شاهد] مجلة القافلة.. دخلت العقد الثامن ولم تعرف التجاعيد فؤاد الذرمان: قراؤها الرقميون 80% ولكنها بُنيت على الورق وسوف تستمر على الورق

شاهد

الدمام: صُبرة

في سبتمبر الماضي؛ “أقفلت” مجلة “القافلة” عقدها السابع ودخلت عقدها الثامن. المجلة الثقافية العربية الآتية من شركة نفط، ما زالت محتفظة بالشباب المتجدد الذي لا يعرف التجاعيد، ولا تظهر عليه علامات الشيخوخة، لا في الرؤية، ولا في الكلمة، ولا في الشكل البصري.

فوق ذلك؛ ما زالت مصرّة على أن تصدر ورقاً قويّاً ملوّناً، ومُخرجةً على آخر “مستجدات” الإخراج الصحافي، والطباعة الفاخرة، واضعة القاريء العربي في كل مكان نُصب انتباهها المتجدد، بتجدد أعدادها التي تصدر كلّ شهرين، منذ 2003م، بعد أن كانت تصدر كل شهر لخمسين سنة سبقت 2003م.

ومساء البارحة؛ كانت مجلة القافلة محور الندوة التي استضافتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وشارك فيها 4 من أقرب المتعاملين معها على مدىً يصل بعضهم فيه إلى 5 عقود على الأقل.

أقدمهم خليل الفزيع رئيس تحرير صحيفة “اليوم” الذي عرف “القافلة” قبل أن يدخل عالم الصحافة ربما. وثانيهم؛ محمد الدميني الشاعر الذي ترأس تحرير المجلة لسنوات. وثالثهم التشكيلي العربي كميل حوّا الذي أدار إنتاج المجلة من شركة المحترَف السعودي لعشرين سنة. 

أما رابعهم هو المهندس فؤاد الذرمان الذي عمل فيها قبل تطويرها وترأس قسم النشر العربي في أرامكو السعودية، وأسهم بدور أساسي في مشروع التطوير الذي انطلق عام 2003، وتابع صدورها، وهو الآن رئيس الهيئة الاستشارية على المجلة التي تُعد وتُنتج عبر شركة روناء للإصدار المتخصص.

فؤاد الذرمان

ومساء البارحة؛ تولّى الذرمان زمان الحديث ليسرد عن المجلة وهي على أبواب عقدها الثامن، وفي معرض تقديمه قال إن “النشر الورقي لن يموت ولن يتوقف، ولم يتوفَّ كما قال البعض”، مشيراً إلى أن “مجلة القافلة نشأت على الوسيلة الورقية، واليوم بدأت تتراجع قليلاً، ومنذ العام 2020 وتحديداً بسبب كورونا، تراجعت العديد من الصحف والمجلات الورقية وتفوقت المواقع الرقمية، ولكن الورقي مازال حاضراً وبشكل كبير، وأمامه عدة سنوات، لذلك لا يسعنا القول إنه توفي”.

وأضاف الذرمان “جميعنا نعرف مجلة القافلة وبدايتها، وتاريخها، فهي مجلة ثقافية متنوعة أدبية علمية تصدر عن أرامكو، وتحتفل القافلة بـ 70 عاماً على صدورها، وأود أن أركز على سياقات نشاط القافلة، فالقافلة كانت فكرة كبيرة في وقتها، لم تكن هناك مطبوعات في المنطقة الشرقية آنذاك، فقد سبقتها بعض المجلات قبلها في مناطق أخرى مثل مكة والمدينة، ولكن القافلة أصبحت علامة فارقة”.

وأضاف الذرمان “في هذه الفترة وتحديداً بعد الحرب العالمية الثانية، كان إنتاج البترول في المملكة محدوداً، وفي عام 1946م كان دخل المملكة 13 مليون دولار فقط، والدخل هو الذي تقام على أساسه الميزانية، واليوم ولله الحمد ميزانية المملكة تريليون ريال”.

وعن بداية نشأة “القافلة” أوضح الذرمان “اقترح 3 مترجمين كانوا يعملون في أرامكو فكرة إنشاء مجلة القافلة على الإدارة الأمريكية التي كانت تدير الشركة حينها، لتتولى المجلة المساعدة في محو الأمية”.

وأضاف الذرمان “إذا نظرنا إلى القافلة تحديداً، نرى أن 20% من قرائها من النسخة الورقية، و 80% من النسخة الرقمية، علماً بأن إمكانيات القافلة الرقمية متواضعة، لكنها تعيش في بيت بني على أساس ورقي وليس على أساس رقمي”.

محمد الدميني

أما رئيس تحرير المجلة السابق الشاعر محمد الدميني فقال “من أكثر الأشياء التي ميزت مجلة القافلة هي التحقيقات المصورة، وعالم النفط، لأننا لم نكن نعرف شيئاً عن النفط، والمجلة كانت تحتوي على استطلاعات، وتتحدث عن راس تنورة والمشاريع البترولية، فأصبح هناك نوع من الثقافة البترولية تتكون لدى الجيل الذي عاصر هذه الفترة”.

وأضاف الدميني “تختلف القافلة عن نظيراتها من المجلات الأخرى، في أنها مجلة منوعة، أما المجلات الأخرى أغلبها أدبية وثقافية فقط بمعنى أنها متخصصة في مجال واحد”.

كميل حوّا

من جهة أخرى قال الفنان اللبناني رئيس شركة المحترف السعودي سابقاً كميل حوا “تولينا إصدار مجلة القافلة طوال 20 سنة، ومن واقع خبرتي في العمل، لم أرى في العالم كله شعب يعبر عن امتنانه لمجلة ما، مثل ما يكنه الشعب السعودي من مشاعر تجاه القافلة، حيث كانت القافلة موجهة لجميع الفئات، لأصحاب التعليم المتوسط والمثقفين وغيرهم، وكل منهم إذا قرأ القافلة يجد استفادة كبيرة منها”.

وأضاف حوا “عندما تولينا إصدار المجلة، حافظنا على هذا النهج المتنوع، ولكن عملنا على مجلة متراصة مبنية بناء محكم، وكان هناك أبواب ذات شخصية خاصة مثل “ابتكار ومبتكر”، و “نطلب علما” و “حياتنا اليوم”.

وتابع حوا “نعتز بعملنا في المجلة، حيث لم يؤخد علينا أي ملاحظات طوال 20 عاماً من عملنا، كما أن القافلة كان لها دور كبير في اكتشاف الكثير من المواهب الشابة في مجال التصوير”.

فيما شارك الشاعر والأديب عدنان العوامي في إحدى المداخلات قائلاً “للأسف كتبت مرة واحدة في القافلة عبر ديوان الأمس واليوم”.

محمد طحلاوي

ومن موقع الجمهور تحدث رئيس تحرير المجلة سابقاً محمد الطحلاوي مشيراً إلى ما ذكره كميل حوا بشأن احترام الشعب السعودي لمجلة القافلة قائلاً “في أحد الأيام كنت مدعواً إلى أمسية شعرية للشاعر السفير حسن القرشي، وبعدما انتهت الأمسية وعندما تم تعريفي إلى القرشي وجدته يصافحني بحرارة ويقول أهلاً بأستاذنا محمد طحلاوي، فقلت له كيف أكون أنا أستاذ لشخص علم مثلك، فقال كل من يعمل في القافلة هو أستاذ لنا، لأن القافلة صنعت وعينا الثقافي”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×