آل طالب محذرًا الآباء من سنابس: قلق الاختبارات زرٌ نووي
سنابس: صُبرة
أوضح الموجه الطلابي طالب سعيد آل درويش، أن الآباء الذين يمارسون قدرًا كبيرًا من الضغط الأكاديمي على أبنائهم، قد يساهمون في توليد قلق الاختبارات، وهم السبب الرئيس في رسوب الطفل، بسبب القلق والتوتر المضاعف، والتهديد للحصول على الدرجات العالية، دون النظر إلى الفروق الفردية، وتنوع القدرات، واختلاف المواهب.
ووصف آل طالب القلق بـ “الزر النووي”، الذي يُدّمر ويهدّد الأبناء قبل فترة الاختبارات، مبينًا دور الوالدين والأسرة وما يتوجب عليهم من التعاون والاهتمام والاحتواء، الذي يُعزز ويزيد قدرة الطالب على الاستعداد للاختبارات.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدّمها آل درويش بعنوان “إدارة فترة الامتحانات فن يحترفه الأهل ويجني ثماره، يوم أمس الثلاثاء، في قاعة المحاضرات بمقر جمعية البر الخيرية بسنابس.
وذكر آل طالب بأن هناك دراسات نفسية وعلمية أشارت إلى أنّ 20 – 25% من الطلاب الذكور لديهم خوف وقلق من الاختبارات، تقابلها 20 – 45% من الطالبات الإناث، مبينًا مسببات القلق المختلفة التي تتنوع بين وراثية، وبيئية، وعضوية.
وعدد المضاعفات المحتملة للقلق ومنها اضطرابات الاكتئاب، اضطرابات القلق، اللجوء إلى استخدام أدوية وأشربة ممنوعة ومحرّمة تُهدد طمأنينة الطالب وتحرمه من النجاح.
وأوضح آل طالب أن مظاهر التوتر وحالة الطوارئ تختفي من خلال التوازن والتشجيع على المذاكرة، والاستعداد للاختبارات، وفي نفس الوقت ممارسة الحياة الطبيعية الحياتية، في النوم والأكل والحديث والترفيه والراحة، وهذا يعتمد على قوة واستقامة العلاقة بين الزوجين، لما لها من أثر مباشر وفعال على الأبناء.
وأضاف إنّ “القلق ضروري، نحن كمربين نعلم جيدًا أنه لا يجب علينا إزالة القلق تمامًا؛ لأنه ضروري ومفيد يساعد الأبناء على الاستعداد للامتحانات، ولكن يجب علينا فقط التقليل من مستوى القلق إلى درجة يمكن السيطرة عليه، وذلك لدعم الأبناء ورفع ثقتهم في أنفسهم.”
وبيّن آل طالب دور الأسرة الإيجابي من خلال التدرج في التهيئة، والتقليل من مظاهر الخوف والقلق، وزرع الثقة، والتحفيز، وتنظيم الوقت، وتوفير المتطلبات من جميع النواحي.
وتطرّق إلى الأساليب العلاجية للقلق حيث ذكر منها إزالة النفور لدى الأبناء، والتهيئة النفسية والصحية، وخلق جو صحي ممثلًا في ذهن صافٍ ليتم الفهم، والالتزام بالوقت للمذاكرة الجيدة ليتم الاستيعاب.
وقال “مما يتضمنه علاج القلق من الامتحان المساعدة الذاتية باستخدام الاستراتيجيات العلاجية كإدارة الوقت، والابتعاد عن التسويف، وإدارة الجهد، والتخطيط الاستذكاري، والبدء بالأهم من المواد العلمية (قبل نفاذ الطاقة الذهنية والجسدية)، والتقليل من مستويات التوتر قبل الاختبار وأثنائه، وهذا يعتمد على الوالدين وطريقة التعامل مع الأبناء قبل وأثناء فترة الاختبارات.
وعرض آل طالب بعض الإحصائيات التي أجراها على بعض الطلاب، مبينًا فيها أهمية دور الوالدين وتشجيعهم وقناعاتهم وأثرها على التحصيل الأكاديمي لأبنائهم في الثلاث المراحل الدراسية، وجاءت النتيجة كالتالي المرحلة الإبتدائية مقتنعين بنسبة 95 % ،و مؤثرين إلى حدٍ ما 5%، بينما المرحلة المتوسطة مقتنعين 93%، ومؤثرين 6%، وغير مؤثرين 3%، والمرحلة الثانوية مقتنعين 85%، ومؤثرين 6%، وغير مؤثرين 6%.
وقال آل طالب “تلعبُ المتغيرات الدافعية والانفعالية والاجتماعية، التي تقوم بدور 65% إلى 75% في التحصيل والنجاح، والقدرة على المنافسة، ومستوى الطموح، والتوافق الشخصي والاجتماعي، والصحة النفسية، والتقدم المدرسي للطالب.
وفي الختام أوصى أولياء الأمور بالابتعاد عن أسلوب المقارنة بين الأخوة وأبناء العائلة والأصدقاء، والتركيز على الجوانب الإيجابية عند الابن، والثناء على جهده الدراسي، وتقوية عزيمته وثقته بنفسه، والاعتناء بالتغذية الصحية والنوم الكافي المبكر، وتجنب حرمان الابن من المصروف والترفيه، وطمأنته ومنحه الثقة بنفسه بأنه قادر على اجتياز الاختبارات بسلام.