يا أهل الخير.. والدة مؤيد القصير تناشدكم: أنتم عزوتي قبل القصاص في 14 شعبان مراهق يتيمٌ أخطأ.. ووالدته تبكي.. وموعد التنفيذ بعد 45 يوماً

العوامية: أمل سعيد

لم يتبق إلا 45 يوماً على موعد تنفيذ القصاص في الشاب مؤيد القصير الذي تسبّبت رصاصة طائشة أطلقها، قبل أكثر من 10 سنوات، في وفاة رجل مسكين، رحمه الله. وقد وافق أهل القتيل على التنازل عن القصاص، مقابل دفع دية مغلّظة قدرها 4 ملايين ريال.

وحتى يوم أمس؛ لم تتمكن أسرته الفقيرة من جمع إلا ما يزيد على 366 ألف ريال بقليل. وفي وقت يضيق به الحال على الأسرة، ويتضاعف الألم؛ ناشدت والدته قلوب أهل الخير ليكونوا عزوة للشاب الذي أخطأ خطأ كبيراً، حين كان مراهقاً، ويساعدوا أهله في جمع مبلغ الدية الضخم، بالتبرع للحساب المفتوح تحت إشراف وزارة الداخلية، بحسب ما ذكرته الأسرة.

حساب التبرع

انصرمت أكثر من 10 سنوات من حياة مؤيد القصير وهو يدفع ثمن لحظة غفلة، ذهب ضحيتها رجل مسكين آخر.

توقفت حياته وهو بعد لم يكمل عامه الـ17، فكان الـ 18 من شهر فبراير من عام 2012 يوماً لا يمكن تجاوزه ولا محوه من ذاكرة مؤيد، ولا من ذاكرة والدته التي ما زالت تبكي وتبكي خوفاً مما يمكن أن يحدث لفلذة كبدها، ولا من ذاكرة أسرته التي ما زالت تئن من تبعات ذلك اليوم الأسود في حياة مواطنٍ مسكين، وحياة الشاب الصغير.

وكلما مضى الوقت تضاعف ثقله، ومؤيد في سجنه الذي اعتاده مع رضا بقضاء الله وقدره، ودموع أمه لم تجف وتحاصر إنسانيتنا، وتستفز الرحمة في قلوبنا.

رباب آل بهبه والدة مؤيد، الأم التي تأبى عيونها الغمض منذ منذ أكثر من 10 سنوات.. تحدثت لـ “صُبرة” وبين الجملة والجملة تغالبها دموعها، أو تتوقف لتأخذ نفساً يخفي نشيجاً تفضحه الحروف المرتبكة في كلامها،.

تقول آل بهية “كل ما حدث ذلك اليوم كان خطأ فادحاً، نعم هو كذلك، وأعلم أن قلوب الفاقدين (أهل المقتول) لم تبرأ جراحها بعد، وما زلنا حتى اليوم نقف على أعتاب قلوبهم نسألهم الصفح والمغفرة، يدفعنا لذلك أمران، أولها أن ابني لم يقصد الأذى لذاك الرجل الكبير، وثانيها أنه كان صغيراً وقتها”.

وتكمل “مضت 10 سنوات فقد فيها ابني طعم الحياة، وفقدتها معه، كلما سألته عن حاله خلف أسوار السجن قال لي: الحمد لله أنا بخير، لا تقلقي، حتى وهو يتألم يقول لي إنه بخير”.

تأخذ حصة من البكاء لتتم حديثها “قبل عام، كان كعادته يقول لي إنه بخير، وبعد يومين اتصل بأخيه رفيق له في السجن ليخبره أن مؤيداً دخل المستشفى لاستئصال ورم في الظهر، لم يخبرني بشيء، لم يشتك، ولم أكن بجواره كي أمسح على رأسه وأحتضنه وقت إفاقته من العملية”.

4 ملايين

قبل 7 سنوات وافق أهل القتيل ـ رحمه الله وجزاهم خيراً ـ على التنازل عن القصاص مقابل دفع دية مقدارها 4 ملايين ريال، ولم تتمكن الأسرة خلال 3 سنوات إلا جمع 11 ألف ريالاً..

تقول آل بهية “لا نعرف كيف ندبر مبلغ الدية، فولدي لا عزوة لديه ولا حسب يلوذ به، فالأب تُوفيَ ومؤيد مازال صغيراً، وأخوه رجل على باب الله لا يملك إلا رزق يومه، وعمه مسن وكفيف و (على قد حاله) ولا لوم عليه ولا تثريب، ولم يتبق له إلا الناس الخيرون، لم يتبق له إلا أصحاب القلوب الندية الكريمة من المجتمع، فهم العزوة والحسب الذي نأمل أن لا يخيب”.

أما أخت مؤيد لمعة القصير فتقول “تمكنا من فتح حساب في وزارة الداخلية باسم القتيل لجمع الدية لكنها انتهت قبل سنتين، وكان المبلغ المجموع 11 ألف ريالاً فقط، لذا حاولنا تمديد المهلة علّنا نستطيع أن نجمع باقي الدية وتسكن أرواحنا، فقلوبنا مازالت متمسكة بحبل الأمل، وكلما أضعفه الوقت وقلة الحيلة زاده متانة إيماننا برحمة الله ولطفه”، وتستدرك القصير “بقي على انتهاء المهلة الأخيرة لتنفيذ القصاص شهر ونصف الشهر فقط، وخلال كل هذه السنوات لم نكمل نصف مليون من الـ 4 ملايين، فحتى يوم الأحد الماضي كان المبلغ قد وصل إلى 366 ألف ريال، فهل نتمكن من جمع باقي المبلغ في شهر ونصف؟”.

حساب التبرع

تضع الأخت وجهها بين يديها لتداري ما عجزت عن مداراته وتكمل “مازال عندي أمل أن يعود مؤيد إلى البيت من جديد، وأن أفتح الباب فأراه”، تغص بكلامها الذي يتسابق ليخرج ما في قلبها “لقد كبر مؤيد كثيراً، كبر وهو بعيد عنا، لقد دخل السجن وهو ابن 17 سنة، ولم يره أبنائي منذ دخوله، وقبل سنة احتاج إلى تجديد بطاقته (الهوية الوطنية) كي يتمكن من دخول المستشفى فتم تجديدها له، وعندما دخلنا أبشر لحجز موعد لزيارته رأت ابنتي صورته، فصرخت متفاجئة: هذا خالي مؤيد؟، يا الله لقد كبر كثيراً كثيراً”.

مؤيد بعد أكثر من 10 سنوات من الواقعة

مناشدة أخيرة

اشتروا مؤيد واشتروني واشتروا أخاه“، بهذه المناشدة المختصرة اختتمت والدة مؤيد حديثها لـ “صبرة”، ولسان حالها مازال ممتلئاً بالكلام الكثير، والآمال التي لم تنته والأماني المعلقة بإحسان المحسنين، ومن يرجون تجارة لن تبور.

لم تتبق إلا أيام معدودات، 45 يوماً، وحياة الشاب مؤيد مرهونة بتراحم المجتمع وسخاء أفراده، وتعاطفهم مع الصغير الذي لم يكن يدرك حجم ما اقترف دون قصد، وبعد أن حدث ما حدث ذهب بنفسه لأخذ الحق منه.

 

حساب التبرع

للاستفسار عن القضية يمكن التواصل مع

  • شقيقه حسن القصير: 0508115095
  • قريبه فتحي الشيخ أحمد: 0545255313

تنويه:

كلّ تبرُّع يجب أن يُودع في الحساب الخاضع لوزارة الداخلية فقط، وهو:

حساب التبرع

شاهد فيديو الأم في منزلها مساء البارحة

اقرأ أيضاً

رصاصة «طائشة» تُنهي حياة مواطن.. وتقضي على مستقبل شاب

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×