“آل درويش” محذراً: نصف مشاكل الأبناء الدراسية سببها الأسرة

القطيف: ليلى العوامي

كشف الموجه التربوي طالب سعيد آل درويش، عن أسباب المشاكل الدراسية بين الطلاب، التي تتعلق علاقة بالبيئة المحيطة، مؤكداً أن الجميع يعرف هذه المشاكل، لكنها تتجدد بين وقت وآخر، وزادت نوعاً وكماً في الآونة الأخيرة.

جاء ذلك خلال محاضرته “المشاكل الدراسية للأبناء”، التي قدمها مساء اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع جمعية البر الخيرية بسنابس مستنداً على بعض القصص، التي عزز بها محاوره الخمسة في 60 دقيقة.

المثلث التربوي

وأشار آل درويش إلى أن الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي هم المثلث التربوي، ويلعبون دوراً في حدوث المشاكل وكذلك عملية العلاج.

ووجه حديثه لجميع الفئات التي تتعامل مع الطالب قائلاً “هناك موقفاً معقداً لم يستطع الطالب حله سبب له هذه المشاكل، وعلينا قبل التعامل مع هذا الطالب، أن نحدد المشكلة والظروف المحيطة بها.

وتطرق آل درويش، إلى دراسات قام بها مختصون حددوا خلالها أسباب المشكلات الدراسية، و 50% سببها الأسرة، والأصدقاء 10%، والبيئة الدراسية 20%، بينما التقليد 5%.

“تحياتي لمن دمر حياتي”، عبارة وجدها التربوي آل درويش مكتوبة على جدار المدرسة ذات صباح، وتسائل بين نفسه يا ترى لماذا كتب الطالب هذه العبارة ويقصد من؟، يقول “حينما رأيت هذه العبارة قلت في نفسي بما أنها كُتبت في بيئة تعليمية، فنحن نوجه الأسباب نحو هذه البيئة، كحكم مبدئي، ونحن كموجهين لا نترك هذه العبارة تمر دون علاج.”

يستمر في الحديث قائلاً “أجرينا دراسة وبحث عن الأسباب، فكانت المفاجئة أن السبب في المنزل، وتم تفريغ الإنفعال على جدار المدرسة، لذلك المدرسة لها دور كبير في المشكلة والعلاج، وهذا ما أكدته الدراسات أن الأسباب من الأسرة تصل نسبتها إلى 50%.

وأضاف “بعد الدراسة اتضح أن من كتبها يعاني من مشاكل أسرية، تحكم وانفعالات، فكتبها على جدار المدرسة، وكان يقصد بها أحد الوالدين، لذلك نحن كموجهين تربويين يجب أن نتكاتف مع الأسرة حتى نقف على الأسباب التي أدت إلى المشكلة التي يعاني منها هذا الطالب، كي لاتؤثر على قدراته وتحصيله الدراسي.”

وأشار إلى ان هناك عوامل متعلقة بالطالب، و منها انخفاض الدافعية، وسببها قلة التحفيز والتقدير، وهذا منعدم كثيراً بين بعض الأسر والتربويين، لذلك لا نقول أن البيئة وحدها تتحكم في تفوق الطالب، فهناك فقراء أبدعوا في مجالاتهم، وهناك غيرهم لم يتقدموا”.

غياب متكرر

ومن القصص المثيرة التي ركز عليها في محاضرته، أن هناك مشاكل لها دور في ضعف مستوى الطلاب في المدارس، وهي اختفاء البحث والتحري، ويروي قائلاً ” في أحد الأيام أصبح أحد الطلاب كثير الغياب، فتواصلنا مع أسرته، وكان ردهم أنه لا يرغب في المدرسة، فسألنا عن الأسباب، ولم نحصل على سبب مقنع لغيابه ورفضه الحضور للمدرسة، فما كان منا إلا أن قمنا بزيارة الطالب في منزله لنفهم حقيقة المشكلة.

وتابع “بعد البحث والتحري والجلسات معه، قال الطالب “أنا ظُلِمتْ من حكم إحدى المباريات في مسابقة رياضية، بإحدى بطولات المملكة فقد خصم مني نقاط أنا لا أستحق أن يخصمها، فسألته عن دخل المدرسة بذلك، قال الطالب الحكم فرد من المجتمع، وأنا أعاقبهم جميعاً، فأخبرته أن الحكم أخطأ وسبحان الذي لا يخطئ، ولا ذنب لأحد في ذلك لدرجة أن تخسر دراستك لهذا السبب، وخففنا عنه وأخبرناه بأننا جميعاً معه.”

دور الأسرة

وأضاف آل درويش “هنا يأتي دور الأسرة التي تأخرت ولم تتابع مع المدرسة إلا بوقت متأخر، فالمشاكل بسيطة وتحتاج لاكتشاف مبكر بفريق متكامل، وهذا ما غفلت عنه الأسرة لشهر كامل”.

وفي قصة أخرى يروي آل درويش “كان هناك طالب نشيط وكثير الحركة يضرب الصغير والكبير، ولا يسلم منه أحد، واليوم هو من الأوائل في ألعاب القوى، لأن المدرسة والأسرة عززت قدراته، وساهم النادي الرياضي في ذلك، وساعد الجميع، وبانضمامه إلى النادي استطاع التخلص من النشاط الزائد باللعب”.

90% إصرار وخسارة

ويتابع آل درويش في قصة أخرى “من الحالات التي احتاجت منا تدخل وتعاون مع الأسرة، انخفاض مستوى طالب بالمرحلة الثانوية بسبب رغبته في تعديل مستواه الدراسي، وهذه مشكلة من المشاكل الدراسية، فخسر من سنوات دراسته سنتان فقط لأنه أراد مستوى أعلى، وسألناه عن غيابه، فأوضح أنه يريد تعديل مستواه، وقدراته لا تتعدى 80%، وهو يريد 90%، لذلك كان من الصعب أن يتعدى النسبة الأولى فقدراته لها حد، لذلك علينا أن نفهم جميعاً أن لدينا قدرات، ولكن لا غنى لنا عن مساعدة الآخرين.

واختتم آل درويش محاضرته مبيناً أن الدراسات كشفت عن 80% من المشاكل البسيطة والقابلة للحل، وهناك 10% حادة وقابلة للحل، و10% مشاكل تحتاج للمساندة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×