فيروس “نيباه” يثير ذعر العالم.. والصحة السعودية تستعد بـ “حصن” حضانته تصل إلى 14 يوماً ووفياته 70% والناجون يعانون أمراضاً دماغية
الرياض: صُبرة
في الوقت الذي يحاول سكان دول العالم تخطي رعب فيروس كورونا بعدما تسبب في وفاة الملايين، ظهر على الساحة العالمية وتحديداً في ولاية كيرلا في الهند فيروس “نيباه”، الذي تسبب في وفاة عدد من سكانها.
الخفافيش
عرفت منظمة الصحة العالمية فيروس “نيباه”، على أنه مرض ناشئ حيواني المصدر، ينتشر على نطاق واسع بسبب خفافيش الفاكهة من فصيلة الثعالب الطائرة، التي تمثل المضيف الطبيعي للفيروس.
وتتجلى خطورة الفيروس في شراسته بحكم أنه يمكن أن يقتل المصاب بنسبة تتراوح بين 40 حتى 75%، وأدرجته منظمة الصحة الدولية ضمن قائمة الفيروسات التي تحتاج إلى المزيد من البحث العلمي، بسبب إمكانية انتشاره بسرعة، والتسبب في وباء عالمي على غرار فيروس كورونا.
يرجع تاريخ ظهور الفيروس إلى عام 1999م، حيث أدى حينها إلى وفاة أكثر من 100 شخص في ماليزيا، والقضاء على مليون خنزير لاحتواء الوباء، الذي انتقل وقتها إلى سنغافورة مودياً بحياة 11 شخصاً، وفي 2001م، سجلت بنغلادش والهند أولى الإصابات بالفيروس، وكانت بنغلادش الأكثر تضرراً من الفيروس الذي توفي فيها أكثر من 100 شخص، فيما توفي أكثر من 50 شخصا في الهند التي ضربها الوباء في 2018 أيضاً.
عودة إلى الهند
ومنذ أغسطس عاد الفيروس للظهور في الهند، وأدى حتى الآن إلى وفاة 6 أشخاص حسب الأرقام الرسمية.
ووفقاً لدليل الصحة العامة لفيروس نيباه، فإنه فيروس عالي الضراوة، حيواني المنشأ من جنس “بارمكسوفايرس”، والحاضن الطبيعي للفيروس هي خفافيش الفاكهة الكبيرة من جنس “بتروبس”.
ويحدث انتقال فيروس نيباه إلى الإنسان بعد التماس المباشر مع الخفافيش أو الخنازير المصابة، أو تناول طعام ملوث بالفيروس، أو من أشخاص آخرين مصابين بالفيروس.
فترة الحضانة والأعراض
فترة حضانة الفيروس من 4 إلى 14 يوماً، فيما تتمثل أعراض الإصابة به في ارتفاع حاد في درجة الحرارة، وقد تشبه أعراض الإنفلونزا، يصحابها أحياناً أعراض في الجهاز الهضمي وبعض حالات الالتهاب الرئوي، وأعراض تنفسية أخرى.
كما يحدث التدهور السريع لدى حوالي 60% من المرضى، ووتفاوت الوفيات من 40 إلى 70%، فيما تحدث مضاعفات عصبية لدى الناجين تتمثل في الالتهاب الدماغي.
ولا يوجد لقاح ضد الفيروس حتى اليوم، لذلك تبذل منظمة الصحة العالمية جهوداً بهذا الصدد، إذ أدرجته ضمن قائمة الأمراض التي توليها أهمية خاصة في البحث العلمي.
السعودية تستعد
وعلى الجانب السعودي، بدأت وزارة الصحة ، استعداداها لأي طارئ بخصوص الفيروس الجديد، إذ دعت مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية، الدكتورة حليمة بنت علي السريحي، إلى الإبلاغ عن أي حالة اشتباه بفيروس نيباه.
وأوضحت السريحي في تعميم أصدرته وزارة الصحة ممثلة في الإدارة العاة لمكافحة الأمراض المعدية، أن ذلك يأتي استعداداً لأي طارئ صحي، حيث تم تحديث دليل رصد العدوى لفيروس نيباه لتعميمه على جميع الممارسين الصحيين في المستشفيات والمراكز الصحية.
حصن
وأشارت السريحي، إلى احتمال ظهور فيروس نيباه في المملكة، منقولاً من الخارج، مع استمرار حركة السفر والتجارة الدولية.
وشددت، على أهمية الإبلاغ عن الاشتباه في أي حالة، عن طريق برنامج “حصن”، وأخذ عينة وإرسالها إلى مختبر الصحة العامة.