مهرجان “لنشاركهم” مستمر حتى الأحد.. و30 ركناً ترحّب بالزوار

العوامية: أمل سعيد

حتى الأحد المقبل؛ يفتح مركز الرامس في وسط العوامية؛ ساحاته وأركانه لاستقبال زوار مهرجان “لنشاركهم” الذي بدأت فعالياته البارحة، على يد محافظة القطيف إبراهيم آل خريف، نيابة عن أمير المنطقة الشرقية.

ومنذ مغرب أمس؛ توافد العديد من أسر ذوي الإعاقة، مصطحبين أبناءهم بمختلف أعمارهم، إلى المهرجان الذي أقيم باسمهم، وبامتداد 30 ركناً، توزعت الوجوه المرحبة بضيوف المهرجان، ما بين جمعيات ومراكز لتقديم الخدمات التوعوية أو الاستشارية أو الصحية والاجتماعية، سواء لذوي الإعاقة أو لعوائلهم.

وابتدأت فعاليات المهرجان بالسلام الملكي، ثم تلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم بصوت ناصر الصادق.

وبعدها ألقى رئيس نادي الشرقية لذوي الإعاقة كلمة قال فيها “تسعى حكومة (مولاي) خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله لتقديم أفضل الخدمات لأفراد المجتمع  والمقيمين على أرض مملكتنا بصفة عامة ولذوي الإعاقة بصفة خاصة وتسخير كافة الإمكانات البشرية والمادية من خلال توافر الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية وتطبيق الأساليب التربوية الحديثة وكذلك توفير كافة الخدمات الرياضية التى تحظى باهتمام ومتابعة وزير الرياضة ما أوصلنا إلى الدولية والعالمية في هذا المجال، وكذلك تمكينهم في المجتمع تحقيقا لرؤية المملكة ٢٠٣٠ وصولا لجودة الحياة”، وأضاف “تشرفنا برعاية كريمة من قبل (سيدي) صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية حفظه الله، مما أعطى هذا المهرجان أصداء في مجالات متعددة وساهم في تحقيق أهدافه، وبموافقة كريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية على إقامة هذا المهرجان النوعي”.

وتوجه بالخطاب إلى محافظ القطيف وأكمل “كان لكم الدور الأبرز في فكرة هذا المهرجان بحيث يكون مهرجانا نوعياً لذوي الإعاقة، من خلال الفعاليات والبرامج المصاحبة له من أنشطة رياضية وملتقى للتوظيف، وتجارب ناجحة لذوي الإعاقة، والتعريف بمنجزات الموهوبين من ذوي الإعاقة، وذلك من خلال إبراز نتاجهم الفني والحرف اليدوية، وكذلك التأكيد على حقوق ذوي الإعاقة”.

وبحسب رئيس المركز فإن عدد الجهات المشاركة في المهرجان لتقديم خدمات لذوي الإعاقة هم 30 جهة حكومية وأهلية وخيرية، وهي تشمل الخدمات الاستشارية، والتشخيصية والحقوقية، وسوف تكون مجانية لذوي الإعاقة وعائلاتهم، كما يصاحب ذلك البرامج التدريبية والتطويرية من خلال ورش العمل والمحاضرات التي يقدمها خبراء في التربية الخاصة.

وقدم الطالب محمد عباس مرار من مدرسة القطيف الثانوية لدمج المكفوفين، كلمة نيابة عن ذوي الإعاقة، جاء فيها “إن اهتمام القيادة الرشيدة بالإشخاص ذوي الإعاقة يأتي امتداداً لجهودها، وتأكيدأ على حرصها في توفير منظومة راقية من الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة، ولقد تحققت في ظلها إنجازات كبيرة، ساهمت في تطوير الخدمات المقدمة لهذه الفئة العزيزة على قلوبنا، والمحافظة على حقوقهم وحصولهم على الخدمات بكل سهولة ويسر”، وأضاف “أن هذا المهرجان يهدف إلى تكمكين ذوي الإعاقة وإبراز إبداعاتهم، وتوظيف الطاقات، واكتشاف المواهب لديهم وتنميتها، بالإضافة إلى تعزيز النظرة الإيجابية لدى المجتمع تجاه ذوي الإعاقة، وتنمية الجانب الرياضي والثقافي والاجتماعي، مع توفير كافة الخدمات  المادية والفنية من أجل رفع مستواهم العلمي والمعرفي وتطوير طاقاتهم إلى الحد الذي يجعلهم قادرين على خدمة مجتمعهم”.

ثم تألق عيد الشمري (45 عاماً) راوياً قصة نجاحه وتغلبه على طيف التوحد (اسبرجر) ” كنت أرمى بالجنون والتخلف العقلي إلى أن جاء اليوم الذي شخصت فيه حالتي على أنها اضطراب توحد عالي، وهذا ما ساعد أهلي لتدلهم على الطريقة الصحيحة للتعامل معي، وكان هذا المنعطف هو ما أثر في سير حياتي فلم أكن أتخيل أبدا أن أقف أمامكم كما أفعل اليوم”، وأضاف الشمري “أما عن حال ذوي الإعاقة في مملكتنا فلا يوجد ما أتحدث عنه فلم يترك الوطن شيئا من حاجات هذه الفئة إلا وقد كفلها لهم سواء كانت خدمات مادية أو اجتماعية أو نفسية، وليس عندي ما أقول سوى الله يديم عز دولتنا وحكومتنا، فما كنا نتخيل أن نحظى بهذا الاجتماع وهذا التقدير والاحترام لولا تظافر  جهود الوزارات والمسؤولين ” ويكمل “لو لم أجد الاهتمام لما وقفت أمامكم الآن اختصاصي توعوي التوحد ومدرب اختصاصيين”، وعن كلمته قال “الحقيقة أني لم أحضر كلمة لألقيها والسر يكمن في هذه الكلمة (لنشاركهم) وأتيت اليوم كي أشارككم قصتي”، وبمنتهى التلقائية ختم الشمري “أعتذر عن التوتر، وهذا اللي قدرت أقوله فشكرا لكم”.

يذكر أن المهرجان، الذي يرعاه سمو أمير المنطقة، على مدى 4 أيام خلال الفترة من يوم الأربعاء إلى يوم الأحد 23-28 شعبان 1444هـ الموافق 15-18 مارس 2023، ويتخلله العديد من الفعاليات المنوّعة، بينها الثقافية والصحية والاجتماعية والترفيهية للزوار وأسر الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب العديد من المفاجآت للحضور طوال أيام المهرجان.