[ كتاب] سليس يفتح “نافذة نفسية على مراحل نمو الطفل”

القطيف: نداء آل سعيد

اليوم الأربعاء؛ هو موعد صدور كتاب “نافذة نفسية على مراحل نمو الطفل”، للاختصاصي النفسي محمد سليس، عن دار بسطة حسن للنشر و التوزيع.

ويضع الكاتب محمد سليس لكتابه عنواناً فرعياً آخر “دليلك لترسيخ العقيدة ومفاهيم الوجود لطفلك” ويقول الكتاب وهو دليل الوالدين للرجوع إليه، وهو يلبي احتياجهم لاستخدام طرق تربوية للتعامل مع مدخلات الطفل ومخرجاته بحيث بحيث تساعد على تلقيه مباشرة أو بالإيحاء، ومعرفة إلى أي مدى تكون التلقية، ومعرفة إلى متى تستمر ذاكرة الطفل، وهل هي ممتدة أو منقطعة؟ و ماهي تأثيرها على الاستجابة الشرطية”.

الكتاب كفكرة

ويسند سليس فكرته إلى الانتماء بين الأب و ابنه، في كيفية بناء الانتماء الروحي و الجسدي، ويوضح ” أن الطفل أرض خصبة كلما بذرت فيها بذرة الأخلاق يحصل فيها ثمرة من ثمرات الحياة”.

يكمل سليس توضيحه “و هل بستان الزهور على حلاوة منظره إلا بذرة؟! حضنتها تربة صالحة، وسقتها ذرات المطر، وحنت عليها الشمس بخيوطها الدافئة، فتبرعمت الزهور، وتفتحت الورود، فصارت مهبطًا للفراشات، وممشى للعشاق؛ لتطيب فيه النفوس.

و لأني أرجو بمساهمتي هذه في صناعة البستان من أطفال تنمو حتى تقود المجتمعات فقد لخصت في هذا الكتاب ما تعلمته في غرف الدراسة من جامعة هارفارد حيث درست فيها علم نفس النمو في شتاء ٢٠٢٠م”.

يهدف سليس من خلال كتابة المساهمة في تربية أطفال صالحين يقودون المجتمع، وهو كتاب موجة للآباء و الأمهات حديثي الزواج أو حديثي الوالدية واطفالهم مازالوا نطفة في رحم إلى مسار أعمارهم الأولية حتى سن ١٢ عام.

في متناول القارئ

استغرق سليس في الإعداد لكتابه عاماً كاملاً، لتفصيل النقاط حتى صدوره في الأسواق في المكتبات التجارية، ولكن الفكرة راودته في الفترة التي كان الناس في جائحة كرونا ومنع التجول، ويقول ” جاءت الفكرة في فترة كرونا حين كنت أبث المحتوى المعرفي على منصتي في الانستقرام ولاقت تلك الأمسيات استحسان من المتابعين، فكانت فترة صعبة جدا لوجود الطفل الدائم في المنزل دون المدرسة و والعائلة الممتدة والمجتمع، فالأسرة النووية هي المربي و المعلم والأخ و الصديق، فكنت أبحث عن معلومات أقدمها تغذي الجانب التربوي، فكان الكتاب اقتراح من المهمة زوجتي أم حسن، ما رأيك لو كتبت كاتب عن مراحل نمو الطفل؟ وتحول هذه المعلومات إلى مادة معرفية مكتوبة؛ أجد لديك قدره على الكتابة و الإنشاء ولديك تعبيرات لطيفة، وبإمكانك توصيل المعلومة بشكل مبسط للجمهور، وهنا كانت البداية”.

ويواصل سليس حديث لصبرة بحس من الامتنان و نظرة حب ” كنت دائم الحديث مع زوجتي عن مادة نمو الطفل وعلاقتها بالتربية والمؤثرات و إعجابي بها، والمفارقة بين التربية الأبوية إذا كانت دقيقة او منفلته، أو إذا ما كان الأب نظامي أو سلطوي، أو يكون الأب فاقد للنظام، فتكلمت معها عن الأنواع الأربعة، حينما كنت أدرسها في جامعة هارفرد، وهنا واصلت العمل على إنتاج هذا الكتاب”.

في ذات الكاتب

يخبرنا سليس أنه يرى في كتابه نتاج علمه ومعرفته ويقول ” سأمشي من هذه الدنيا و أتمنى أن يبقى هذا الناتج لأبني حسن، ويكون لي نتاج في هذه الدنيا، ويستطيع ابني من بعدي أن يرجع للمعلومات فيه، ولا أحصر ولدي بالإهداء فأهدي الكتاب إلى الرسول الأعظم صل الله عليه و عترته الطاهره فهم مصدر العلم مبدأه ومنشأه ومنتهاه، فأكون مفاخر إمام الرسول وبين الناس أن يارسول الله ساهمت بمعلوماتك، وكذلك أهديه للوالد و الوالده وملهمه هذا الكتاب زوجتي”.

الكتاب كمحتوى

يقول سيلس ” يحتوي الكتاب على قضايا واقعية بعيدا عن القصص بصياغة أدبية رشيقة، بمعلومات مبسطة أرتفع بها متى ما أرتفعت، و أحاول تبسيطها متى ما تطلب الأمر، حتى أن القارئ يتنوع في ذائقته سوء كان مختص أو غير مطلع على العلم الدقيق فتكون المعلومة سهله ويسيره”.

يشار إلى الكاتب باهتمامه بالعلوم الإنسانية وشغفه في كطالب دراسات عليا في مجال علم النفس، فيبحث فيها ويهتم بشؤونها وأبعادها المعرفية، وله فلسفته الخاصة ورؤيته من خلال علم النفس فيقول لنا ” كما هو معروف العلم علمان علم الأديان و علم الأبدان، وهذا العلم هو من علم الأديان، يتعلق بالروح و النفس الصغيرة منها (الإنسان ذاته) منها و الكبيرة (المجتمع)؛ فإذا صلاح المجتمع من صلاح النفس الإنسانية، فيكون المجتمع مظهر حقيقي إلى الدين الناصع التي تدعو له الأديان، و الأخلاقيات العظمى، و العبادات الكبرى، فعلم النفس هو طريق لله سبحانه وتعالى، فيه أبحث عن ذاتي و أبحث عن وجود الله في عظمة خلقه، في تصرفات الإنسان الإرادية واللاإرادية”.

من جهته أعرب حسن آل حمادة صاحب دار النشر عن حماسه في تسويق الكتاب ويقول “ميزة هذا الكتاب أن الباحث سليس يعالج الموضوع المتعلق بنمو الطفل منطلقًا في ذلك كونه أبًا حريصًا على تنشئة الأطفال وفق منهج سليم من حيث النشأة الدينية إضافة لعدم اغفاله جانب البناء النفسي، وكونه ينطلق في الكتابة من واقع تخصصه، فقد اعتمد منهجية علمية بعيدة عن اللغة الانشائية التي نلحظها في الكثير من الكتب المتعلقة بالطفل وتربيته”.

يكمل آل حمادة “ونحن في بسطة حسن نهتم بتقديم غذاءً معرفيًا يجمع بين العمق والسلاسة في الطرح، وأزعم أن الكاتب نجح في الأمرين معًا.
وإذا كان هذا النتاج الجميل هو الأول له، فنحن نتأمل منه الأجمل دائمًا، وسننتظر منه أخوة وأخوات لهذا الإصدار. خاصة أننا نشهد تطورات مذهلة ترتبط بالحياة التي يعيشها الأطفال في عصر الميديا الزئبقي. لذا أتمنى من الباحث سليس أن يقدم المزيد من الأبحاث فيما يرتبط بها الموضوع”.

أخيرًا، يعبر سليس عن شكره وتقديره لكل من ساهم في صدور الكتاب، ويقول الطفل هو حياة والمستقبل، و الأمل في الغد فأنا ماشٍ و الكل سيمشي، ويبقى الطفل، فهو ذلك الأمل الذي يوقض الأم لترضع ولدها حتى في أقسى درجات البروده، تاركه لذة النوم؛ لأمل الغد في هذا الطفل، كذلك حال الأب يصارع الحياة ويحارب الناس بكتفيه حتى يأتي بلقمة العيش لهذا الطفل ليكون أمتداد للحياة”.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×