العوامي يواصل رصد عامية القطيف من الشعر العربي الفصيح

يواصل الشاعر الباحث عدنان السيد محمد العوامي رصد كلمات عامية من اللهجة القطيفية وربطها بالشعر العربي الفصيح، في حزءٍ ثانٍ من كلمات تبدأ بحرف الهمزة..

أكيد

كلمة تأكيد، تسمعها دائمًا عند ضربك موعدًا، أو وعدك لأحدهم بشيء، فيسألك: أكيد؟ أعتمد؟ أما في الشعر الفصيح فكثير أكتفي منه بقول: عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني الشهير بابن النقيب:

سلام كما افتْرَّ الأقاح على الربى      

وسارت بعَرْف الروض ريدانَة الصَبا

يوافيك عن قلب أكيدٌ وداده      

وثيق عُرَى الإِخلاص لم يُلْفَ قُلَّبا([1])

وقول أبي مسلم البهلاني العماني، ناصر بن سالم بن عديم الرواحي:

رفضتَ فضول العيش خشية ذمِّه     

وأنت غني، ما حييت، حميد

وإنَّ نعيمَ الدهر والموت حده   

نعيمٌ ولو عند الغبي زهيد

ولم تجنح الدنيا إليك لمطمع      

ومطمعها في من عداك أكيد([2])

أوْه

أصلها للتوجُّع، مثل: آه، لكنهم يستعملونها تعبيرًا عن التوجُّع من ألم شديد، وغالبًا عند تذكر شيء نَسُوه، أو غفلوا عنه، أما في المزاح فحين يتضايق أحد المتمازحَيْن، فهو يرفع صوته بها في انفعال وضيق، صارخًا بصاحبه: >أوه!!! جوز عاد!!!<. قال تميم ابن المعز لدين الله الفاطمي:

ما قال أَوْهٌ لفقده واهَا      

كمستريحٍ لقوله آهَا

تَبَرُّمُ النفِس من بلابلها      

يُفْسِد إقرارَها ودعواها

وقول جميل صدقي الزهاوي:

فرَّقوا بيننا فما إن أرى اليو      

مَ سميراً، ولا يراني سمير

قذفوه في هُوَّةٍ ليس منها      

مخرجٌ للمقذوف، فهي قَعور

أوه! إنَّ الفراقَ أصعب من كُـ     

ـلِ عذابٍ يشقى به الموزور([3])

وقول سعدي الشيرازي:

أصبَحتُ مفتوناً بأعيَنَ أهيَفا      

لا أستطيعُ الصبرَ عنهُ تعَفُّفا

والستر في دِينِ المحبَّةِ بدعَةٌ      

أهوى، وإن غضِبَ الرقيبُ وعنّفا

وطريق مسلوب الفؤاد تحمّل  

من قال أوه! من الجفاء فقد جفا([4])

أَيَاس

إذا سمعتها من قطيفي فهو يعني اليأس، يقولون في باب النصح بتفويض الأمر إلى الله، والتحذير من اليأس من رحمته: >ما على رحمة الله أياس<، ويصرفونها التصاريف العربية المعتادة، وهي عربية مقلوبة من اليأس (انظر التاج). ولم يخلُ الشعر العربي منها، قال عماد الدين الأصفهاني من وزن البند مورِّيًا: ناديتُ وقد تاه من العجبِ وماس     ما الاسمُ؟ فقال لا من الوصلِ إياسْ([5])

وقال محمد صالح محيي الدين العاملي يهجو:

خلته بارقَ تِبْر      

فبدا برق نحاسِ

ماطلًا موعدَ فضل      

لابساً ثوبَ التناسي

سدَّ كلَّ الطرق حتى      

سدَّ لي طُرقَ نُعاسي

ان أمد كف افتقاري      

مدَّ لي كف أياس([6])

أيش

جاء في محيط المحيط للمعلم بطرس البستاني: >أيش تحريف أي شيء<، والظاهر أنها حذف التحريك على طريقة العرب في حذف ما كثر تكراره في كلامهم. وما يهمنا هنا ما جاء من هذه الكلمة في الشعر العربي، قال ابن دانيال الموصلي:

طاق، طرطاقُ، إلحقوه أمسكوهُ

حملونا جميعنا للوالي

اتركوا عنكُمُ الخصامَ وَطيبوا      

هلْ جُمعْتُم للقَصْفِ أو للقتالِ؟

أيش هَذي الفعالُ؟ لا كانَ ذا العَيْـ       

ـشُ وأُفّ لعِشْرَةِ الأنذالِ([7])

—————–

([1]) المصدر السابق، الرابط: https://goo.gl/eP4rpX.

([2]) ديوانه، إصدار وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان، الطبعة الأولى، 1407هـ 1987م، ص: 324.

([3]) ديوان الزهاوي، المطبعة العزيزية بمصر لصاحبها خير الدين يكن، 1343هـ 1924م.

([4])by Qoute، سعدي الشيرازي، منوائع الأدب الفارسي السني، الرابط: https://goo.gl/ov52iL.

([5]) الموسوعة الشعرية، موسوعة إلكترونية، إصدار المجمع الثقافي في أبو ضبي، الإصدار الثالث.

([6]) الموسوعة الشعرية، موسوعة إلكترونية، إصدار المجمع الثقافي في أبو ضبي، الإصدار الثالث.

([7]) المصدر السابق، الرابط: https://goo.gl/JkkCuL.

 

يُتبع في الأسبوع المقبل

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×