من العالم] حجارة كويكب “بينو” تتناثر في الصحراء الأمريكية ناسا تصدر تقريرها المبدئي عن عينة الكويكب في 11 أكتوبر
متابعة: صُبرة، ووكالات
حطَّت أكبر عينة جُمعت على الإطلاق من كويكب بينو، والأولى ضمن مهمة لوكالة “ناسا”، اليوم الأحد، في صحراء ولاية يوتا الأمريكية، إثر عملية هبوط نهائية سريعة جداً عبر الغلاف الجوي للأرض، بعد سبع سنوات على إقلاع المركبة “أوسايرس-ريكس”.
وكان يفترض أن تلجم مظلتان متتاليتان عملية الهبوط، التي تابعها الجيش عبر أجهزة استشعار، إلا أن المظلة الرئيسة فتحت على ارتفاع أعلى مما كان متوقعًا وحطت الكبسولة قبل الموعد المقرر بقليل، على ما قال معلق وكالة “ناسا” خلال بث مُباشر.
وبعد انطلاقه قبل 7 سنوات، جمع مسبار “أوسايرس-ريكس” الحجارة والغبار من الكويكب بينو، في العام 2020، ليباشر بعدها رحلة العودة.
وتضم العينة حوالي 250 غرامًا من المواد بحسب تقديرات وكالة “ناسا”، ومن شأنها أن “تساعدنا على فهم أفضل لأنواع الكويكبات التي يمكن أن تهدد الأرض”، وتلقي الضوء على “البداية الأولى لتاريخ مجموعتنا الشمسية”، وفق ما أكد رئيس “ناسا” بيل نيلسون.
وقالت العالمة في ناسا إيمي سايمون لوكالة “فرانس برس”، إن “وصول هذه العينة أمر تاريخي حقًا”، مضيفة “ستكون هذه أكبر عينة ننقلها إلى الأرض منذ الصخور القمرية” ضمن برنامج أبولو الذي انتهى في العام 1972.
والموقع، الذي هبطت فيه العينة بطول 58 كيلومترًا وعرض 14، وقبل حوالي 4 ساعات من موعد الهبوط، أطلق المسبار “أوسايرس-ريكس” الكبسولة التي تحتوي على العينة على بعد أكثر من 100 ألف كيلومتر من الأرض (حوالي ثلث المسافة الفاصلة بين القمر والأرض).
وخلال الدقائق الـ13 الأخيرة، عبرت الكبسولة الغلاف الجوي، ودخلته بسرعة تزيد على 44 ألف كيلومتر في الساعة، مع حرارة تصل إلى 2700 درجة مئوية، أما المسبار فقد انطلق في رحلة إلى كويكب آخر.
عينتان يابانيتان
وبمجرد هبوط الكبسولة على الأرض، سيتولَّى فريق مجهز بالقفازات والأقنعة فحص حالتها، قبل وضعها في شبكة، ثم رفعها بطوافة ونقلها إلى “غرفة نظيفة” مؤقتة.
وينبغي تعريض الكبسولة إلى رمال الصحراء الأمريكية لأقصر فترة ممكنة، وذلك لتجنب أي تلوث للعينة يمكن أن يشوه التحليلات اللاحقة.
ومن المقرر نقل العينة، يوم غدٍ الإثنين، إلى مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس، حيث سيُفتح الصندوق، في غرفة أخرى محكمة الإغلاق، في عملية ستستغرق أيامًا.
وتنوي وكالة “ناسا” عقد مؤتمر صحفي، في الـ11 من شهر أكتوبر المُقبل، للكشف عن النتائج الأولية.
وسيصار إلى الاحتفاظ بالقسم الأكبر من العينة للدراسة على يد أجيال مستقبلية، وسيُستخدم حوالي 25% منها على الفور لإجراء تجارب، كما سيُشارَك جزء صغير مع اليابان وكندا، وهما شريكتان في المشروع.
وقدمت اليابان نفسها لوكالة “ناسا” بعض الحبيبات من الكويكب ريوغو، والتي أحضرت 5,4 غرامات منها في العام 2020، خلال مهمة المركبة “هايابوسا-2” وفي العام 2010، جمعت اليابان كمية مجهرية من كويكب آخر.
وقالت إيمي سايمون إن عينة بينو هذه المرة “أكبر بكثير، لذا سنكون قادرين على إجراء مزيد من التحليلات”.
وتحظى الكويكبات بالاهتمام لأنها تتكون من المواد الأصلية للنظام الشمسي منذ 4,5 مليارات سنة، وبينما لحق تغيّر بهذه المواد على الأرض، بقيت الكويكبات سليمة.
وقال كبير علماء المهمة في جامعة أريزونا دانتي لوريتا، إن بينو غني بالكربون، والعينة التي أُحضرت “قد تمثل بذور الحياة التي حملتها هذه الكويكبات في بداية كوكبنا، والتي أدت إلى هذا المحيط الحيوي المذهل”.
ويدور بينو، الذي يبلغ قطره 500 متر حول الشمس ويقترب من الأرض كل 6 سنوات.
وثمة خطر ضئيل (نسبته واحد من 2700) أن يصطدم بالأرض، عام 2182، وهو ما قد يُحدث تأثيرًا كارثيًا، وقد يكون توفير مزيد من المعطيات عن تكوينه مفيدًا، وفي العام الماضي، تمكنت “ناسا” من حَرف كويكب عن مساره من خلال اصطدام مركبة به.