“سيدة القمر”.. فاطمة الدليجان أصغر فائزات “بيت السرد” وبنت “نادي الكتابة”
الدمام: ليلى الخميري
رغم صغر عمرها؛ إلا أنها حققت منجزاً ثقافياً مبكراً، هو جائزة المركز الأول للقصة القصيرة في مسابقة شمس علي لفئة الشباب، عن قصتها “سيدة القمر”. المسابقة نظّمها بيت السرد في فرع جمعية الثقافة والفنون بمدينة الدمام.
وحول هذا النجاح تقول فاطمة الدليجان لـ صُبرة “الحمد لله، وبفضل الله ثم بفضل نادي الكتابة الإبداعي، وبفضل معلماتي وأهلي، وصلت لهذا الفوز، والداعم الحقيقي خلف هذا الفوز هو النادي الذي أضاف لي الكثير من المصطلحات والتعبير بالفصحى وطور مهاراتي الكتابية”.
أما عن قصتها القصيرة التي حصلت على المركز الأول توضح الدليجان “النص كان من نسج خيالي، ويهدف إلى فكرة الدفاع والقوة لسيدة القمر الشخصية الخيالية بالقصة”.
وتطرقت صُبرة للكيان الذي كان سبباً في فوز الدليجان، لتجد أن خلفه قصة أخرى بدأتها المعلمة في المتوسطة الخامسة بالدمام صفية الجهني، التي أسست نادي الكتابة الإبداعي وفعلته في قنوات التواصل الاجتماعي، ونظمت فيه مسابقات وكرمت الفائزين فيه.
وحول ذلك قالت الجهني “تأسس النادي عام 1444، الفصل الدراسي الأول 24/1/1444 الموافق 22 أغسطس 2022، ومن أول دفعة تفوقت العديد من الطالبات وشاركن في مسابقات كثيرة وفزن بها”.
وأضافت “لأني أومن بأن الإبداع فطري ومهارة تولد مع الإنسان تحتاج إلى التعزيز والتدريب والتشجيع ومنح الثقة، عملت جاهدة على اكتشاف القدرات والمهارات الإبداعية لطالباتي عن طريق الكتابة وتنميتها”.
وذكرت الجهني “النادي مجاني وينظم العديد من البرامج و الفعاليات التي تتنوع ما بين ورش عمل، ودورات تدريبية، ورحلات لمكتبات، ولقاءات مع كتاب وقاصين، وجلسات حوارية، ومهرجانات منظمة، ومشاركات ضمن مسابقات في الكتابة”.
وتابعت “الحمدلله من قبل ومن بعد، حصلت كاتبتنا الصغيرة فاطمة بنت سلطان الدليجان، على المركز الأول في مسابقة بيت السرد للقصة القصيرة، التابع لجمعية الثقافة والفنون، من بين 48 طالبة من المرحلتين ابتدائي ومتوسط، و11 موظفة”.
القصة القصيرة الفائزة بالمركز الأول “سيدة القمر”
“روان فتاة جميلة جدًا يتيمة الأم، لا تتحدث كثيرًا، كانت تحب مشاهدة القمر والنجوم ليلًا لأنها دائمًا وحيدة فليس لديها أخوة أو أخوات، ولم تكن أيضًا اجتماعية”.
“ذات يوم رفضت أن تذهب إلى حفل تنكري دعيت إليه، لكنها اضطرت مرغمة على الذهاب إليه، وأثناء تواجدها في قاعة الحفل تقدم إليها ابن عمها سالم يطلب منها أن ترقص معه، لكنها رفضت بشدة فاشتاطت غاضبًا منها، وصفعته بقوة صرخ من شدة الألم وهو يقول : ( كيف تجرؤين على صفعي أيتها البلهاء)، وكانت عيناه مصوبة نحوها يكاد أن يفتك بها، ذهبت تركض نحو غرفة وجدت خالية وبها نافذة تطل إلى الخارج ووقفت تنظر إلى جمال القمر، وأطالت النظر إليه فشعرت بضوء قوي يكاد أن يُعمي عينيها، لم تتمالك نفسها وأغمي عليها.. كانت هناك يد باردة تهزها فتحت عينيها لتجد شاباً وسيماً غاية في اللطف بقربها يسألها هل أنتِ بخير أيتها الجميلة؟”.
“شعرت روان بالخجل الشديد، ولم تنبس بكلمة من شدة خجلها، شعر الشاب بإحراجها فقدم لها نفسه، أنا أدعى لؤي، وأنا سيد القمر، أما أنتِ فسيدة القمر أيضًا، ما رأيك أن تأتي معي لأعلمك كيف تصبحين قوية، اعتدلت روان في جلستها يتملكها الحماس تعلوها ابتسامة كبيرة لتضيف حسنًا لكن متى؟ وكيف؟”.
“لاحظ لؤي وجود كدمات على أنحاء متفرقة من جسدها فسألها، ما هذه الكدمات من فعل ذلك؟ نظرت إلى الأسفل وأجابت لا عليك إنها مجرد كدمات بسيطة، سألها مجددً بصوت مرتفع من فعل ذلك؟ أجابتهُ باكية: إنني آسفة إنه ابن عمي، من فعل ذلك فهو دائمًا يضربني، تأسف لؤي منها وهو يضيف أين والدتك؟ طأطأت رأسها قالت: والدتي عند الله، كرر لؤي أسفه وطلب منها أن يعالج جروحها حتى تبدو أجمل، تفاجأت من طلبه لكنها اعتذرت منه بحجة أن والدها سوف يسألها عن ذلك، ابتسم لؤي وقال : أعدك أنه لن يشعر بذلك كل ما عليك أن تغمضي عينيكِ، أغمضت عينيها كما أراد منها وفجأة شعرت بقوة دافئة تمر على جسدها الذي استجاب لتلك الطاقة والقوة، كان لؤي يحدث نفسه قائلا: لن يستطيع أحدًا أن يزيل تلك الطاقة منها إلا المختارة القوية، والمختارة لا بد أن تحارب وتكون ذات يوماً زوجة سيد القمر”.
“فتحت روان عينيها لتجد نفسها في غرفتها التي لا تعرف كيف وصلت إليها، ولم يكن أحدًا بقربها، ونظرت إلى ذراعيها وقدميها الخالية تمامًا من الكدمات والجروح شعرت بالسعادة لتعود إلى النوم من جديد.”
“في اليوم التالي استيقظت من نومها فشعرت بوهج غريب يضيء غرفتها، ركضت نحو النافذة لتجد أن الشمس تحولت إلى كرة نارية تشتعل النيران من حولها، تملكها خوف عظيم ورهبة من هول ما رأت ففقدت وعيها، لترى في غفوتها نساء ورجال وأولاد يحيطون بها ليحموها من ماذا لا تعرف!! وحين استعادت وعيها وجدت نفسها هذه المرة في المشفى وفي يديها المغذيات، وقالت بصوت متعب : ( آه يا رأسي أين أنا؟ من أتى بي هنا؟ ماذا حدث؟) كان بجانبها لؤي يطمئنها الحمدالله على سلامتكِ، أحٌب أن أعرفك بإخوتي وأصدقائي، ومن هنا سوف نبدأ التدريب حين تتحسنين إذ لا بد أن تكوني قوية لمواجهة الأشرار والقضاء عليهم، فأنتِ المختارة الوحيدة القادرة على إنقاذ العالم والبشرية، ابتسمت وقالت: إن شاء الله يا لؤي، دخلت الممرضة تستأذنهم سيدي الأمير لؤي انتهت الزيارة لندع روان ترتاح، خرج الجميع فلمع الحزن في عين روان ربت على كتفها ورفع رأسها قائلاً لا تحزني أنا هنا معكِ”.
“أخذت تسترجع الأحداث ولم تستوعب حديث الممرضة حين قالت: ( سيدي الأمير لؤي) فلعلها كانت تتخيل وبدأت تتحرك في غرفتها تبحث عن شيء تأكله أو تشربه.”