ابدئي بك.. ثم به…!
د. أمل آل إبراهيم*
لأنكِ أنت، ولأنه هو؛ فإن كينونته لن تنجح؛ إلا إذا نجحت كينونتك أنت. إنه طفلك، الكائن الذي نبتَ فيك، ليأتي إلى هذه الحياة من خلالك. وهذا ما أهّلك لدور إنتاج الحياة وبنائها. وهو ـ حتماً ـ الذي يفرض عليك أن تبدئي بك أولاً، ثم به ثانياً.
الأم هي الأساس، هي ملاك جاء من السماء إلى الأرض، استعارت جسد الإنسان وحملت الصفات العُليا في الحب بلا شروط، ومشاعر بلا مقابل، وتضحيات بلا انتظار ثمن.
شخصياً؛ يشغلني هذا الهاجس إلى حد استخدامه في تنظيم فعالية بصيغة “ابدئي بنفسك ثم بطفلك”. وفي اعتقادي كان العنوان مقصوداً كرسالة مفتوحة، قبل أن يكون رسالة خاصة بصحة الفم والأسنان.. ابدئي بنفسك هذبي.. سلوكك ثم ربي ابنك.
المرأة قبل أن تعتني بأسنان وليدها؛ عليها أن تتعلم وتتعود أن تهتم بأسنانها.. إنها قدوة. وكما يتهيأ الجسم لاستقبال الجنين عليها أن تهيئ نفسها للأمومة من كافة النواحي النفسية و الجسدية.
أقول لكل أم: تعلمي كيف تعتنين بأسنانك لمصلحتك أولًا، ومن أجل تنعمي بحمل هادئ بلا منغصات. ثم من أجل أن تكوني قدوة لوليدك ثانياً.
وأقول لها ثالثًا: تذكري أن فماً سليماً يعني أن لدينا طفلاً يتمتع بالصحة.
إنها رسالة..
إلى كل أنثى،
إلى كل فتاة تخطو نحو عش الزوجية،
إلى كل حامل،
إلى من تنوي الحمل،
إلى كل من لديها أم أو أخت أو عمة في سن حمل وتريد مشاركتها الرسالة الواضحة المفيدة.
إلى كل زوج يريد أن يتعرف إلى التغيرات التي تحدث في فم زوجته في فترة الحمل، والكثير من المعلومات التي سنتحدث عنها في سلسلة من المقالات.
فالحمل مرحلة مهمة من حياة المرأة وتحتاج هذه الفترة إلى رعاية خاصة. إن لمرحلة الحمل وما قبلها تأثيرًا مهمًا في الطفل و كل ما يفعله الرجل قبل التقاء النطفة، وكل ما تفعله المرأة في فترة الحمل يؤثر في الجنين.
من الناحية الدينية؛ هناك كثير من المأثورات المتعلقة بتربية الطفل على أكمل وجه، لذلك وضع الأسس السليمة حتى قبل ولادة الطفل.
“رحم المرأة هو المحيط الأول الذي ينشأ فيه الإنسان، ولهذا المحيط تأثيراته الايجابية والسلبية في الجنين، بوصفه المكان الوحيد الأول الذي يتحرك فيه، وهو ما يجعل من الجنين جزءًا من الأم نفسها، فتنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الأم.
الدراسات العلمية واضحة، وهي تؤكد تأثير الأم في نمو الجنين الجسدي والنفسي، فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك يترك أثرة في اضطراب الوليد عاطفيا (علم النفس التربوي ,للدكتور فاخر عاقل).
وقد أكد الإسلام هذه الحقيقة في قول النبي، صلى الله عليه وآله وسلم “الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه”. (بحار الأنوار للمجلسي).
فهل تربية الجنين في بطن أمه موضوع جديد؟ وكيف تبدأ الأم بنفسها..؟
للحديث تكملة.
*طبيبة أسنان