على ذمة “الغذاء والدواء”: القهوة لا تسبّب السرطان.. بل تفيد في الوقاية منه تناولها باعتدال له أثر إيجابي لاحتوائها مركبات لها خصائص مضادة للأكسدة
صُبرة: الإنترنت
رفضت هيئة الغذاء والدواء السعودية الشائعة التي زعمت أن “شرب القهوة سبب للإصابة بالسرطان لاحتوائها مادة الأكريلاميد الناتجة عن عملية تحميص حبوب البن”. ونبّهت الهيئة، عبر موقعها الإليكتروني اليوم، إلى عدم وجود ارتباط بين استهلاك القهوة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، حسب الدراسات العلمية.
ونشرت الهيئة تقريراً علمياً مبنياً على مراجعاتها للدراسات الحديثة حول علاقة استهلاك القهوة بخطر الإصابة بالسرطان. واستدلت بتعليق المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان (American Institute for Cancer Research (AICR، في موقعه الالكتروني في 30 من مارس الماضي. وجاء في تعليق المعهد أنه “رغم أن مادة الأكريلاميد الناتجة عن عملية تحميص حبوب البن ارتبطت بخطر الإصابة بالسرطان في الجرذان إلا أن الأدلة العلمية أثبتت أن شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرحم والكبد.
كما أوضح معهد (AICR) وفقاً لمنظمة الصحة العالمية بأن مركب الأكريلاميد يوجد في الكثير من الأغذية، مثل المخبوزات وحبوب الإفطار، ووجد أن أعلى متوسط لمستويات الأكريلاميد في البطاطس المقلي ورقائق البطاطس. ورغم أن مركب الأكريلاميد يزيد من خطورة الإصابة بالسرطان للحيوانات المخبرية عند التعرّض لمستويات عالية، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي يثبت العلاقة بين الأكريلاميد في الأغذية ومخاطر الإصابة بالسرطان لدى الإنسان.
دراسات علمية حديثة
نُشرت دراسة في المجلة العلمية الأوروبية للوقاية من السرطان عام 2017 استعرضت جميع الأدلة العلمية المتاحة حول علاقة شرب القهوة بجميع أنواع السرطان. وأوضحت الدراسة أن جميع البيانات التي تمت مراجعتها حتى شهر مايو عام 2016 تشير إلى عدم وجود ارتباط بين استهلاك القهوة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك أنواع السرطان الشائعة، مثل سرطان الرئة والثدي والبروستات.
كما أشارت تلك البيانات إلى أن استهلاك القهوة يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الكبد وبطانة الرحم وربما تجويف الفم والبلعوم، ولا يوجد ارتباط بين استهلاك القهوة وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. إضافة إلى أن المراجعة لتلك البيانات توصلت إلى أن العلاقة الطفيفة والمباشرة بين شرب القهوة وسرطان المثانة التي وجدت في بعض الدراسات غير محتملة، وذلك لعدم وجود دليل لارتباط الجرعة والفترة الزمنية بالخطر.
كما أن إثبات العلاقة المباشرة بين تناول القهوة أثناء الحمل وخطر الإصابة بسرطان الدم للأطفال يحتاج لمزيد من الدراسات. وراجعت دراسة أخرى عام 2017 التحليل التجميعي (Review of Meta-Analysis) لعدد من الدراسات لتحديد العلاقة بين السرطان (سرطان الكبد، والبروستات، والمعدة، والثدي، والخلايا الصبغية أو الميلانوما (واستهلاك القهوة، وأشارت إلى أن القهوة تحتوي على مركبات (Caffeine, Cafestol, Kahweol, and Chlorogenic acids) التي قد تكون مفيدة للحد من مخاطر الإصابة بالسرطان، ولها خصائص مضادة للالتهابات والأورام. وذكرت بعض الدراسات أن للقهوة خصائص مضادة للسرطان. وأوضحت الدراسة المشار إليها أن نسبة انخفاض خطر الإصابة بالسرطان عند استهلاك القهوة تختلف باختلاف نوع السرطان، على سبيل المثال؛ تنخفض نسبة خطر الإصابة بسرطان الكبد إلى50 % تقريباً مع زيادة استهلاك القهوة، في حين أن نسبة انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستات تصل إلى 2.5-7.5%. وفي عام 2016 نشرت دراسة تحليل تجميعي شامل للدراسات الاستباقية القائمة على الملاحظة للكشف عن العلاقة بين القهوة ومعظم أنواع السرطان. بينت الدراسة أن تناول القهوة يمكن أن يقلل من خطر سرطان الفم والبلعوم، وسرطان القولون، وسرطان الكبد، وسرطان البروستات، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان الخلايا الصبغية أو الميلانوما، ويتطلب ذلك مزيداً من الدراسات لتوضيح آلية العمل. في المقابل قد يزيد استهلاك القهوة من خطر الإصابة بسرطان الرئة إلا أن عامل التدخين المرتبط بسرطان الرئة لم يؤخذ بالاعتبار.
الخلاصة
من خلال الدراسات العلمية يتضح أن دراسات كثيرة تشير إلى أن استهلاك القهوة يمكن أن يكون له أثر إيجابي على صحة المستهلك لاحتوائها مركبات لها خصائص مضادة للأكسدة، وقد تساعد في انخفاض خطر الإصابة بمعظم أنواع السرطان. إضافة إلى أنه لا يوجد دليل علمي قاطع على أن مستويات الأكريلاميد في القهوة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، كما أن الاستهلاك المعتدل للقهوة لا يسهم بشكل كبير في زيادة التعرّض الغذائي الكلي للأكريلاميد. وبشكل عام وجد أن جرعات الأكريلاميد المستخدمة في الدراسات على الحيوانات المخبرية والتي أُثبتت أنها مسرطنة أعلى بـ 1000 إلى 100000 مرة من تلك التي يتعرض لها الإنسان عن طريق الأغذية.