في “مركزي القطيف”.. معرض لـ “الجنود المجهولين” في الخدمة الاجتماعية لا يصرفون أدوية ولا يشخّصون مرضاً.. ودورهم مساعدة المريض على مساعدة نفسه

القطيف: أفراح الشويخات

يمكن أن نعرّفهم بأنهم “العاملون في الظل” أو “الجنود المجهولون”، أو جنود المساندة العلاجية.. ذلك أن عملهم ليس طبياً، وليس من شأنهم أن يصرفوا أدوية، أو يشخّصوا مرضاً بعينه.. دورهم اجتماعيّ صرف، يتعاملون مع ظروف المرضى، ومشكلاتهم غير الصحية، ويسعون إلى مساعدتهم على مساعدة أنفسهم، إما عبر المستشفى، أو عبر مؤسسة اجتماعية خارج المستشفى.

ربما هذا هو السبب الذي دعا شبكة القطيف الصحية أن تحتفل بفعاليات الخدمة الاجتماعية، وتُطلق معرضاً لذلك، اليوم الأربعاء، وافتتح المعرض رئيسها التنفيذي الدكتور رياض الموسى والمدير الطبي في مستشفى القطيف المركزي الدكتور حسن الفرج.

المعرض من تنظيم إدارة الخدمة الاجتماعية في المستشفى، وجاء تحت شعار “الارتقاء بمهنة الخدمة الاجتماعية”، ومن أهدافه التوعية بأهمية دور الخدمة الاجتماعية ضمن الفريق المعالج للمريض وأسرته، لبناء مجتمع صحي متكامل.

وشهد المعرض أجنحة وأركانًا قدمت فيها العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية والتعريفية بهذه المناسبة ودور اختصاصي الخدمة الاجتماعية بالمنشآت الصحية في فهم الشخصيات السلوكية للمرضى، وتستهدف الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين والممارسين الصحيين داخل القطاع الصحي بمحافظة القطيف.

صُبرة” كانت هناك وسط الاختصاصيين والأطباء والمترددين على المستشفي لرصد هذه الفاعلية للتعريف بدور قسم الخدمة الاجتماعية وما يدور فيه من خلال هذا التقرير:

الدكتور رياض الموسى، والدكتور حسن الفرج خلال افتتاح الفاعلية

كيف يتم اكتشاف الحالة؟

في البداية توضح  اختصاصية قسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى القطيف، هدى الدلي: “إن الحالات التى تستدعي التحويل إلى القسم هم المرضى الذين لا يلتزمون بتنفيذ الخطة العلاجية، والذين يرفضون العلاج لأسباب اجتماعية أو نفسية، والذين ينتابهم الخوف والقلق نتيجة مرضهم المزمن ولا يستطيعون التكيف معه، وكذلك الذين تحتاج حالتهم المرضية التحويل إلى مؤسسات اجتماعية، والذين يحتاجون إلى تأهيل يسبق العلاج مثل بتر الأطراف، وتبليغ أسرة المريض بالأخبار غير السارة كحالات الوفاة، أو الأمراض الخطيرة كالسرطان، وعنف الآباء، والانتحار، والمرضى ذوو المشاكل السلوكية ولا يحترمون تعاليم وإجراءات المستشفى، والحالات المحولة لعيادة الخدمة الاجتماعية”.

هدى الدليل

وأشارت “الدلي” نكتشف تلك الحالات عن طريق الطبيب، والممرض، أو عند طريق الاختصاصي الاجتماعي عند المرور على المريض أثناء وجوده في المستشفى في قسم التنويم، أو عن طريق الأهل، وفي هذه الحالة نأخذ المعلومات عن التاريخ المرضي من المريض أولاً، ثم عن طريق الأهل، ومن ثم يُعدّ تقرير شامل بالحالة، وكذلك دراسة كاملة بها. وعند الانتهاء منها يتم تحويل المريض إلى مركز دار الحماية في الدمام .وقبل خروج المريض من المستشفى يتم عمل موعد عن طريق العيادة الافتراضية التي وجدت أثناء جائحة كورونا أو حضورياً.

تصنيف الحالات

أما الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى الأمير محمد، ذكريات المختار، فوضحت “أن مستشفى الأمير محمد لديه قسم الرعاية المهارية، والعناية المركزة، وقسم أمراض الدم الوراثية، والعيادات الخارجية، ومن خلال هذه الأقسام يتم تحويل المريض إلى قسم الخدمة الاجتماعية وبالتالي تتم دراسة حالة المريض”.

ذكريات المختار

وأوضحت المختار “يتم تصنيف الحالة إذا كانت مرضية، أو اجتماعية، ويتم تحديد احتياجات المريض، والقسم الذى سيعالج فيه من خلال توفير ما يلزم للمريض”.

وتروي المختار قصة مريض قائلة “كان هناك مريض غير ملتزم بحضور المواعيد ويعاني من أمراض الدم الوراثية (سكلسل) وعمره ١٢ عامًا ويحتاج إلى متابعة، وبعد التحدث مع والدته اكتشفنا أن والديه منفصلان، ويعيش مع والدته، وليس لديها مواصلات، وحالتها المادية صعبة، وبالتحقق من حالتها تم توجيهها إلى المؤسسات الاجتماعية، وبالفعل تم صرف إعانة شهرية لها ساعدتها على الانضباط بإحضار المريض للمواعيد وتم حل مشكلتها.. وهذا بعض ما نسعى إليه”.

دور المراكز الصحية

الاختصاصية الاجتماعية في المراكز الصحية، صابحة آل حسن توضح دور “المركز الصحي الذي يستقبل الحالة ويقوم الطبيب بدراستها وإعداد تقرير شامل عنها، ومن ثم يتم إرسال المريض إلى الاختصاصي الاجتماعي في مركز الرضا بالقطيف وهناك يتم عمل موعد للمريض واعطاؤه ما يلزم”.

صابحه آل حسن

وبينت “أن للمراكز الصحية دوراً فعالاً في توجيه المريض إذا كانت حالته المادية ضعيفة، حيث يتم تحويله إلى المؤسسات الاجتماعية المختصة، وإذا كان مصاباً بمرض التوحد، أو السرطان، أو أي مرض آخر، يتم توجيهه وإرشاده إلى التأهيل، وإذا كان المريض يعاني من أمراض مزمنة مثل السكر فيصرف له جهاز لقياس نسبه السكر بالدم، أما كبار السن فيتم تحويلهم للطب المنزلي وتوفير كل احتياجاتهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×