من تصويره وأكتفيت بمشاهدته فقط.

ويضيف لابد أولا من التعريف بها والتفريق بينها وبين العث وهي الرتيبة الأخرى المشابهة لها مروراً بدورة حياتها واستعراض طريقة تكاثرها ثم المرور باليرقات والتحول إلى العذراء قبل أن تكون حشرة كاملة.

ويوضح، “العث وأبو الدقيق رُتيبتان تحت رتبة حرشفيات الأجنحة ويُعبّر عنهُما بالفراش، مختلفي الأحجام بعضهم لا يغطي حجمه أظفر الأصبع الصغير من اليد، والبعض يتجاوز حجمه كف اليد، وهي حشرات سداسية الأرجل تنقسم أجسامها إلى ثلاث مناطق (منطقة الرأس – منطقة الصدر – منطقة البطن)، وقد لا يتمكن البعض من التفريق بين العث وأبو الدقيق”.

ويشير “يختلف الشكل الظاهري لبطن الجناح عن الشكل الظاهري لظهر الجناح في بعض الأنواع للفراشات والخاصة بفراشة الليمون، وللتمييز بين بعض الأنواع يظهر من خلال الظهر والبطن للأجنحة”، أما عن دورة الحياة للعث والفراش فتبدأ من عملية التكاثر، وقد تضطر بعض الأنواع في حالات نادرة إلى التزاوج مع نوع آخر..!! حيث يتزاوج نوع من القزم الأزرق مع فراشة الحشائش الداكنة، وقد يعود هذا لسبب قلة نوع من الأناث أو الذكور فتلجأ إلى ذكور أو إناث من نوع آخر.

ويضيف: “بعد عملية التزاوج تضع الإناث بيضها وباشكال تختلف من نوع لآخر، على أوراق الشجر أو في تشققات جذوع الأشجار، ثم تفقس لتظهر اليرقات، وتختلف في الشكل بطبيعة النوع ويفضل كل نوع عوائل محددة من النباتات التي يبدأ حياته بالغذاء عليها، وفي هذة المرحلة يكون التهديد الحقيقي للنباتات والمحاصيل الزراعية التي تؤثر على الاقتصاد بالنظر إلى عدد اليرقات ما لم تكافح، إذ تعتبر اليرقات نهمة وتقضي معظم دورة حياتها كيرقة في الغذاء، قبل أن تنهي تلك المرحلة من خلال بدء الشرنقة، لتكون المرحلة الثانية من دورة الحياة وهي (مرحلة العذراء).

ويكمل الباحث القطيفي فيصل هجول، كما هو الحال في اختلاف شكل البيض واليرقات، فإن الحال كذلك في شكل ولون وحجم العذراء، وكذلك الإختلاف في أن تكون حريرية أو كيسية وكذلك يكون البعض منها معلقاً على النباتات وبعضها يكون على الأرض، ثم تسكن لبضعة أيام على هذا الحال قبل أن تخرج الحشرة الكاملة، ومع بدء خروج الحشرة الكاملة من الشرنقة، تبدأ الحشرة بالتشبث في بيت الشرنقة قبل أن تقوى عضلاتها وأجنحتها لتتمكن من الطيران، باحثة عن شريك لتستمر دورة الحياة.

ويوضح، بالحديث عن أنواع الفراشات Butterflies المتواجدة في السعودية بين مهاجر ومقيم، فإن أقدم مصدر تناول هذا الموضوع وتحدث فيه باسهاب هو العالم الدنماركي توربن لارسن والذي أهتم بدراسة الفراشات في الجزيرة العربية على مدار سبع سنوات في خمس زيارات طويلة ممتدة قبل أن يصدر كتابه: Butterflies of saudi arabia and its neighbours.

ويشير هجول، إن “لارسن” تحدث في هذا الكتاب الذي يعتبر مرجعاً مهماً عن أكثر من 140 نوعاً من الفراشات في الجزيرة العربية، وجدير بالذكر أن الكتاب صدر عام 1983م. ولا شك في أن القائمة التي تحدث عنها لارسن قد تغيرت اليوم، إما بتواجد أنوع جديدة، أو بإنعدام أنواع أخرى وذلك بالنظر إلى عامل الزمن والفترة الطويلة منذ إصدار الكتاب، ففي الأربعين عاماً لابد وأن الموائل قد حصل عليها تأثير إما إيجابي أو سلبي وعوامل أخرى كثيرة كانت سبباً في ظهور أنواع جديدة أو أختفائها من القائمة. وعلى سبيل الذكر فإن قائمتنا لفراشات القطيف في هذا المحتوى تضم نوعين غير مذكورين في قائمة لارسن، وفي الوقت نفسه فإن آخر الإحصائيات لفراشات السعودية وصلت إلى أكثر من 150 نوعاً.

أما عن العوائل التي تضم هذة الأنواع فهي تعود إلى 5 عوائل وهي كالتالي:

1- عائلة خطافية الذيل PAPILIONIDAE:

تتميز أفراد هذة العائلة بحجمها الكبيرة وهي التي تضم أكبر فراشة في العالم، كما تتميز بوجود ما يشبه الذيل في أجنحتها في أغلب الأنواع، وفي قائمتنا رصدنا نوع وحيد فقط.

2 -عائلة الكرنبيات PIERIDAE:

أفرادها متوسطي الحجم الوانها غالباً بين الأبيض و الأصفر والبرتقالي، وفي قائمتنا رصدنا سبعة أنواع.

3- عائلة النحاسية أو (الزرقاء) LYCAENIDAE:

تُعرف كذلك بالفراشات الزرقاء، أفرادها صغيرة الحجم ناعمة وحساسة وهي ثاني عائلة من حيث عدد الأنواع في العالم حيث تضم أكثر من 6000 نوع، وفي قائمتنا رصدنا أربعة أنواع.

4- عائلة الحورائيات NYMPHALIDAE:

أفرادها متوسطة الحجم إلى كبيرة، أبرز ما يميزها أن الزوجين الأماميين من الأرجل صغيرة جداً وغير مجدية للمشي لذلك نرى أنها تقف على أربعة أرجل فقط، وفي قائمتنا رصدنا أربعة أنواع.

5- -عائلة الرُبّان HESPERIIDAE:

وتتميز هذة العائلة بشكل أجنحتها المختلف عن جميع العوائل الأخرى، كما أن أفرادها يمتلكون سرعة عالية في الطيران تصل إلى 30 كم في الساعة ومرونة عالية، وفي قائمتنا رصدنا نوع وحيد فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×