عيد الشمري يقطع 4 آلاف كيلو احتراماً لمرضى “التوحد” من "الحفر" إلى الإمارات عابراً 9 مدن سعودية

القطيف: أمل سعيد

وحيداً يرافقه الإصرار والتحدي وعزيمة قوية على خوض تجربة جريئة جداً وجديدة عليه كلياً. 

ومن محافظة حفر الباطن كانت نقطة انطلاقته متوجهاً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وحلمه أن يزرع الأمل في قلوب أهالي الأطفال المصابين بمرض طيف التوحد، وينشر الوعي بينهم.

عيد الشمري الاختصاصي في مركز شمعة التوحد للتأهيل، وعضو جمعية أسر التوحد، يقتنص كل فرصة تلوح أمامه من أجل مستقبل أفضل لمرضى التوحد وعن ذلك قال “لأني أكره الإجازات، ولا أحب الجلوس دون عمل، أردت أن أستغل وقت الإجازة الطويل بما ينفع الآخرين، ويعود عليّ بالأجر الجزيل من الله”.

ثالث العيد

وقبل أن يتسلل الضجر إلى نفسه، حزم الشمري أمتعته باحثاً عما يعيد إلى روحه البهجة، وليس ذلك إلا مساعدة مرضى التوحد، وتغيير النظرة القاسية والخاطئة التي ينظر بها الناس إلى هذه الفئة، ومساعدة أهاليهم في فهم الأفراد المصابين منهم، ومحاولة دمجهم لاحقاً بالمجتمع، “ما إن انتهت أيام العيد حتى استقلّيت سيارتي لأفعل ما عقدت العزم عليه، وابتدأت الرحلة من مدينة حفر الباطن”.

زيارات منزلية

وبكل الحب حاول أن يترك بصماته في كل مدينة ينزل بها “قمت خلال رحلتي في أراضي المملكة بـ5 زيارات منزلية لأسر التوحد، كما شاركت في فعالية “لأجلهم” في مدينة الرياض، وهي مسيرة لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى مشاركتي في مهرجان خيرات الباحة”.

خطة السير

وبحسب الشمري فإنه خطة السيرة التي أعتمدها كانت كالتالي:

  • حفر الباطن
  • الزلفي
  • بريدة
  • جدة
  • مكة المكرمة
  • الباحة
  • بيشة
  • الرين
  • الرياض

ومن الرياض توجه إلى منفذ البطحاء، وهناك كان لسيارته (اليارس) رأي آخر، قال الشمري “حين وصلت إلى منفذ البطحاء الحدودي المؤدي إلى الإمارات الشقيقة تعطلت سيارتي، ولم يكن بالإمكان إصلاح العطل على الحدود لذا قررت الرجوع إلى الرياض لإصلاح السيارة ومن ثم المضي لإتمام الرحلة”.

خارج الوطن

هذه هي المرة الأولى التي يترك فيها الشمري العنان لشغفه سامحاً له أن يقوده لمساحات جديدة من الوطن وخارجه، وعبر عن ذلك بقوله “شكلت هذه الرحلة، بالنسبة لي، أعظم تحد أخوضه في حياتي، حيث أني، إلى الآن، قطعت بسيارتي منفرداً قرابة 4 آلاف كيلو متر داخل الأراضي السعودية، فمن شمال المملكة إلى جنوبها إلى غربها إلى المنطقة الوسطى، حيث أنا الآن”، وأكمل الشمري “وأنا عازم على رفع جرعة التحدي إن شاء الله وسوف أنطلق إلى الإمارات العربية، لاتمام رحلتي كما خططت لها”

وعن برنامجه في الإمارات قال “أما خطة الطريق في الإمارات فأنا ما زلت لا أعلم ماذا سأواجه هناك، ولا أدري مقدار الصعوبات والتحديات التي قد تعترض طريقي، لأنها بكل بساطة المرة الأولى التي أقوم فيها بعمل كهذا”.

عيد الشمري

ولد سنة 1977م، في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية.

مصاب بطيف التوحد (اسبرجر).

عانى من التوحد، وتأخر تشخيص حالته كثيراً، فعاش سني طفولته الأولى والثانية والجزء الأول من مراهقته وهو يعامل معاملة أقرب إلى معاملة المتخلفين.

تم تشخيص حالته عام ١٩٩٣م.

تنقل في أعمال شتى باحثاً عن ذاته.

اليوم هو يعمل كاختصاصي بمركز شمعة التوحد للتأهيل، وأيضاً عضو جمعية أسر التوحد.

اقرأ أيضاً

من وسط العوامية.. عيد الشمري يروي قصة نجاحه: طفل رفضني المجتمع وتنمّر علّي زملائي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×