اصنع طفلاً عدوانياً بإهمالك.. وأنانياً بتفرقتك.. وضعيفاً بحمايتك الزائدة لجنة "نساندكم" تستضيف العاشور في محاضرة "التربية الإيجابية"

سيهات: شذى المرزوق

ضعف شخصية الطفل، وشعوره بالنقص، وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار، وميوله الشديد للخضوع واتباع الآخرين.. كل ذلك آثار للتربية السلبية التي مرجعها قسوة وتسلط الوالدين أو احدهما.

جانب من الجوانب التي سلطت الضوء عليه الاختصاصية النفسية عبير عاشور التي استضافتها اللجنة النسائية المساندة للخدمات التربوية والتعليمية بسيهات “نساندكم”، مساء البارحة، بمشاركة ٤٥ أماً ومربية، وحملت عنوان “أساليب التربية الإيجابية في الطفل”.

تربية سلبية

العاشور تناولت آثار التربية السلبية ونتائجها، فتحدثت من جهة عن أثر الحماية الزائدة والتدليل مقابل الإهمال والتفرقة والتذبذب في التعامل.

نتيجة الحماية الزائدة هي نشوء طفل بشخصية ضعيفة غير مستقرة وغير متكيفة اجتماعيًا، ونسبة حساسيته للنقد مرتفعة. الحساسية ذاتها هي سبب استهتاره مستقبلًا، لكونه يعتقد نفسه في مصاف الكمال في كل تصرفاته، وقد يتجاوز ليصل إلى حد أن يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون أدنى مشاركة منه.

من جهة أخرى أشارت إلى أن الجانب العكسي للدلال والحماية هو الإهمال، وهو سبب في ظهور بعض الاضطرابات السلوكية كالعدوان والعنف وإصابة الطفل بالتبلد الانفعالي، فلا يكترث لرأي وقد تصل به الأمور إلى الهرب من المنزل أيضًا.

كما حذرت العاشور من التذبذب في المعاملة واعتبرتها أساس تكوين الشخصية المتقلبة والمزدوجة التي قد تؤثر في شخص الطفل حاضراً ومستقبلًا وكذلك تؤثر في من هم حوله أيضًا. وذكرت العاشور أن أنانية الطفل وحب استحواذه على كل شيء لنفسه هو نتاج التفرقة في التعامل، فيصبح لا يعرف ما عليه، وانما فقط يعرف ماله، ولا يعرف واجباته أو يتجاهلها بينما يصر على نيل كل حقوقه.

وعرفت إثارة الألم النفسي بأنه ذلك السلوك المحبط والمحطم لكينونة الصغير ونفسيته، نتيجة عدم الاكتراث وعدم التقدير لإنجازاته وقدراته مما يكون دافعاً قوياً لفقدانه الثقة بنفسه، فيصبح شخصية انسحابية منطوية توجه العدوان لذاتها.

احترام الطفل

وعلّلت العاشور سبب الاتجاهات السلبية في التربية بقلة الوعي التربوي، وجهل الوالدين أو اتباع أحدهما، إن لم يكن كلاهما، لأساليب التربية القديمة ليطبق الوالد ما تربّى عليه من معتقدات وسلوكيات قديمة نشأ عليها في جيل مختلف عن هذا الجيل، ليعيد نشأتها على يديه تجاه أبنائه بسلبياتها وإيجابياتها.

وشجعت العاشور على التركيز في التأثيرات الإيجابية، كتقدير واحترام شخص الطفل، والمبادرة بالتفاهم والتسامح، واستخدام أسلوب الحوار وحسن الانصات. ويجعل المربي نفسه في مكان القدوة الحسنة في نظر الطفل.

كما قدرت العاشور تأثير التغذية العاطفية المتمثلة أغلبها في الاحتضان بأنها الوسيلة الأقرب والأكثر فعالية للتأثير النفسي والسلوكي مع مراعاة استخدام نظام التحفيز والتشجيع المستمر.

مؤثرات تربوية

نبهت العاشور كذلك إلى عدد من المؤثرات التربوية، وبينت دور المسجد والأصدقاء ووجود الخادمة وتأثير المدرسة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ومدى سوء انفصال الوالدين إما بطلاق أو حتى بانشغال العمل والسفر المستمر، وتأثير كل ذلك في نفس الطفل الذي يحتاج إلى متابعة وعناية مستمرة لتحسين سلوكه ومحاولة جذبه لما يرقى به للأفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×