رصاصة «طائشة» تُنهي حياة مواطن.. وتقضي على مستقبل شاب أهل القتيل وافقوا على التنازل عن القصاص بدية 4 ملايين ريال

العوامية: صُبرة

نزاع شبّان لم يُكمل أيٌّ منهم عقده الثاني تقريباً. تحوّل إلى عنف بين الطرفين.. استخدم أحد الطرفين السلاح، ليواجهه الطرف الثاني بالمثل. صار بينهما مرمى نار في أزقة حي الجميمة ببلدة العوامية. ووسط التبادل الناري كان مواطنٌ مسنٌّ عائداً من بقالة حاملاً “مقاضي” أسرته الصغيرة..

رصاصة طائشة في مرمى النار؛ أصابت الرجل المسكين الذي لم يكن له ناقة ولا جمل في هذا النزاع العنيف.. وليس له أي دخل في الموضوع.. سقط الرجل قتيلاً.. حاول بعض أبناء الحيّ إنقاذه، لكنّ أمر الله نفذ..!

حدث ذلك عام 2012؛ حين اهتزت بلدة العوامية بما حدث للرجل المسكين. وبالطبع؛ تعاملت الأجهزة المعنية مع الواقعة، وخضع جميع المشاركين في المواجة النارية للتحقيق، وخلصت التحقيقات إلى تحديد مسؤولية قتل الرجل المسنّ إلى الشاب مؤيد القصير. ووُجّهت إليه تهمة «القتل غير المتعمد»، وأخذت القضية مجراها، وصولاً إلى الحكم بـ “القصاص”، فيما حصل الآخرون على أحكام مختلفة، تخصّ حملهم السلاح بلا ترخيص واستخدامه، كلٌّ منهم حسب موقعه من الواقعة.

لكن مؤيد القصير هو الذي أدين بالقتل، وقد أمضى ـ حتى الآن ـ 10 سنوات في السجن، ودخل عامه الثلاثين خلف قضبانه، منتظراً ما يمكن أن تؤول إليه قضيته.

أولياء دم القتيل؛ لديهم الحق في القصاص، ولكن جهود أهل الخير وطيبة أهل القتيل أنفسهم؛ خفّفت بعض الإصرار على القصاص. وافقوا على التنازل عن القصاص، شريطة دفع دية قدرها 4 ملايين ريال، ومنحوا أسرة القاتل مهلة لجمع المبلغ، بإشراف إمارة المنطقة الشرقية.

انتهت المهلة، ولم تستطع الأسرة سوى جمع النزر اليسير من الدية. وبجهود بذلها أهل الخير؛ وافق ذوو الدم على تمديد المهلة.

هذا الأسبوع؛ ناشدت والدة الشاب مؤيد، أصحاب الأيادي البيضاء في مساعدتها لعتق رقبة ابنها، بجمع الدية. وقالت لـ«صبرة»، إن المبلغ المتبقي حتى الآن 3.876.000 ريال.

مؤيد يعاني من ورم في ظهره، وترغب أمه في أن يكمل العلاج خارج أسوار السجن «وأن يكون تحت نظري، فأنا خائفة عليه، ولم أره منذ سنتين»، بسبب جائحة كورونا.

وأضافت «أناشد أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة وأهل الخير وأهل العون، فابني لا أحد له غير الله. وأنا التجيء إلى الله ثم لكم يا أهل الخير، أبني في السجن منذ عشر سنوات وهو يتيم الأب، أطالبكم بالوقوف معي ومع أخيه الوحيد (لديه 3 شقيقات أيضاً)، نحن أسرة غير مقتدرة، وأنا أناشد من يشتري حياة هذا اليتيم ويقف معه ومعنا في حيرتنا هذه. أنا أثق بالله وبكم ثقة كبيرة. من يقف مع اليتيم ويشتري حياته؟ من يقف معه ويعتق رقبة أبني مؤيد ويقف معي؟».

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×