الذكاء الاصطناعي يُعيد الموتى “توكنولوجيا الحزن” خبراء: ظهور مثل هذه المنصات قد يؤدي إلى تغيير التفاعل مع الفقدان والموت

متابعة: صُبرة، ووسائل اعلام

طور الخبراء تكنولوجيا جديدة تسخر قوة الذكاء الاصطناعي لإعادة الموتى بشكل افتراضي، حيث تقدم عدد من الشركات الناشئة، هذه التقنيات التي يطلق عليها اسم “تكنولوجيا الحزن” أو “استحضار الأرواح الرقمية”، وهى خدمات تعد بالحفاظ على ذكريات الأحباب المفقودين حية إلى الأبد.

 ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، تتمكن التكنولوجيا من تحويل نسخة للميت ثلاثية الأبعاد، ويتم ذلك باستخدام جميع اتصالاته السابقة عبر الإنترنت وملفاته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.

 كما أنه من خلال التعلم من لقطات الفيديو والصور الفوتوغرافية والمواد الأخرى مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة إنشاء نسخة من الفرد تبدو أو تتحدث أو تتفاعل مثل الشخص الحقيقي.

روبوتات الدردشة

ويتراوح نطاق تقنيات الحزن من روبوتات الدردشة البسيطة إلى الصور الرمزية المتطورة التي تحاكي شكل وصوت المتوفى، وكشفت إحدى الشركات الكورية الجنوبية، “بعد وفاة والديك، يمكنك مقابلتهم في السحابة من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، للتخفيف من آلام وفاة أحبائك”، مضيفة “عش في السحابة من خلال الذكاء الاصطناعي، عش في قلوب أحبائك.”

 ويقول أولئك الذين استفادوا من هذه الخدمات الجديدة إنها توفر وسيلة قيمة للحفاظ على الذكريات وتفاصيل الحياة ونقلها والتي كانت ستُنسى لولا ذلك.

 يتم تشفير جميع البيانات وحفظها بشكل آمن على السحابة، مع تعيين قريب أو صديق كـ “وصي” للوصول إليها عند وفاة الشخص، ومن المقرر إطلاق التطبيق في الربيع المقبل.

ويجادل المؤيدون بأن حلول “تقنية الحزن” هذه تساعد عائلة وأصدقاء المتوفين في التعامل مع الخسارة، وتوفر ما يشبه التواصل مع أولئك الذين رحلوا.

عواقب أخلاقية

ومع ذلك، يُعرب النقاد عن مخاوفهم بشأن العواقب الأخلاقية المحتملة والتأثير النفسي لهذه التكنولوجيا، إذ إن الصور الرمزية شديدة الواقعية قد تطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والمحاكاة؛ ما قد يعيق المسار الطبيعي للحداد والقبول.

وتساءلت سوزي تورنر جونز، من مؤسسة Grief Encounter الخيرية، ما إذا كانت الصور التي يولدها الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى إطالة أمد اليأس بدلًا من توفير الراحة الحقيقية، وربما تعقيد عملية الحزن من خلال إعادة إيجاد المتوفَّى بطريقة حية، ولكن مصطنعة.

وسلطت عالمة النفس ماري فرانسيس الضوء على مخاطر تعزيز الارتباط بالمتوفَّى من خلال هذه المظاهر التكنولوجية، وشددت على التمييز بين الصور الثابتة للماضي والصور المجسمة التفاعلية التي تحاكي تفاعلات الحاضر؛ ما قد يعيق التقدم الصحي لفترة الحداد.

صور رمزية

وأضاف التقرير أن ظهور مثل هذه المنصات، التي تقدم خدمات تمكّن المستخدمين من إنشاء صور رمزية رقمية لقصة الحياة بناءً على الذكريات المسجلة، قد يؤدي إلى تغيير التفاعل مع الفقدان والموت، ففي حين يجد البعض العزاء في إعادة التواصل مع أحبائهم الذين رحلوا، لا تزال هناك أسئلة حول التأثير النفسي طويل المدى والطبيعة التي قد تسبب الإدمان على هذه الخدمات.

وبينما يتصارع المجتمع مع التقاطع بين التكنولوجيا والشعور بالفقدان، تبقى الاعتبارات الأخلاقية والتأثيرات النفسية لـ “تقنية الحزن” موضوعًا للتدقيق والنقاش المكثف، كما يبقى التوازن بين الحفاظ على الذكريات العزيزة وإعاقة عملية الشفاء نقطة محورية في هذا الخطاب المستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×