تعثر لغة الطفل “التوحدي” قد تكون بسبب ماء خلف “الطبلة” مروى آل مرار تُحاضر في نادي الساحل عن طرق التواصل الفعّال
القطيف: شذى المرزوق
وجود ماء خلف طبلة الأذن لدى الطفل هو ما يؤدي إلى صعوبة في السمع، وبالتالي يؤثر بشكل كبير في التطور اللغوي والتواصل الاجتماعي لديه. هذا ما كشفت عنه الاختصاصية الأولى في أمراض النطق والتخاطب مروى مرار.
إضافة إلى ذلك هناك وجود مشاكل سلوكية مثل المزاجية، وحدة الطباع، وهو ما يجعل الأمهات يقعن في خطأ الاعتقاد بحالة التوحد، أو ما يطلق عليه الاضطراب في الجهاز العصبي، وتتعامل معه على هذا الأساس.
جاء ذلك خلال حديثها عن طرق التواصل مع الطفل التوحدي، في محاضرة صحية نظمها نادي الساحل بعنك عصر اليوم الخميس.
وأضافت مرار، أن “هناك العديد من الأخطاء الشائعة، والمعتقدات غير الصحيحة حول الطفل التوحدي، كأن يعتقد البعض أنه طفل وحيد يجلس في زاوية المكان فقط ولا يصدر منه إلا العنف الذاتي، مثل أن يضرب رأسه في الجدار وما شابه، وهو أمر مغلوط، فالبعض من أطفال التوحد قد يصل لمستوى عالٍ جداً في الذكاء، واتقان العمليات الحسابية المعقدة والصعبة، بالإضافة لإتقانه عدد من اللغات.
وأشارت إلى أن “الطفل التوحدي يعاني في طريقة التواصل الاجتماعي، فيضطر الأغلب من الأطفال للفت الانتباه لإيصال فكرة أود أن ألعب معك، أو انظر ماذا صنعت، ومثلت ذلك بأن يرمي الكرة على الشخص المقابل له، أو أن يدير اللعبة في الأرض أو يلقي بها.
اضطراب الأعصاب
وأوضحت أن “التوحد هو اضطراب في الجهاز العصبي، لا سمات متطابقة فيه بين حالة وحالة، فقد تجد طفلاً هادئاً وآخر صاخباً، وهكذا،
وقالت نظرًا لاختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين مع نفس التشخيص الطبي بطرق مختلفة جدًا، وأن تكون لدى كل منهما مهارات مخت”لفة كليًا.
اختلاف مستوى التواصل
وأبانت “يختلف مستوى الحواس من طفل لطفل، فبينما طفل يعاني من ارتفاع مستوى السمع لديه بما يشبه الضجيج، يعاني طفل آخر من عدم سماع الأصوات، وقد تجد طفلاً يسمع الأصوات بتشويش كمن يستمع لروبوت، فيختلف مستوى التواصل السمعي، ويتجه وقتها الطفل إما لحالة الإنغلاق السمعي، أي لا يستمع لما حوله مهما حاول الطرف الآخر، أو أن يبدأ بضرب أذنه بقوة في محاولة لإيقاف الأصوات، فيما يعاني البعض من ضعف التواصل البصري، فتجد نظراته متشتتة، فيما قد تترفع هذه الحالة عند آخر، وهو ما يجعله يقترب محدقاً بالوجوه، الأمر الذي يثير ريبة من حوله من سلوكياته.
التسبب بالأذى الذاتي
وأكملت “في التواصل الحسي الجسدي، قد تجد طفلاً يمد يده للنار ويتسبب لنفسه بأذى الحرق، ليس رغبة منه بذلك، بل لأن المستقبلات الحسية لا تعمل بالشكل الطبيعي الذي تعمل فيه مع الشخص الطبيعي، فالجهاز العصبي في المخ لا يستجيب بسرعة للشعور، ومثله حالات ضرب الطفل رأسه في الجدار، أو التصفيق القوي، أو الارتطام بالأرض والاصطدام بالأشياء.
وأضافت مرار “بحسب نوع الحاسة التي يعاني منها الطفل، سواء بالضعف أو بارتفاع مستوى الحاسة، هنا يحتاج الطفل لتأهيل الحاسة نفسها، ومعالجة السلوكيات التي تسببت في اضطرابه وتوتره.”
التوحدي المدرب
ولفتت “إذا كان الطفل التوحدي مدرباً بشكل جيد وفي مرحلة تأهيل سلوكي، سيكون هو دليل الطبيب لعلاجه، حيث يمكنه التعبير عن مشاعره وعما يشعر به من ضرر، وقد يعطى الطفل في مراحل العلاج بعض الألعاب الثقيلة أو أشياء ملموسة يضغط عليها، ولكن التشخيص السليم هو الأساس في رحلة العلاج.”
من طفل طبيعي لتوحدي
وعن تحول المشاكل البيئية للتوحد قالت “قد يكون الطفل طبيعياً، ولكن البيئة التي يعيشها وسط إدمان الإنترنت، والألعاب الإلكترونية، وقلة التواصل الفعال مع العائلة، ولغة الكلام والتعبير التي تكاد أن تكون معدومة بين أفراد الأسرة، تتسبب في تحويل الطفل من طفل حركي وكثير السؤال يمارس حياته الطبيعية، إلى طفل هادىء منعزل قليل الكلام، ويتطور الحال به إلى مصاب بالتوحد أو الإضطرابات العصبية”.