تأخر رواتب السائقين يعطّل عمل 135 حافلة لنقل طالبات جامعة الإمام واجهوا مصاريف رمضان بـ "السلف" وصبروا على وعود الشركة.. قبل أن يعتذروا للطالبات
الدمام: صُبرة
“لما جا رمضان دبّرت حالي.. تسلّفت من أخوي 1500.. أخذت من أمي كم ريال.. هذا رمضان.. ويش أسوي..؟”.. هذا عين ما قاله لـ “صُبرة” سائق حافلة طالبات في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، لم يتسلّم راتبه لـ 3 أشهر متتالية، على الرغم من كونه عائلاً 4 أبناء وزوجة، ويقارب عمره الـ 50 سنة..! ومجموع رواتبه عن الأشهر المتأخرة يكاد لا يصل إلى 12 ألف ريال.. 4000 ريال عن كل شهر..!
135 حالة
القصة ليست في سائق واحد وجد نفسه مضطرّاً إلى الدين قبل هلال الشهر الكريم، بل هي قصة تمسّ تفاصيلها قرابة 135 سائقاً يعملون لدى مقاول شركة نقل وخدمات لوجستية تحت مظلة الجامعة، في نقل الطالبات، في حاضرة الدمام: داخل مدينة الدمام، ومحافظة الخبر بكل أحيائها، ومحافظة القطيف بكل مدنها وقراها، ومحافظة راس تنورة.
وبعد وصول تأخر الرواتب إلى حدّ الفاقة والحاجة؛ أرسل السائقون رسائل اعتذار في قروبات الطالبات، مفادهم أنهم لن يتمكنوا من نقلهم يوم غد ـ الأربعاء ـ إلى الجامعة، وهو ما يعني وقوع مشكلة سوف تواجهها مئات الطالبات في الجامعة التي تعاقدت معها الشركة.
تعثر
3 أشهر بلا رواتب، بلا دخل، بلا مصدر رزق. هذا ما قاله أكثر من سائق لـ “صُبرة”، موضّحين أنهم كانوا يعملون لـ 6 سنوات سابقة مع مقاول منتظم في دفع الرواتب، وفي العام الماضي انتهى عقده، وتسلّمت شركة جديدة مقاولة نقل الطالبات. ومنذ الأشهر الأولى لعملهم مع المقاول الجديد؛ بدأت الرواتب تتأخر، شيئاً فشيئاً.
لكن التأخر وصل إلى الشهر الثالث، ولم يجد السائقون المسؤولون عن عائلات وإيجارات والتزامات سوى الوعود غير المنجزة من رؤسائهم الذين طالبوهم بالصبر. وقد استجاب السائقون إلى الصبر، وأعطوا الشركة فرصاً لحلّ مشكلاتها، لكنّ هذه الفرص خنقتهم هم، وعرقلت حياتهم، ومسّت احتياجاتهم الأساسية في المأكل والمشرب والمسكن.
حماية الأجور
يطالب السائقون بتدخل إدارة الجامعة، وتدخل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لإنصافهم وصرف رواتبهم المتأخرة، وإلزام الشركة الانتظام في دفع الرواتب، واحترام نظام حماية الأجور الذي وضعته الدولة إحقاقاً للحق، وإعطاء الأجير حقه في المواعيد المتفق عليها في العقود.
ص