الطيب من البحرين: أنا وعلماء الأزهر مستعدون للحوار مع إخوتنا الشيعة حذر المسلمين عموماً من العبث باستقرار الأوطان واستغلال الدِّين في إثارةِ النَّعرات القوميَّة والمذهبيَّة

إنترنت: صُبرة

وصف الأستاذ المشارك في علم اللغويات التطبيقية الدكتور أحمد فتح الله خطاب شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب بأنه دعوة “لوحدة الأمة”، ومن أجل أن “يعيش عموم الناس في وئام وسلام فينتهي ما يشغلهم عن المشاركة في المسار الحضاري وليؤكدوا أنهم “خير أمة أخرجت للناس”.

والدكتور فتح الله مهتم باللسانيات الدينية والتاريخية وقضايا اللغة. وكان يُشير إلى إعلان استعداده ومعه كبار علماء الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، للحوار مع علماء المسلمين الشيعة و عقدِ اجتماع بقلوبٍ مفتوحةٍ وأيدٍ ممدودة للجلوسِ معًا على مائدة واحدة؛ لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلاميَّة، التي تتَّسِمُ بالواقعيَّة، وتُلبِّي مقاصد الإسلام وشريعته، وتُحرِّمُ على المسلمينَ الإصغاء لدعوات الفُرقة والشِّقاق”.

وقال الدكتور فتح الله “شكرًا للشيخ الطيب ولكل العقلاء لوأد الفتنة المتزايدة بوجود قنوات البث المنفلتة، كاليوتيوب وغيره، والفضائيات الخبيثة وأدوات التواصل الجمعي المختلفة كالواتساب وغيره”.

وأضاف “إنِّي أتمنى من كل قلبي تلبية المدعويين لهذا النداء الإسلامي لوحدة الأمة وليعيش “عموم الناس” لن يفيدنا اجترار التاريخ لأناس سلفوا لهم ما كسبوا وما بعدهم ليسوا مسؤولين عن تصرفاتهم أو اجتهاداتهم، ولا يحق لنا تكرار محاكمتهم غيابيًّا ورجعيًّا بمنطق الحاضر، وبلا طائل. يقول الرَّبُ الحكيم في قرآنه الحق الكريم: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} (البقرة: ١٤٧).

وقال “هذا الاجترار ليس فقط لا يفيد بل هو ضار وشاغل ولن ينتهي. فآن للعقلاء المخلصين أن يوقفوه وإلى الأبد. فالدين واحد وإن تعدد فهمه وطرقه.

وبحسب الأخبار المتواترة في وسائل الإعلام ووكالات الأنباء؛ فإن شيخ الأزهر؛ قد وجه نداءً إلى عُلماءِ الدِّين الإسلامي في العالم كلِّه على اختلافِ مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم، إلى المسارعة بعقدِ حوارٍ (إسلامي إسلامي) جاد، من أجلِ إقرار الوحدة والتَّقارُب والتَّعارف، ومن أجل الأُخوَّة الدينيَّة والإنسانية، تُنبَذُ فيه أسباب الفُرقة والفتنة والنِّزاع الطَّائفي على وجْهِ الخصوص، ويُركَّز فيه على نقاطِ الاتِّفاق والتَّلاقي.

جاء ذلك خلال كلمة الشيخ الطيب في الجلسة الختامية لملتقى البحرين للحوار، اليوم الجمعة،، في قصر الصخير في العاصمة البحرينية المنامة، بحضور ملك البحرين وبابا الفاتيكان.

وشدد شيخ الأزهر على أهمية أن يُنصَّ في قرارات هذا الحوار على القاعدةِ الذهبيَّة التي تقول: يَعْذُرُ بعضُنا بعضًا فيما نختلفُ فيه، كما يُنصُّ فيه على وقفِ خطابات الكراهية المتبادلة، وأساليب الاستفزاز والتَّكفير، وضرورة تجاوز الصِّراعات التاريخيَّة والمعاصرة بكلِّ إشكالاتِها ورواسبها السَّيْئة.

وقد وجه الطيب دعوة إلى المسلمين الشيعة للحوار بالقول: هذه الدَّعوة إذ أتوجَّهُ بها إلى إخوتِنا من المسلمين الشِّيعة، فإنَّني على استعدادٍ، ومعي كبارُ علماء ومجلس حكماء المسلمين، لعقدِ مثلِ هذا الاجتماع بقلوبٍ مفتوحةٍ وأيدٍ ممدودة للجلوسِ معًا على مائدة واحدة؛ لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلاميَّة، التي تتَّسِمُ بالواقعيَّة، وتُلبِّي مقاصد الإسلام وشريعته، وتُحرِّمُ على المسلمينَ الإصغاء لدعوات الفُرقة والشِّقاق، وأنْ يحذروا الوقوع في شَرَكِ العبث باستقرار الأوطان، واستغلال الدِّين في إثارةِ النَّعرات القوميَّة والمذهبيَّة، والتدخُّل في شؤونِ الدول والنَّيْلِ من سيادتها أو اغتصاب أراضيها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×