زارنا الأديب.. وغادرنا الأريب

قيس المهنا

بين الفينة والفينة يطل علينا شاعر و أديب، أو شاعرة و أديبة، من أقطارنا العربية العامرة،  ويتم استقباله بحرارة وتكريمه بحفاوة،  وتعريفه بالمنجز في المنطقة، من خلال المؤلفات تارة أو من خلال اشباهه ونظرائه ورافعي نفس الراية واللواء.

وبعد انتهاء الزيارة واختتام المشوار يذهب كل حي إلى حيه كما يقال.

كل ذلك لا ضير فيه وربما لا عتب، ولكن لفت انتباهي وبحسب تتبعي القاصر أن في مجمل هذه الزيارات وجميع هذه الاستقبالات الرنانة لم أجد أديباً ولا أديبة ولا شاعراً أو شاعرة شحذ قلمه وأوسع جهده وتكلم عن منجز المنطقة بالرغم من وفرته وتعدده وتنوعه، سواءً في فنونه من شعر ونثر من قصة ورواية من حديث أو قديم، من ذكوري أو أنثوي إن جاز لنا القول.

كلما رأيناه ولمسناه ماهي إلا “خبريات صغيرة” ـ كما يقول أخوتنا اللبنانيون ـ  مبعثرة هنا وهناك لا تعبر عن رأي الضيف المحتفى به وإنما هي توصيف للحال.. ويا له من حال.

وربما أبلغ من وصفه وعرّفه الراحل الكبير السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله بقوله:

وهل أضرمت(فاس) وأنكر (أزهر)

وسكرّت (الزيتونة) أبوابها ندبا

بلى زار (بغداد) ابن ملجم فانحنت

نياشين شمر حوله تمسح العتبا

وثناه من عليا فلسطين ثائر

لينفض عن أظفاره لحمنا الغبا

فهلا كانت الزيارة على أقل تقدير كزيارة بنت الشاطئ في خمسينيات القرن الماضي حين احتفى بها نخبة من الأدباء والوجهاء احتفاء يليق بمكانتها وقلمها السيال، فردت الجميل بالجميل فكتبت عن ذلك في الصحف حينها وفي كتابها (أرض المعجزات) حيث أشادت بالمنطقة وأدبها وثرائها الحضاري فكانت مثالاً للأديبة اللبيبة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com