فقدُ عالم التاريخ

عبدالله حسين اليوسف

نقرأ في كتاب الدكتور “محمد موسی القريني من عبق الذكريات” للمؤلف سلمان بن حسين الحجي

 الطبعة الأولى 2022/1443

جاء في التعريف بالشخصية: هو د/محمد بن موسى بن حسن بن عيسى بن حسين بن أحمد القريني، من مواليد فريج الرفعة الشمالية عام 1374هـ الموافق 1955م.

له إسهامات مشهودة ومشاركات محكمة حول التاريخ والأرشيف العثماني، الأمر الذي يعطي الباحثين ما يحتاجونه من معلومات تستكمل بها بحوثهم التاريخية عن المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أنَّ عنوان هذا الكتاب الوثائقي (الدكتور محمد موسى القريني.. من عبق الذكريات) يلمح إلى ما رشح من الدكتور من ذكريات لاتزال عالقة بذهنه، وبما توافق المقام وتفيد القارئ.

يقف المرء عاجزا ماذا يسطر من كلمات الحب والولاء لقامة علمية وفكرية، ومحقق له من العطاء الكثير الذي يعجز مثلي أن يسجل لحظات من بريق ومعين فكره.

رجل يمشي ويتكئ على عصا، شيبة وقور، لباسه وحديثه الذي يأسر القلوب وتشرئب له الأعناق لعذوبة منطقه وأسلوبه الذي يمثل الأحساء العريقة وحياته المتواضعة من يراها يقول: كيف لنا أن نفتح قلب وعقل هذا الشيخ؟

حين تجلس معه كأنه يعرفك من سنين وله بصمة وكأنه يوافقك في أحلامك وآرائك ومخيلاتك وما تكتب من بحث ومعلومة تراه يسطر ويخط لك الطريق.

وبعد عدة لقاءات معه أهدى إلينا بعض كتبه وتصفحنا تلك الكتب

ووجدنا كيف كانت معاناته في البحث عن المعلومة في طيات التاريخ وبين الأوراق وقصاصاتها. يحاول أن يسجل كل ما يراه بين السطور، والتاريخ يناديه دائما وكأنه يقول ماذا تبحث في الأمور التي تراكم عليها الغبار حيث لم يجدها الآخرون، ومنهم من يقول دعك من التاريخ، ولكن البحث عن المعلومة وقدرته على فتح أقفال صناديق التاريخ بحنكة ودراية وكأنه يقلب التاريخ ويتصفحه.

وذات يوم وقف على كنز ثمين في مكان ما وحاول جلب المعلومة التي صعب على الجميع إيجادها وعرضها للقاصي والداني وأثنوا عليه واستعان به الكثير في البحوث الجامعية والندوات الاجتماعية وقدم الكثير من الأطروحات التاريخية ولكن لكل شيء نهاية، والتاريخ يقف لهذا الحد، ويقول سأقفل ملفك بعد جهدك وبحثك لأضعك رمزاً للتاريخ لعل الأخرين يتصفحون تاريخك وكتبك!

 علينا الرجوع لكتب هذا العالم، للجذور التي زرعها في المجتمع لتكون عبرة لحاضرنا ومجتمعنا فمن الأحداث السابقة تتضح الأحداث القادمة عبر الأزمان.

وبعد هذا الاستعراض في شريط الذاكرة، علينا أن ندرك معنى فقد العالم والمفكر وكيف هو خسارة للوطن والمجتمع  وخصوصا الأحساء الحبيبة التي عاش  فيها روحا ومعنى وقلبا وقالبا.

رحمه الله وحشره مع محمد وآل محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×