حدك حكومة.. تاجر مخدرات يتحدّى..!
حبيب محمود
“حدّك حكومة”.. والمعنى هو أن أقصى ما تستطيعه هو اللجوء إلى الحكومة. وهذا التعبير قيل بكلمات شابّ متحدّياً شاباً آخر، وسط مواجهة غير مسؤولة، تدخل فيها الرصاص، ووصل إلى إحراق سيارات.
وباختصار؛ فإن ما حدث هو سلسلة تصرُّفات جامحة، فاضت من أرض الواقع، إلى الواقع الافتراضي في التواصل الاجتماعي، وشهد الناس على وضعٍ لا يمكن تصور حدوثه إلا في دولة من دول المخدرات.. حتى أن بعض المعلقين وصف المتورطين بـ “عصابة المكسيك”..!
الحمد لله؛ فقد حسمت الجهات المعنية الأمر، في أقل من 24 ساعة، ووضعت يدها على 10 متورطين، وهناك اثنان قيد البحث، بحسب ما نشره الأمن العام مساء البارحة.
مخدرات، استخدام أسلحة، إصابة، إحراق سيارات، تصوير ونشر، كلُّ هذه جرائم موصوفة علناً، من الناحية الجنائية المادية، وكذلك الناحية الإلكترونية. وفوق ذلك كله؛ هناك استهانة بدور الدولة عبر ذلك الوصف “حدّك حكومة”، وكأن الدولة هي أضعف الحلقات في التعامل مع المواجهة المسلحة بين تجّار المخدرات…!
ما حدث لن يمرّ مرور المجرمين العاديين، ليس من أجل سلامة الناس وأمنهم فحسب؛ بل من أجل أن يُدرك تجّار المخدرات، وكلّ مجرم آخر، أن للدولة هيبتها، وأن من يضع نفسه مكانها للحصول على ما يريد، حقّاً أو باطلاً، فإنه يحاول فرض قوة مرفوضة في دولةٍ مسؤولة عن كلّ صغيرة وكبيرة.
ولكن من بإمكانه الحديث عن شرف اللعب على طاولة قمار..؟ أو المعاملة العادلة في أموال مخدرات؟ والمشاهد الصادمة التي شاهدناه في وسائل التواصل الاجتماعي تطرح هذين التساؤلين على نحو مُخجِل لأي مواطن يعيش على هذه الأرض.
لا قيمة محترمة لدى تاجر مخدراتٍ، ناهيك عن مسلّح يعامل السلاح كما يتعامل بالكلمات، ويحاول فرض قوته بلا اعتبار لسلامة المجتمع وأمنه.
ما حدث مؤسف، وفيه درسٌ جديدٌ ينبّه إدراكنا إلى الأهداف المرعبة التي يسعى إليها تجار المخدرات، وإلى الأموال التي يحاربون القيم من أجلها، ويتحاربون فيما بينهم من أجلها.
وطننا أمانة، ومجتمعنا أمانة، وكلماتنا أمانة، وتصرفاتنا أمانة.
اقرأ أيضاً
الأمن العام حسم المواجهة.. اختلفوا في تجارة المخدرات فتبادلوا الرصاص وأحرقوا السيارات