أزمة عقيل الجنبي تتجدد.. بعد زراعة القلب جسده في حاجة إلى كلية استبعاد والده وأخوته من التبرع.. والأسرة تناشد المساعدة
7 أشهر ومازال في مستشفى الحرس الوطني بالرياض
القطيف: أمل سعيد
رفض أن يتبرع أحد غيره لولده، تمنى أن يكون هو من يرافق ابنه في المستشفى، وأن يهبه إحدى كليتيه.
أراد ذلك بقوة، حاول أبناؤه أن يعدل عن رأيه، ورجوه أن يترك هذا الأمر لهم، لكنه لم يرضخ لرجائهم؛ ثم.. أوقفته إرادة الله، فجاءت توصيات الطبيب الاستشاري باستبعاده؛ لكبر سنه، ولتخوفهم من هجوم الأمراض المزمنة عليه.
ورغم حزن سلمان الجنبي (الأب)، لأنه لم يعد قادراً على مساعدة ابنه؛ إلا أنه راض بقضاء الله، موقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
بعد الأب؛ رُفض شقيق عقيل أيضاً، رُفض محمد لأنه مريض بفقر الدم المنجلي، ورُفض مسلم، الأخ الأصغر، لأنه يعاني من وجود الحصوات في كليته.
يقول محمد الجنبي الأخ الأكبر لعقيل “لم يعد أمامنا إلا أن نبحث عن متبرع آخر، ينهي معاناة أخي”، ويكمل “ما زال عقيل في مستشفى الحرس الوطني بالرياض منذ الثاني من شهر يوليو 2022، بعيداً عن أهله وأحبته”.
الشاب عقيل الجنبي
قصة عقيل
عقيل سلمان الجنبي شاب في بداية الثلاثينيات من عمره متزوج ولديه طفلان، ريحانة وعلي، من مواليد القديح وسكان حي الروضة بتركيا.
على مدى 7 سنوات كان عقيل يحمل في صدره قلباً متعباً، وتحوّلت حياته إلى مراجعات متواصلة للمستشفيات، ضعف عضلة القلب خطيرٌ، وقد بدأ الكشف عن حالته في مستشفى القطيف المركزي أولاً، ثم أحاله المركزي إلى البرج الطبي في الدمام، والبرج أحاله إلى مستشفى البابطين المتخصص في أمراض القلب.
الشاب الثلاثيني أتعبه المرض إلى حد أن أقعده عن عمله، ولم يجد الأطباء من حلّ إلا زراعة قلب يؤخذ من جسم إنسان مسجّل في لائحة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة. ولم يكن الحلّ متاحاً، فلجأ الأطباء إلى وضع دعامة للقلب المتعب، كان من المخطط أن تبقى الدعامة مدة 6 أشهر لكنها سكنت صدره 6 سنوات، برفقة جهاز يساعده في تنظيم ضربات قلبه الضعيف.
زراعة القلب
ثم بعد طول انتظار، حصل عقيل على متبرع مطابق، فأجريت له العملية في 3 يوليو 2022، في مستشفى الحرس الوطني.
نجحت العملية، كان هذا أول تقييم للعملية التي أجريت للجنبي، لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن بالحسبان، فالقلب الجديد لا يعمل جيداً، بل إنه كان يعمل بجهد 5% فقط، في حين إنه كان سليماً جداً عند المتبرع، لهذا تحتّم أن يبقى “عقيل” تحت الأجهزة وفي حاجة ماسة للدم.
بعد ذلك؛ دخل عقيل غرفة العمليات 4 مرات بعد عملية زراعة القلب، ففي المرة الأولى دخلها لاستخراج الدعامة القلبية التي استقرت في صدره لمدة 6 سنوات، ثم أصيب بنزيف ألجأ الأطباء إلى إجراء عملية أخرى للسيطرة عليه، وبعدها قرر الأطباء بتر رجله من الركبة بعد ظهور غرغرينا فيها نتيجة جلطة دموية أصابته بعد العملية، إلا أنهم سرعان ما غيروا القرار إلى بترها كاملة، للحفاظ على باقي جسمه.
ماذا أصاب الكلى
وعند عملية زراعة القلب تم فصل الكلى لكي لا تتأثر بكمية المضادات الحيوية التي تدخل الجسم، فكان عقيل وقتها يحتاج إلى غسيل كلوي باستمرار، وحتى بعد أن أعيد وصل الكلى بالجسم ظلت على حالها، لأنها وبحسب الطبيب لا تستجيب بسرعة، ورُغم طمأنة الأطباء إلا أن الكلى لم تعد إلى طبيعتها.
طوال الفترة الماضية كان عقيل يخضع للغسيل الكلوي بمعدل 3 مرات في الأسبوع، يوماً بعد يوم.
بعد عملية القلب قضى عقيل الجنبي قرابة الشهرين في غرفة العناية المركزة، إلى أن استقرت حالته وتحسن أداء القلب، وتأكد الأطباء من تقبل الجسم للعضو الجديد، نقل بعدها إلى قسم التنويم العادي، ومازال يرقد فيه حتى اليوم، وبحسب أخيه محمد فإن حالته الصحية في تحسن مستمر سواء بالنسبة للقلب أو بالنسبة لصحة الجسد بشكل عام، وقد بدأ يتحرك ويمشي بمساعدة العكاز الرباعي، أو الكرسي المتحرك، وعن تركيب الطرف الصناعي فقد اشترط الأطباء خروجه من المستشفى بعد زراعة الكلى، ومن ثم يتم البدء في إجراءات تركيب الطرف الصناعي وتأهيله للتأقلم معه واستخدامه.
اليوم
عقيل الجنبي بحاجة ماسة لزراعة كُلية جديد، كي يتمكن من مغادرة المستشفى الذي لازمه لمدة 7 أشهر، ليعود إلى حضن أمه، إلى حضن أسرته، إلى حضن الحياة.