إبتسامتُكِ الجميلة.. تطفئ عناد طفلك

محمد آل داؤود

 

العناد يكون في مرحلة عمرية يمر بها الإنسان أثناء نشأته ويعتبر سلوك طبيعي بل وضروري لحصول الإنسان على استقلاليته والشعور بذاته؛ كيف ؟؟؟

عندما يولد الطفل ولحد بلوغه السنة أو أكثر من العمر يكون ليس لديه ذات وأن ذاته وكيانه هي أمه وعند مشارفته على السنة الثانية يكتشف بأنه إنسان مستقل عن أمه لذا يحتاج إلى لغة يعبر بها عن نفسه لذا يستخدم لغة العناد كي يوصل فكره للأم بأنه مستقل ويمكنه أن يفعل بعض الأمور بنفسه دون مساعدتها، لذا على الأم هنا أن لا تُرسخ عناده بعنادها وإصرارها على مواقفها، وإنما تعطيه مساحة من الحرية البسيطة كي يخوض بعض التجارب ويعتمد على نفسه، وإلا إذا روضته على الطاعة أصبح إنسان إتكالي؛ معتمداً كلياً على الأم وهذا أساس بناء الشخصية الضعيفة.

إذن العناد شيء إيجابي ودليل صحة نفسية للطفل، والأم التي وصل طفلها عمر السنتين ولم تراه يعاند الأفضل لها استشارة أخصائي نفسي.

إذن..

العناد صفة حسنة عند الطفل، ودليل على قوة شخصيته، ومن الطبيعي أن يمر كل طفل بالعناد بعد وصوله السنة الثانية، للحصول على استقلاليته والانتقال من مرحلة الإعتماد الكلي على والديه إلى الإعتماد على ذاته. وغالباً ما يجد عناداً مضاداً من أحد والديه خوفاً عليه، وهنا يكون أمام الطفل خيارين:

1- إما الإستسلام: والاستمرار على الإعتماد على الغير، ومن هنا تبدأ ضعف شخصيتة، وقد يصاب بالخجل، والانطوائية، والجبن أو العنف، وفي هذه الحالات ينبغي للوالدين الاستعانة بالمعالج النفسي.

٢- أو العناد: وهي صفة لقوة الشخصية، والذكاء.

 وإن أصر الأهل في مقاومتهم لعناد طفلهم فقد يتحول عناده إلى تمرد، وعصيان وخروج على المبادئ والقيم المتعارف عليها، وقد يصاب بمشاكل نفسية.

 خطوات لعلاج العناد :

١- تفهم أن العناد حسن وليس سيئاً، وأنه مؤقت وإن لم تواجهه فسيتلاشى.

٢- أقنع طفلك بما تطلب منه، واسمح له أن يعبر عن رأيه بحرية مطلقة، فقد لا يقبل كل شئ إلا إذا أقنعته، فكلما كانت توجيهاتك منطقية في رأيه زادت طاعته.

٣- عبر عن حبك لولدك، فكلما أشعرته بحبك زادت طاعته لك.

٤- لا تحكم على طفلك بأنه عنيد، لا يسمع الكلام.. الخ.

٥- عندما تطلب من طفلك شيئاً، توقع منه طاعتك.

٦- تجاهل عناد طفلك واصرف انتباهه بأي شئ آخر، واعطي اهتماماً كبيراً لطاعته.

٧- امدح طفلك في كل مرة يستجيب فيها لطلبك، واشكره، وكافئه.

٨- احكي له قصة، وانتقد فيها التصرفات السلبية، وامتدح السلوكيات الإيجابية، واشرح فيها أسباب توجيهاتك، وسيكتشف أخطائه ويصلحها.

٩- اذكر آية أو حديث أو أثر واشرحه، وذكر الطفل بالعواقب الوخيمة لعناده.

وهنيئاً لنا بكل ولدٍ يعارضنا في صغره، لأنه سيعارض أي فكرة أو سلوك خاطئ يُفرض عليه من الآخرين في كِبره، ومستقبلاً لن يقبل سيجارة تهدى له وسيرفض أي نوعٍ من المخدرات تعطى له، وهذا الطفل قد يصبح قائداً في المستقبل ويرفض أن ينقاد.

أيتها الأم الغالية..

ابتسمي؛ تمتصي العناد وتهدأي، فالعناد تطفئه ابتسامتك الجميلة التي تخترق قلب صغيرك وتشعره بحبك وتغنيه عن العناد.

غيري نبرة كلامك من إسلوب الأوامر إلى لغه الحوار الهادئ حتى يستجيب طفلك واستخدمي إسلوب تحويل السلوك بدل بتره بالغضب.

ابحثي عن حسنات طفلك بالمجهر وامدحيها، امدحي شكله نظافته ،خلقته، عيونه، شعره، فهذا إبداع الله قد تجلى في صغيرك، انظري إليه على أنه نعمة يجب أن تصان لأن غيرك من هو محروم منها ويتمناها.

باختصار غيري نظرتك ومفاهيمك السلبية عن طفلك؛ يتغير سلوكه.

تحية وتقدير لكل أم تحب أن تتعلم وتطور نفسها في مجال التربية لإنشاء جيل سوي بذوات عالية وشخصيات قوية نافعه لنفسها ومجتمعها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×