كتاب] آل رضي و “نادي النور”.. جهد فردي كبير وملاحظات عابرة

يوسف آل بريه

لعلّ من أصعب الأمور التدوينية تلك التي تتناول فترة زمنية بعيدة، فبعدُ المسافة كفيلٌ بضياع الكثير من التدوينات، كما أنها كفيلة أيضًا بالنسيان، واختلاف الآراء، غير أنّ هذا العائق لو وضعناه أمامنا كعقبة فسوف تتلاشى كلّ الشواهد الممكنة، وتنسى، ولعلّ ما قام به الإعلامي الأستاذ أنور آل رضي من تدوين لنادي النور بسنابس هو عمل جبّار، فمثل هذا الجهد لا ينهض إلا بجهود متضافرة، غير أنه تحمّل أعباءه لعدّة سنوات بمفرده، متتبعًا، وفاحصًا، وسائلاً، وموثّقًا ؛ ليخرج لنا ما وصل إليه جهده بالكيفية التي ارتآها، وما ذاك إلا لحبّه لبلدته ( سنابس ) وناديه الغالي على قلبه (النور) في كتاب حمل عنوان:

نادي النور بسنابس

الذكرى الخمسون على التأسيس والحقبة التي سبقتها

كنت وأنا اتصفح المجلد الأول والذي بلغ أربع مئة وأربع عشرة صفحة (414) أبحر معه بعيدًا وهو يبثّ كلّ ذاك الحنين ، وكل ذاك الجمال في طيّات هذا المجلد الرائع.

كتابٌ يجعلك تعيش معه أجمل الذكريات وأعذبها، ويشدّك إلى الإبحار معه، فتشعر أحيانًا بالزهو والإعجاب لهذا الكيان ، وأحيانًا تصاب بالحسرة ، وأحيانًا بالدهشة.

بقراءتي للمجلد الأول أستطيع أن أبدي انطباعًا أولياً، فأقول بأن ما عمله الإعلامي أنور آل رضي وبذله يعدّ عملاً كبيرًا ومرهقًا يستحق الإشادة والثناء، فهو بهذا العمل حفظ لنادي النور تاريخه من الضياع حسب إمكاناته وجهوده، والكتاب مقسّم إلى أبواب ساعدت على لملمة الشتات،وهي كالتالي:

* الباب الأول ، وأفرده حول سنابس وموقعها، وما تشتهر به، مع ذكر بعض الأماكن المشهورة بها وبعض شخصياتها.

* الباب الثاني، وتناول فيه إشراقة الكرة الرمادية في سنابس والإنطلاقة الأولى بسمّى (سعد الجزيرة) و (هلال الجزيرة) ذاكرًا أبرز النجوم، وصولاً إلى تسميته بنادي النور.

* الباب الثالث، وتناول فيه الإدارات المتعاقبة على رئاسة نادي النور، التي بلغت سبع عشرة إدارة، مع تفصيل دقيق لكل إدارة ومنسوبيها.

* الباب الرابع، وسلط الضوء فيه على مقر وملاعب وصالات نادي النور في مسيرته.

* الباب الخامس، وعقده لإنجازات النادي التي توّجها طوال مسيرته.

* الباب السادس، وأسماه إضاءات وفيه ركّز على بعض الشخوص التي كان لها الأثر الكبي. في النادي.

* الباب السابع، وأطلق عليه منجم الذهب ، وفيه تناول اللاعبين الذين كانوا فاعلين والأنظار ترقبهم ، وخصوصًا الذين تمّ انتقالهم إلى نواد أخرى ؛ مما يدل على ألمعية نادي النور وبروز لاعبيه .

* الباب الثامن، وكان ختام مجلده وفيه تحدث عن النشاطين ( الثقافي والاجتماعي ) بالنادي .

والجميل في هذا الكتاب وأبوابه أنه كلما فتح بابًا عبّأه بالصور كوثيقة وشاهد ، وبذا فالكتاب حديقة غنّاء بما حوته من صور وثائقية، أرشفت لنادي النور خلال سنوانه الخمسين وأكثر.

أمّا ملاحظاتي فهي لا تذكر أمام هذا العمل الكبير ، ومما لاحظته:

١) عدم توسّعه في ذكر سنابس التي بها نادي النور، فلو أفرد لها حديثًا مطوّلاً يشمل التسمية والعمق التاريخي لكان أفضل.
٢) الأخطاء النحوية والإملائية في بعض التعليقات.
٣) تداخل بعض الأمور في بعض الأقسام ، وهذا لكون القائم بالعمل فرد واحد ، مما قد تفوته بعض الأمور ، أو تتداخل لديه .
٤) عدم الاهتمام بتنقية الصور ، لاظهارها بالشكل اللائق .
٥) اخراج الكتاب وتنسيقه لم يكن جيّدًا في نظري؛ وهذا عائد لفردية العمل وتراكماته

وأخيرًا أعود مؤكّدًا بأن الكتاب منجز كبير يستحق الوقوف، وها أنا أدعو من يهمه الأمر للاحتفاء بهذا المنجز وصاحبه ، وحريّ بنادي النور إقامة توقيع رسمي للكتاب، وهذا أقل ما يستحقه.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×