الهواية والتابوهات الثلاثة

علي العوى

رغبة منه في تزويد المكتبة العربية بوعاءٍ يتناول موضوعه بطريقة غير أكاديمية، أسلوبا ولغة وطرحا، عمد المؤلف “حسين عبد الهادي آل حماد” في “الهواية والتابوهات الثلاثة” إلى تناول موضوعه بطريقة شيقة وفصول ثرية، عبَّر عنها الكاتب بـ “المزيج من التراكمات المعرفية”، ترقى لتكون مصدرا للمتطلعين إليها.

استطاع ـ بما أوتي من حرص ـ إمساك منتصف العصى، مانحا “الهواية” كامل المساحة مدافعاً عنها في مقابل ما وصفه “المثلث ذي الزوايا الحادة الجارحة”، معتبرا الهواية معبرا للهوية، فضلا عن كونها حاجة وليست ترفا.
في المقابل حرص على عدم استغلال الهواية وتوجيه الطاقات للتخريب، بالطرق الشيطانية الواعية التي تستثمر طبيعة التكوين الإنساني ونزعاته العمرية والجنسية.
سعى الكاتب في فصول كتابه إلى تلقيح الأفكار، فلم تبق على شكلها الخام، حيث احتك مع الشارع لعمل استبيان تساءل فيه عن مدى صلة الهواية لدى الهاوي بالمواضيع التي يقرأ فيها، كما استطاع استثمار علاقاته الثقافية الاجتماعية، في توثيق إجابةٍ لسؤاله “كيف كان أثر الهواية في دخول عالم القراءة والثقافة بداية؟”، فأفرد لها فصلا استعرض فيه تسعة عشر إجابةٍ لأشخاص تتنوع مجالات الهواية لديهم ودرجة الاحتراف والاتقان فيها، من كلى الجنسين ومختلف الدول العربية، سيختلف مستوى عمق توقف كل قارىْ عند هذه الأجوبة في فصل “الهواية بوابة القراءة”، الذي أعتبره ذروة الجمال في هذا الكتاب.
قبل اختتام كتابه تطرق “آل حماد” إلى إمكانية استثمار الهواية وصولا للاستقلال الذاتي، كما عالج إشكالية الثنائية بين الهواية والوظيفة أو بينها وبين الدراسة.. وهذا من توازنه واعتداله في الطرح.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×