سنابس.. “آل إبراهيم” يقدم روشتة إنجاح الوالدية الوحيدة
سنابس: صُبرة
قال المرشد الأسري الشيخ صالح آل إبراهيم، أنّ بعض الأمهات المطلقات قد تتصرّف بأنماط متعددة ومتناقضة في حياتها الأسرية، حيث يُعانين من الإحباط في ظل غياب الشعور بالطمأنينة، وهذه الأمور قد تكون سببًا في المعاملة غير الجيدة والقاسية تجاه الأبناء بعد الانفصال.
وأضاف خلال المحاضرة التي قدّمها بعنوان الوالدية الوحيدة، في قاعة المحاضرات بمقر جمعية البر الخيرية بسنابس أن “الدراسات تشير إلى أن الطلاق يمكن أن يكون مدمرًا بالنسبة للأطفال تمامًا كوفاة أحد الوالدين، ولكن كل هذا يتوقف على الطريقة التي يدار بها الوضع، كما أن الأمر أكثر خطرًا على الأولاد من البنات؛ لأنهم أكثر صعوبة في تقبل الأمر.”
وتابع “بعض الأبناء يأخذه ما يساوره من قلق حول العيش وحيدًا بعد غياب أحد الوالدين – فقد يفقد الآخر-، بالإضافة إلى الشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الآباء الذي يعتقد أنه كان سببًا في الانفصال فيبحث عن طريقة للانتقام”.
وأوضح آل إبراهيم أن “الطفل في حالات الانفصال يشعر بعدم الارتياح في الأماكن العامة، خاصة إن رأى أفراد العائلات مع بعضهم البعض، فيشعر بالنقصان، كما أن هذه الحالة من انفصال الوالدين تؤدي إلى زعزعة الثقة لدى الأبناء، ويلقي بعض الأطفال باللوم على الأم أو الأب، وتصل إلى حد الكراهية أحيانًا، كما يصبح البعض عصبيًا نوعا ما، ويتحول إلى إنسان انفعالي، ويضعف لديه الاتصال الاجتماعي مع الناس والمجتمع.”
وأشار إلى أن “الأطفال الذين يعيشون في كنف الوالدين تكون لديهم الفرصة أفضل للنمو النفسي والجسمي على النحو الصحيح، مقارنة بأطفال الأسر وحيدة الوالدية، حيث نجد إنّ أطفال الأسر ذات الوالدية الوحيدة، يكونون أكثر عرضةً للاضطرابات النفسية مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في كنف الوالدين.
وعدّد خلال حديثه الصعوبات التي تواجه الوالدية الوحيدة وتعيق مسيرة التربية السليمة مثل تدني الدخل، وازدواجية الدور والأعباء، والضغوط والمشاعر السلبية، ورعاية وتربية الأبناء، إلى جانب البيئة الرافضة لهم.
وقال آل إبراهيم إنً غياب دور الأم يُسبب حواجز عاطفية بين الأب والأبناء، ويجعلهم عرضة للاتصاف بالخشونة والذكورية في ظل غياب اللمسات الأنثوية، وقد يؤدي لضعف الانتماء والولاء للأسرة، وغيرها، مضيفًا أنّ الأب يستطيع تقديم الرعاية الجسدية للأبناء إلا أنه أقلّ قُدرة على إشباعهم عاطفيًا”.
وأشار إلى أنّ الباحثين وجدوا أن المهارات التربوية الجيدة يمكنها أن تعوّض عن قدر كبير جدًا من الضغوط النفسية والصعوبات، حيث كشفت دراسة مؤخرًا في جامعة نبراسكا أن تكيف الأطفال مع الطلاق وصحتهم العاطفية يعتمدان على حدة النزاعات بين الزوجين، والصعوبات الاقتصادية والتغيرات الحياتية المشيرة للتوتر أكثر من اعتمادها على الطلاق نفسه.
واستعرض آل إبراهيم ثلاثة عشر مهمة يتم توظيفها في الوالدية الوحيدة واستخدامها كوسيلة لتحقيق الأهداف المرجوة في نجاح التربية الوالدية الوحيدة منها التحلي بالصبر والاتزان والإيجابية، والاعتناء بنفسك واحتياجاتك الشخصية، والاستعانة بالأقارب الثقة، وتجنب تدليل الأطفال كتعويض عن غياب الوالد الآخر، وتعليم الأطفال العناية بأنفسهم كشريك تربوي ذاتي، والبحث عن الوالد البديل من العائلة.
واختتم حديثه قائلًا “التربية مسؤولية الجميع الوالدين، والأسرة، والمجتمع، وعلى الرغم من خطورة تأثير الطلاق على الأبناء بشكل عام، فإن بعض الآباء والأمهات نجحوا في أن يمر الطلاق بسلام على أبنائهم دون أن يترك أي آثار سلبية على صحتهم أو سلوكهم، لذلك فلابد أن يحافظ الأب والأم على علاقة الود والاحترام مهما كانت درجة الخلاف بينهما”.